تلغراف: وضع بائس للحلبيين تحت القصف

أكثر من مئة قتيل بقصف النظام وروسيا حلب
الدمار في كل مكان بحلب (الجزيرة)

القصف الجوي الكثيف المستمر الذي تشنه القوات السورية والروسية على حلب منذ الخميس الماضي كانت له آثاره المدمرة على الحياة في المدينة، حيث منع التلاميذ من العودة إلى المدارس في شرق المدينة وأجبر المدارس على إغلاق أبوابها.

وتقول صحيفة ديلي تلغراف البريطانية إلى أن غارات الأيام القليلة الماضية كانت الأسوأ في حياة الأسر التي تعيش في المدينة وإنها لا تقارن بمثيلاتها طوال السنوات الأربع الماضية التي عاشوها في الجزء الذي تحت سيطرة الثوار. وتشير الإحصاءات الطبية إلى أن ما لا يقل عن 180 شخصا قضوا خلال الـ48 ساعة الماضية معظمهم من النساء والأطفال.

وقد اضطرت الغارات الجوية جل المدارس في الجانب الشرقي من المدينة إلى نقل نشاطها تحت الأرض.

وتساءلت ربة المنزل "ما الخطأ الذي ارتكبناه لنستحق هذا؟ لماذا كل هذا الحصار والتجويع والقصف؟". وأضافت "كل ما تفعله الولايات المتحدة هو القلق بشأننا، ولا تفعل شيئا غير ذلك، وتقاعسها وعدم الحسم مع روسيا جعلها شريكة فيما يحدث لنا".

ومن جانبهم وصف محللون محاولات أميركا المتكررة للتقارب مع روسيا بأنها نوع من الجنون لأنها في كل مرة تأتي بنتيجة مختلفة.

‪مناطق حلب الواقعة تحت سيطرة النظام السوري‬ مناطق حلب الواقعة تحت سيطرة النظام السوري (رويترز)
‪مناطق حلب الواقعة تحت سيطرة النظام السوري‬ مناطق حلب الواقعة تحت سيطرة النظام السوري (رويترز)

وفي السياق، ذكرت غارديان أن حصار حلب اشتد بعد انتهاء مهلة وقف إطلاق النار وأصبح ما يقارب المليوني شخص الآن بدون مياه.

وأشارت الصحيفة إلى أن القصف المتواصل للمدينة منذ الخميس الماضي جعل سياسة الولايات المتحدة بشأن سوريا في حالة من الفوضى، كما أن شدة الهجمات وقوة بعض القنابل الأكبر حجما غير مسبوقة في تاريخ صمود المدينة خلال هذه الحرب الأهلية، بما في ذلك قنابل البراميل المتفجرة غير الدقيقة.

وعلى صعيد الإنقاذ، يصارع الأطباء لفرز أولويات الإصابات التي تأتي إلى المشافي القليلة المتبقية وعلاجها بما لديهم من مواد طبية بدأت تنفد، وهناك مخاوف أيضا من إمكانية تفشي الأوبئة بعد انقطاع موارد المياه عن جانبي المدينة.

أما  صحيفة إندبندنت فقد أشارت إلى اتهامات وجهت إلى روسيا الليلة الماضية بأنها نشرت سلاحا قادرا على إطلاق كرة ضخمة من اللهب في مناطق واسعة من حلب، وهناك مخاوف متزايدة من أن حلفاء موسكو يحاولون محو قطاع المعارضة الواقع داخل أطلال المدينة.

وهذا السلاح هو راجمة صواريخ من طراز "Tos-1A" التي تطلق وابلا من 24 صاروخا تسبب انفجارات كيميائية مصممة لشفط كل الأكسجين الموجود بالمنطقة المستهدفة.

وذكرت الصحيفة البريطانية أن دبلوماسيين غربيين لديهم بعض اليقين من أن هذه الراجمات تستخدم في حلب.

وألمحت إلى أن محاولة إيجاد حل سياسي للحرب الأهلية من خلال وقف لإطلاق النار برعاية روسيا والولايات المتحدة تلقت ضربة شديدة الأسبوع الماضي عندما هوجمت قافلة معونة أممية من قبل ما يعتقد أنها طائرات حربية روسية مما أدى إلى مقتل عشرين شخصا.

المصدر : الصحافة البريطانية