يهدد تتويجه باللقب.. مانشستر سيتي في صراع قضائي سري مع رابطة البريميرليغ بسبب خرق جديد للقانون

Premier League - Brighton & Hove Albion v Manchester City
السيتي يحتاج إلى انتصار واحد للتتويج بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز (رويترز)

مع بلوغه الأمتار الأخيرة قبل التتويج رسميا بدرع الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، يخوض فريق مانشستر سيتي معركة قضائية جديدة، حيث يواجه مجددا اتهامات بخرق قوانين الشفافية المالية.

ويقول الكاتب طارق بانجا في تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز (The New York Times) الأميركية، إن نادي مانشستر سيتي الذي يستعد ليتوج بلقبه الثالث في الدوري الإنجليزي خلال آخر 4 مواسم، يواجه معركة قضائية سرية ضد رابطة الدوري الإنجليزي، يحاول فيها إثبات التزامه بقواعد اللعب المالي النظيف خلال السنوات الأخيرة التي أصبح فيها واحدا من أثرى أندية العالم.

وقد لازمت رابطة الدوري الإنجليزي الصمت منذ أن أعلنت في 2019 أنها بصدد التدقيق في الحسابات المالية للنادي بعد أن كشفت صحيفة دير شبيغل الألمانية أن مانشستر سيتي أخفى استثمارات مباشرة، ضخها مالكه الشيخ منصور في شكل مداخيل رعاية.

ولطالما أصر السيتي على أنه لم يخرق أي قواعد، معتبرا أن تلك الوثائق التي كشفتها الصحيفة الألمانية تم إخراجها من سياقها ونشرها في إطار حملة ممنهجة لتدمير سمعته.

وأشار الكاتب إلى أن محاميّ النادي يبذلون جهودا كبيرة قبل صدور قرار الرابطة، محذرين من أن النادي لن يحصل على حكم منصف.

وقد وقف محامو النادي ضد رابطة الدوري في المحاكم البريطانية، وجرت جلسات استماع خلف أبواب مغلقة، وتم منع نشر أي معلومات حول القضية، على الرغم من الاهتمام الشعبي والإعلامي الكبير بها.

ولا يُعرف إلى حد الآن ما هو القرار الذي ستتخذه رابطة الدوري، إذا اعتبرت مانشستر سيتي مذنبا بخرق قواعد اللعب المالي النظيف، وتتضمن قائمة العقوبات التي ينص عليها قانون الرابطة في هذه الحالة غرامات وخصم نقاط.

ويشير الكاتب إلى أن مانشستر سيتي الذي يحظى بتمويل مباشر من الشيخ منصور بن زايد، وهو شقيق ولي عهد أبو ظبي وواحد من أثرى رجال العالم، كان قد خاض معركة قانونية ناجحة في 2020، عندما فاز في الاستئناف المقدم ضد قرار منع مشاركته في دوري الأبطال لمدة عامين، وذلك بعد أن اعتبر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" (UEFA) أن إدارة النادي انتهكت قوانين اللعب المالي النظيف.

يذكر أن السيتي يحتاج إلى انتصار واحد من أجل الحصول على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز. وقد حظي مؤخرا بإشادة من جماهير كرة القدم باعتباره أول النوادي الإنجليزية التي تمردت على مشروع دوري السوبر الأوروبي، الذي قوبل بعاصفة من الانتقادات والتهديدات.

ويرى الكاتب أن أسلوب السيتي في إدارة هذه المعركة القانونية يشبه إلى حد بعيد أسلوبه في مواجهة اليويفا في وقت سابق. إذ إن محامي النادي في ذلك الوقت كانوا قد سارعوا لرفع القضية إلى محكمة التحكيم الرياضي الدولية، حتى قبل صدور حكم اليويفا، إلا أنهم بعد ذلك وجدوا حبل النجاة، حين ارتكزوا على بند قانوني ينص على عدم إمكانية معاقبة النادي على مخالفات مرت عليها أكثر من 5 سنوات.

وإلى جانب هذه المواجهة ضد مانشستر سيتي، تخوض رابطة الدوري الإنجليزي معركة قانونية أخرى، حيث إن مالك نيوكاسل يونايتد رفع دعوى قضائية في الربيع الماضي ضد الرابطة، بعد منعه من إتمام صفقة بيع النادي إلى صندوق الاستثمارات العامة السعودي.

وكانت علاقة السيتي باليويفا قد شهدت تحسنا كبيرا منذ إصدار ذلك الحكم لفائدته. ومؤخرا أدلى رئيس الاتحاد الأوروبي للعبة ألكسندر تشيفرين بتصريحات يثني فيها على السيتي، بعد دقائق من إعلانه الانسحاب من مشروع دوري السوبر الأوروبي.

وقد كشفت وثائق اطلعت عليها نيويورك تايمز أن القوانين المنظمة لهذا الدوري المقترح تنص على أن كل فريق يتوجب عليه تقديم بيانات مالية مفصلة ليتم التدقيق فيها، إلى جانب الموافقة على قواعد تمنع ملاك النوادي من تضخيم الميزانيات عبر ضخ الأموال. وتتضمن العقوبات في حالة خرق هذه القواعد تعليق أو حظر المشاركة، إلى جانب عقوبات مالية بملايين الدولارات.

بيد أن داعمي مانشستر سيتي يعتبرون أن هذه القواعد تم تصميمها لحماية الفرق المسيطرة تاريخيا، وعرقلة الفرق الصاعدة. وكان الشيخ منصور قد أنفق أكثر من مليار دولار لتحويل مانشستر سيتي إلى واحد من الفرق المهيمنة على الكرة الإنجليزية خلال العقد الأخير، حيث جلب أبرز اللاعبين والمدربين، وآخرهم المدرب الإسباني بيب غوارديولا.

المصدر : نيويورك تايمز