مع ضغط نجمات إنستغرام.. كيف تتحدثين مع ابنتك المراهقة حول ملابسها غير اللائقة؟

لا يزال في الإمكان تشجيع ابنتك دون الدخول في مناطق الصراع والخلافات العنيفة.

يمكنك المساعدة في دعم فتاتك وبناء احترامها لذاتها (بيكسابي)

تقاوم العديد من فتيات المدارس الثانوية والجامعة سلطة الأهل، فيما يخص "الملابس المناسبة"، باسم الحرية، وهو ما قد يحول أي حوار حول الملابس غير اللائقة أو المكياج الصارخ إلى حقل ألغام، ينتهي وأنت توصمين فتاتك بالعار لأن جسدها ممتلئ، أو ربما سترفض منك أية نصيحة في المستقبل. ولهذا، إليك ما يجب مراعاته قبل التطرق إلى الحديث عن ملابس فتاتك المراهقة.

ما هو دافعك للحديث؟

هل تخشين من انتهاك ابنتك لقواعد اللبس في المدرسة؟ أم تخشين اضطرارها لارتداء ملابس لا تناسب عمرها وتقليد زميلاتها؟ أم تودين الاحتفاظ بمظهرها البريء كطفلة؟ أم أن ملابسها ليست أنثوية وأقل رسمية؟

قبل بدء الحديث مع ابنتك حول ملابسها، عليك التساؤل عما يجعلك لا تشعرين بالراحة تجاه ملابسها، ومن الذي تحاولين إرضاءه. فمعظم أفكارنا عن الملابس تنطلق من موروثاتنا الأبوية والطبقية، فهل ترفضين ملابسها لأن التصميم قديم؟ أم ترفضين ارتداءها اللون الرمادي لأنه ليس أنثويا؟ أو لأن سعره رخيص دون النظر لمدى ارتياحها فيه؟

ما هو الزي المناسب؟

إذا كنت تعتقدين أنه من الضروري مناقشة ملابس ابنتك، لأنها ليست رسمية بما يكفي لحضور حفل زفاف عائلي، فاجعلي النقاش مفتوحا ومتبادلا، لأن حرمانها من ارتداء زي معين سيأتي غالبا بنتيجة عكسية، حتى وإن فزت في إجبارها "ظاهريا".

اطرحي أسئلة مثل "لماذا تنجذبين إلى هذا النمط المعين من الملابس؟" ثم اعطها مساحتها للاختلاف مع وجهة نظرك، دون حكم أو انتقاد، وليبقى السؤال الوحيد الذي يهم حقا هو ما إذا كانت تلك الملابس مريحة وناعمة على بشرتها، مع مراعاة الطقس والمكان وطبيعة المناسبة، أي إذا كانت تتطلب الوقوف كثيرا أو الجلوس أو اللعب مع الأقران.

في نهاية المحادثة، من المحتمل جدا أن تخرج ابنتك من الباب مرتدية ما تريد ارتداءه. وهو أقل خطورة من اتباعها لأساليب العناد، لكن ما سيحدث في ذلك النقاش سيبقى كأساس لحديث مطول حول من هو صاحب القرار ومن هو الداعم والمثل الأعلى في حياتها.

تميل المراهقات إلى تقليد صديقاتهن واتباع المؤثرات على مواقع التواصل الاجتماعي (بيكسابي)

تفهمي سعي ابنتك

وجدت الأبحاث الحديثة أن نشر صور نجمات لائقات بدنيا لا يحفز في الواقع على بدء مستويات أعلى من التمارين الرياضية، لكنه يؤدي إلى زيادة الاستياء الجسدي بين الفتيات في سن الجامعة.

لن يكمن الحل هنا في مراقبتها خُفية، لكن يتعلق الأمر إلى حد ما بمتابعة ما تتابعه فتاتك، وسؤالها عن نجمات "السوشيال ميديا" المفضلات لديها، وصورهن، وإجراء محادثة حول ما تفكر فيه، وحول تطبيقات تعديل الصور، وهل ترى ذلك نفاقا لكسب الإعجاب أم لا؟

ادعمي احترامها لذاتها

يمكنك المساعدة في دعم فتاتك، وبناء احترامها لذاتها بتجنب استخدام مصطلحات الإهانة والتنمر على وزن ابنتك أو ملامحها وصفاتها الجسدية، وحتى لو كانت تعليقاتك حسنة النية، فإن أي تعليق يمكن اعتباره نقدا سلبيا، قد يدفعها لإيذاء نفسها أو اتباع أنظمة غذائية قاسية للتنحيف ما يؤدي إلى اضطراب الأكل، أو فقدان الثقة في مظهرها والتفكير في إجراء عمليات التجميل مستقبلا.

الانفتاح على النقاش

يميل المراهقون عادة إلى استشارة أصدقائهم غير المتعلمين أو المجهزين للنظر إلى الأشياء بشكل منطقي ومساعدتهم، كنتيجة لرفض الأهل لوجهة نظرهم وعدم انفتاحهم على النقاش والدعم والنصح.

قد يكون الرد الأسهل للهروب من تلك المهمة هو أن فتاتك لا تريد مشاركتك بما تهتم به، لكن لا يزال في الإمكان تشجيع ابنتك على التأكد من أن الحسابات التي تتابعها على وسائل التواصل الاجتماعي تقدم رسائل أكثر تنوعا وإيجابية عن الجسم جنبا إلى جنب مع النجمات المهووسات بالرشاقة والبشرة المثالية، وهناك نجمات بدأن في نشر صورهن بدون تعديل أو تجميل يمكنك الإشارة لهن.

المصدر : مواقع إلكترونية