الهاشتاغات.. جبهة أخرى في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

فلسطينيو 48 والهبة الشعبية.. مكاسب وطنية وتحديات قبالة المؤسسة الإسرائيلية - حضور بارز للنشء والجيل الشاب بالداخل الفلسطيني في الاحتجاجات والمسيرات المنددة بالعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.
انتصر الفلسطينيون في حرب الهاشتاغات كما انتصروا في الحرب العسكرية (مواقع التواصل)

تضاعف عدد الصور ومقاطع الفيديو على الشبكات الاجتماعية التي تدعم إما الجانب الفلسطيني أو الإسرائيلي، لكن هذه المعركة الافتراضية نقلت الصراع إلى أطوار وساحات جديدة.

في تقرير نشرته صحيفة "لوموند" (Le Monde) الفرنسية، قال الكاتب روبن ريتشاردو إن مقطع فيديو نشر يوم 15 أبريل/نيسان الماضي على "تيك توك" (TikTok) يظهر فيه شاب فلسطيني وهو يصفع يهوديين في محطة مترو القدس قد أحدث ضجة كبيرة.

وقد انتشر هذا الفيديو على نطاق واسع لدرجة أن وسائل الإعلام الإسرائيلية باتت تخشى أن يصبح موضة جديدة على منصات التواصل الاجتماعي حتى أن البعض يتحدث عن "انتفاضة تيك توك".

وأدى هذا الفيديو إلى تفاقم التوترات الجديدة في القدس بذريعة حدوث عدة هجمات من نفس النوع، وتم نشر مقاطع فيديو توثقها على تيك توك، ونظمت منظمة "لاهافا" اليهودية المتطرفة مسيرة بتاريخ 22 أبريل/نيسان الماضي "لاستعادة الكرامة اليهودية".

وقد حفلت مواقع التواصل الاجتماعي بصور هؤلاء المتظاهرين وهم يهتفون "الموت للعرب"، وتم نشر لقطات شاشة من المحادثات التي دارت بين اليهود القوميين المتطرفين الراغبين في "سحق العرب" على مجموعات إنستغرام فلسطينية.

وفي الوقت نفسه، تضاعفت على منصات التواصل الاجتماعي مقاطع الفيديو التي توثق الاعتداءات العنيفة.

وحسب أميلي فيري الباحثة في مركز الأبحاث الدولي والأستاذة السابقة بالمدرسة الثانوية الفرنسية في حولون بإسرائيل، فإن "كل هذا يغذي الشعور بالغضب وانعدام الأمن، لقد أذهلني عدد الفيديوهات المتداولة بين الفلسطينيين وقدر العنف الذي تظهره، بدا الأمر كما لو أنه في كل لحظة تحدث أعمال عنف من كلا الجانبين في جميع أنحاء البلاد".

كومبو يجمع عارضتي الأزياء الشهيرتين الأختين بيلا حديد Bella Hadid ، وجيجي حديد GiGi Hadid ، إضافة إلى المغنية البريطانية الشهيرة دوا ليبا Dua Lipa.
الصراع انتقل إلى العالم الافتراضي حيث تدور حرب الهاشتاغات ومقاطع الفيديو والصور الفوتوغرافية (رويترز)

حرب الصور

يخوض المعسكران حرب صور دفاعا عن قضيتهما، فقد انتقل الصراع إلى العالم الافتراضي حيث تدور حرب الهاشتاغات ومقاطع الفيديو والصور الفوتوغرافية لأطفال يبكون، وأصبحت العديد من حسابات إنستغرام بمثابة مراجع يجب متابعتها، مثل محمد ومنى الكرد (387 ألف مشترك، و900 ألف على التوالي في إنستغرام) خلال الأيام الأخيرة، وقد شارك هذان الناشطان تفاصيل حياتهما اليومية في القدس الشرقية وأصبحا بديلا عن وسائل الإعلام التقليدية التي لا تمثل بشكل كاف السكان الفلسطينيين.

العلم الإسرائيلي أو العلم الفلسطيني

تحول "تيك توك" إلى ساحة معركة افتراضية بين الطرفين، من حيل المكياج إلى مقاطع الفيديو الخاصة بالحيوانات يقوم الشباب الفلسطينيون بتكييف هذا التطبيق للدفاع عن حقوقهم.

في الجانب المقابل، يشارك الجيش الإسرائيلي مقاطع فيديو على تويتر عدة مرات في اليوم لكسب دعم المجتمع الدولي، وتبين فيري أن "الجيش الإسرائيلي في طليعة مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي نظرا لأن المجندين من الشباب تتراوح أعمارهم بين 18 و21 سنة، لذلك من الطبيعي أن يقبلوا على استخدام هذه الشبكات".

معركة رقمية امتدت إلى العالم بأسره

انتشرت المعركة الرقمية حول العالم، حيث يظهر الآلاف من الأشخاص المشهورين أو المستخدمين العاديين دعمهم على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بهم.

من جانبها، نشرت عارضة الأزياء الأميركية من أصول فلسطينية بيلا حديد على حسابها في إنستغرام منشورا مساندا للفلسطينيين لقي المزيد من الإشادة عبر الإنترنت في الأيام الأخيرة.

المصدر : لوموند