لماذا يغيِّب تنظيم الدولة الكساسبة صوتا وصورة؟

واصلت الصحف الصادرة بالأردن اليوم الأحد تركيزها على ملف الطيار الأردني معاذ الكساسبة،
صحف الأردن: التفاوض مستمر لإطلاق الكساسبة (الجزيرة)

الجزيرة نت-عمّان

تبنت الصحف الصادرة بالأردن اليوم -رغم اختلاف سياساتها وتمويلها- الرواية الرسمية في قضية الطيار المحتجز لدى تنظيم الدولة الإسلامية، معاذ الكساسبة. وأكدت أن المفاوض الأردني لا يزال ينتظر معلومات عن مصير طياره، وأن التفاوض مستمر لإطلاق سراحه.

ولم تتوقف الصحافة الأردنية كثيرا عند خبر إعدام الرهينة الياباني، باعتبار أن لديها ما هو أهم، وهو مصير الكساسبة، واكتفت بنشر خبر مقتضب عن التسجيل الذي بثه تنظيم الدولة لذبح الرهينة.  

وعلى صفحتها الأولى، كتبت صحيفة "الغد" المستقلة "قضية الكساسبة: التفاوض مستمر".

وقالت تحت عنوان "مراقبون يتوقفون عند غياب تصريحات داعش وتخبطه بإدارة الأزمة"، إن "مصادر مطلعة أفادت بأن قنوات الاتصال والتفاوض غير المباشرة بين الأردن وتنظيم داعش لا تزال متواصلة".

وأضافت الصحيفة أن "هذه الأزمة مفتوحة على كل الاحتمالات والخيارات، ولا يستبعد مراقبون أن يمتد التفاوض بخصوص صفقة التبادل فترة طويلة، وأكثر مما كان متوقعا".

واعتبرت "الغد" أن "التخبط من قبل داعش يعكس كما يبدو خلافا داخليا في التنظيم، على إعطاء ساجدة الريشاوي الأولوية في الصفقة".

أيام صعبة
وجاء في مقال لمستشار الصحيفة السياسي، فهد الخيطان، تحت عنوان "اختبار الأيام الصعبة" أنه "في كل لحظة يمكن توقع تطور جديد بقضية الكساسبة، يقلب التوقعات، أو يعززها. والتوقعات تتراوح بين احتمالات الحسم السريع، وعودتها إلى المربع الأول، وبالتالي استمرارها إلى أمد أبعد".

لكنه قال إن "سجالات الأيام الثلاثة الماضية كشفت أن الدولة الأردنية لم تهيئ الرأي العام لدخول الحرب، ولم تبذل ما يكفي من الجهد السياسي والإعلامي لتقبل فكرة المشاركة في العمليات الحربية، وما يترتب عليها من خسائر. كما أنها لم تعرض رواية متماسكة تبرر هذه المشاركة، رغم أن مثل هذه المبررات متوفرة وبقوة، لكننا افتقرنا للقدرة السياسية والإعلامية على عرضها بشكل مقنع".

من جهتها، كتبت صحيفة "الرأي" الحكومية على صفحتها الأولى "الحكومة لا تزال تنتظر إثبات سلامة طيارنا البطل معاذ الكساسبة".

ونقلت الصحيفة عن الناطق باسم الحكومة، محمد المومني أن "خلية إدارة الأزمة ما زالت منعقدة منذ وقوع الطيار رهينة لدى تنظيم داعش، وهي تعمل على مدار الساعة".

ونقلت الصحيفة عن الوزير أيضا "تأكيد الأردن عدم ممانعته تسليم الريشاوي مقابل عودة ابننا".

وتحت عنوان "معاذ.. بطل وليخسأ المزايدون"، كتب وزير الإعلام السابق صالح القلاب، أن "ما أوجع قلوبنا وبالتأكيد قلب والدة ووالد معاذ وقلوب أهله هو أنَّ هناك بعض الموتورين والمزايدين الذين لا يخافون الله، والذين استغلوا هذا الظرف الصعب والعصيب ليسددوا حسابات مع الأردن كوطن وكشعب ومع الدولة الأردنية ليس هذا وقت تسديدها، فالمناسبة تقتضي الترفع عن المشاغبات السياسية ونكء الجراح لأسباب شخصية، وتقتضي أن يكون الأردنيون على قلب رجل واحد وأن يتصرفوا على أساس أن هذا الطيار البطل ابنهم".

أين الكساسبة؟
بدورها، أبرزت صحيفة "السبيل" الناطقة باسم جماعة الإخوان المسلمين، مقالا لرئيس تحريرها عاطف الجولاني، حمل عنوان "لماذا يصمت تنظيم الدولة في قضية الكساسبة؟".

وكتب الجولاني أن "الاحتمال الأول الذي قد يُفسّر صمت التنظيم، أن يكون في مرحلة إجراء الحسابات وتقييم الموقف بخصوص الخطوة القادمة بعد عدم تجاوب الجانب الرسمي الأردني مع مطلبه، وإن صح هذا الاحتمال فنحن أمام مؤشرات إيجابية تعطي أملا بإمكانية الوصول إلى نهايات مقبولة لكل الأطراف".

"لكن ثمة احتمال آخر يدور في أذهان كثيرين غير أنهم يتجنّبون الحديث فيه، يتعلق بفرضية أن يكون الكساسبة تعّرض لغير المرغوب، إما بقرار من التنظيم، أو نتيجة القصف الذي يتعرض له".

ويختم الجولاني" في حال تحقّق الاحتمال المؤلم، وهو ما لا يتمناه الكثيرون، فهو يفسّر غياب الكساسبة، صوتا وصورة، عن المشهد وعن توجيه الرسائل المباشرة. ويكون التفسير المنطقي في هذه الحالة أن التنظيم حاول الحصول على مكسب مجاني يتعلق بالإفراج عن الريشاوي".

أما صحيفة الدستور المقربة من الحكومة فأبرزت مقالا للكاتب حسين الرواشدة حمل عنوان "نتفاوض لكن بمنطق دولة ومن موقع قوة"، قال فيه إن "ما أتمناه هو أن ندقق فيما يمكن أن نحققه من أرباح، وما يمكن أن يلحق بالطرف الآخر من خسارات، مهما كانت النتائج والسيناريوهات المتوقعة، وهذا يعتمد على قدرتنا في إدارة الملف الذي أعتقد أننا نجحنا فيه حتى الآن".

ويضيف أن "خسارتنا وفق أسوأ الأحوال لن تتجاوز الورقة الوحيدة التي يمتلكها التنظيم، وعلى الرغم من أهميتها بالنسبة لنا وتصميمنا على انتزاعها بأي ثمن معقول، ومع أن الطرف الآخر يحاول أن يستخدمها كوسيلة لابتزازنا، إلا أن ما يجب أن نكسبه كدولة وكمجتمع يتجاوز حسابات اللحظة التي نفهم صعوبتها ومراراتها إلى حسابات المستقبل بكل ما فيه من تحديات، ويتجاوز أيضا العواطف الإنسانية النبيلة التي نقدرها إلى اعتبارات الحكمة التي تصب في انتصار الفكرة والموقف والمصلحة معا".

المصدر : الجزيرة