شاهد أفضل هدف وأشهر غش بتاريخ الكرة.. مارادونا عبقري بقدمه لكن الإنجليز سيتذكرون يده

هدف مارادونا باليد في مرمى إنجلترا بمونديال 1986
مارادونا لحظة تسجيله الهدف بيده في مرمى إنجلترا (مواقع التواصل)

على الرغم من موهبته الفطرية سيظل دييغو مارادونا شيطانا إلى الأبد على الأقل في نظر جيل من مشجعي إنجلترا؛ بسبب لحظة الغش بملعب أزتيكا مكسيكو سيتي في كأس العالم لكرة القدم 1986.

واعتبر أن هدف مارادونا الثاني في فوز الأرجنتين، التي حققت اللقب بعد ذلك، 2-1 في دور الثمانية بأنه أحد أفضل الأهداف على الإطلاق.

لكن هدفه الأول، الذي سجله بيده هو الذي حدد شخصيته في نظر الكثيرين.

وأبقت إنجلترا بقيادة المدرب بوبي روبسون نظيرتها الأرجنتين المليئة بالمواهب تحت السيطرة؛ لكن بعد 6 دقائق من الشوط الثاني انطلق مارادونا في واحدة من انطلاقاته المعتادة إلى قلب دفاع إنجلترا.

وبعد تمريرة فاشلة من زميله خورخي فالدانو لمست مدافع إنجلترا ستيف هودغ في طريقها للعودة إلى الحارس بيتر شيلتون توقف الزمن.

وخرج شيلتون حارس إنجلترا لإبعاد الكرة بقبضته؛ لكن مارادونا الذي قفز بشكل عجيب وضع الكرة في الشباك.

وبدا أن شيئا غريبا حدث فمارادونا (165 سنتيمترا) تحدى الفيزياء للتفوق على شيلتون (183 سنتيمترا) للوصول إلى الكرة.

ومع احتفال مارادونا بالهدف استشاط لاعبو إنجلترا غضبا، وكان تيري فينويك أول من طارد الحكم التونسي علي بن ناصر.

وأظهرت الإعادة التلفزيونية أن رأس مارادونا لم تصل إلى الكرة؛ بل كانت يده اليسرى التي هزت الشباك.

ولو حدث ذلك الآن في وجود "حكم الفيديو المساعد-فار" (video assistant referee-VAR) لتم إلغاء أشهر هدف سيئ السمعة في تاريخ كأس العالم، ولحصل مارادونا على إنذار.

لكن تم احتساب الهدف، وبعد ذلك بـ4 دقائق أخرج مارادونا للعالم أحد أفضل الأهداف في التاريخ ليجعل النتيجة 2-0، ولم تستطع إنجلترا التعافي على الرغم من تقليص الفارق قرب النهاية.

وتردد زملاء مارادونا في الاحتفال بالهدف في البداية، وقال مارادونا بعد ذلك "أبلغتهم ‬عانقوني، وإلا فلن يحتسب الحكم الهدف‬".

ولم يغفر شيلتون، أكثر حراس المرمى مشاركة مع إنجلترا، لمارادونا خطأه على الإطلاق قائلا إنه في الوقت، الذي كان فيه أفضل لاعب في العالم، فهو لن يحترمه أو يصافح يده.

وأضاف شيلتون "الفريق الإنجليزي عانى بسبب غشه.. اعترف بالأمر بطريقة ملتوية؛ لكنه لم يعتذر أو يبدي ندمه. نشأت وأنا أحترم كرة القدم".

وبينما استشاطت إنجلترا غضبا ارتقى مارادونا في الأرجنتين إلى مصاف القديسين، وظل على هذا النحو منذ ذلك الحين.

وحتى في إنجلترا ستظل مكانة مارادونا بعد عظماء كرة القدم مصحوبة دائما بكلمة "لكن" غير أن الكثيرين يفضلون تذكر موهبته.

وأبلغ بيتر ريد لاعب وسط إنجلترا، الذي كان حاضرا بملعب أزتيكا في ذلك اليوم، هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" (BBC) "بقدر ما كان الهدف الأول سيئا بسبب الغش، فالهدف الثاني كان معبرا عن الرجل صاحب الإمكانات والموهبة، وببساطة كان واحدا من أفضل اللاعبين على الكوكب".

المصدر : رويترز