اكتشفت عام 1901 في قاع المحيط.. آلة أنتيكيثيرا الحاسوب

الآلة قادرة على عرض حركة الكون والتنبؤ بحركة الكواكب وكسوف الشمس وخسوف القمر ومراحله

آلة أنتيكيثيرا اكتشفت وسط كنز تم العثور عليه من سفينة تجارية غرقت قبالة جزيرة أنتيكيثيرا اليونانية (مواقع التواصل)

يتساءل الباحثون حول العالم عن آلة أنتيكيثيرا (Antikythera) منذ أكثر من قرن، حيث اكتشفت من قبل الغواصين عام 1901، واعتبرت أول حاسوب في العالم تم تصميمه قبل ألفي عام.

ويعتقد اليوم علماء من جامعة لندن العالمية (UCL)، المعترف بها عالميًا لتميزها الأكاديمي، أنهم تمكنوا من حل لغز هذه الآلة الحسابية الرائدة، حسب تقرير لصحيفة لوبوان (Le Point) الفرنسية.

فقد بدؤوا بناء نسخة طبق الأصل من الجهاز بوسائل حديثة، قبل أن يفعلوا الشيء نفسه مع تقنيات العصور القديمة، حسب ما كشفت عنه صحيفة  الغارديان (The Guardian) يوم الجمعة 12 مارس/آذار.

وكانت هذه الآلة الحاسبة الفلكية قادرة على عرض حركة الكون والتنبؤ بحركة الكواكب الخمسة المعروفة في ذلك الوقت، وكذلك كسوف الشمس وخسوف القمر ومراحله.

وتم اكتشاف هذا الحاسوب العملاق وسط كنز تم العثور عليه من سفينة تجارية غرقت قبالة جزيرة أنتيكيثيرا اليونانية، ويتكون هذا الحاسوب العملاق من شظايا تالفة من النحاس الأصفر و30 عجلة مسننة من البرونز متصلة بأقراص ومؤشرات.

ومع ذلك، لم يتم العثور على ثلثي الهيكل. وبعد عقود من العمل الأكاديمي، خلص العلماء إلى أن هذا الاكتشاف كان بالفعل تحفة فنية من روائع الهندسة الميكانيكية.

وكان مايكل رايت -وهو أمين سابق لمتحف العلوم في لندن- أول من أعاد بناء جزء كبير من الآلة، وبناء نسخة طبق الأصل وظيفية، ولكنها غير مكتملة، لتحقيق نتيجة أفضل، وجمعت فرق "يو سي إل" (UCL) عمل المنسق اللامع مع النقوش المكتشفة على الآلية وطريقة رياضية وصفها الفيلسوف اليوناني القديم بارمينيدس، كما أوضحوا في مجلة "سينتفك ريبورتس" (Scientific Reports).

أسئلة عديدة

وسمح العمل الشاق للعلماء -وفقًا لصحيفة الغارديان- بفهم آلية الأجداد القادرة على عرض حركة الشمس والقمر والكواكب عطارد والزهرة والمريخ والمشتري وزحل.

واعتقد مبتكرو هذه الآلة في ذلك الوقت أن كل هذه النجوم تدور حول الأرض، مما يجعل من الصعب للغاية تقييم مسارها. لا يزال يتعين على فرق "يو سي إل" البحث عن المواد المستخدمة من قبل الشركات المصنعة لتطوير مثل هذا الجهاز.

ولا تزال العديد من الأسئلة الفرعية قائمة؛ منها: هل كانت آلة أنتيكيثيرا لعبة أم أداة تعليمية أم كان لها غرض آخر؟ وإذا كان الإغريق القدماء قادرين على بناء مثل هذه الآلة، فهل يمكنهم إنشاء أدوات أخرى من النوع نفسه؟

ويشير آدم وجيك -وهو أحد العلماء في جامعة كاليفورنيا- لصحيفة الغارديان بأنه "على الرغم من أن المعدن ثمين، فمن الغريب أنه لم يتم العثور على شيء مماثل أو اكتشافه".

وسيتعين على العلماء البريطانيين الإجابة عن كثير من الأسئلة لكشف كل أسرار هذه الآلة المذهلة.

المصدر : غارديان + لوبوان