نقطة عمياء

غزة.. حيث تغتال الحقيقة

كل يوم صحفي شهيد على مذبح الحقيقة في غزة، ليقترب عدد شهداء الصحافة من عدد أيام الحرب على القطاع وقد يتساويان، حيث كشفت الإحصائيات أرقام قياسية لإسرائيل في قتل الصحفيين أبت الإنسانية أن يكونوا أرقاما

كل يوم صحفي شهيد على مذبح الحقيقة في غزة ليقترب عدد شهداء الصحافة من عدد أيام الحرب على القطاع وقد يتساويان، أما شعارات القنوات والوكالات فباتت كرائحة الدماء التي تجلب الوحوش!

وإلى أبعد من ذلك استهدفت إسرائيل عائلات الصحفيين وقتلت المئات منهم، ليس فقط القتل هو سلاح إسرائيل في مواجهة الصحافة، فمن نجا من القتل.. لم ينج من الإصابة أو الاعتقال أو المطاردة.

ولم تكتف إسرائيل باستهداف من يعمل داخل القطاع بل تجاوزته إلى خارجه بحملات تحريض وفصل تعسفي لكثير من الصحفيين الذين أعلنوا تأييدهم ووصفوا دون مواربة ما يحدث في غزة بأنه إبادة جماعية.

كشفت الإحصائيات أرقام قياسية لإسرائيل في قتل الصحفيين أبت الإنسانية أن يكونوا أرقاما، فصحفيو غزة الشهداء تجاوز عددهم ضعف عدد الصحفيين القتلى خلال سنوات الحرب العالمية الثانية وضعف ضحايا الصحفيين في عشرين عاما من الحرب الأميركية على فيتنام، وخمسة أضعاف ضحايا الصحافة في الحرب الكورية والغزو الروسي لأوكرانيا وفي المقابل يأبى الصحفيون التقهقر، ويبذلون الغالي والنفيس لإطلاق الحقيقة المحاصرة.

الحقيقة المصبوغة بدمائهم على مرأى ومسمع المجتمع الدولي حيث أن إسرائيل لم تنتهك حقوق الإنسان فحسب، بل الحصانة الصحفية التي شرعها القانون الدولي.

وأمام موادهم الموثقة بأرقامها نقف لنتأكد هنا.. أنهم أجمعوا على وجوب احترام وحماية الصحفيين العاملين في مناطق النزاعوأن الحفاظ على سلامتهم والأطقم المساعدة واجب دولي لا يجوز اختراقه، ومن حق الصحفيين الوصول إلى المعلومات وتوثيقها..

هل الصحافة موجعة.. أم هي مذنبة بكشف عدوان على شعب، قضت للعدو مضجعه!