الإنتاج الغذائي في الوطن العربي

عبد الله لكحل

لماذا يستورد العرب أكثر مما ينتجون زراعيا؟ وإذا كانت الأراضي العربية الصالحة للزراعة متوفرة والمياه متاحة ومصادر التمويل العربية موجودة فكيف توجد أزمة في الإنتاج الغذائي؟

في ضوء هذا التساؤل يتناول هذا التقرير مسألة الإنتاج الزراعي العربي من مختلف جوانبها (المحاصيل الزراعية، الحيوان، الأسماك).

شهدت الفترة الأخيرة تطورات متباينة في إجمالي الإنتاج الزراعي في الدول العربية، وتشير الإحصائيات إلى أن قيمة هذا الإنتاج بالأسعار الجارية وصلت إلى 80.3 مليار دولار عام 2000، وبلغ متوسط معدل نمو هذا الإنتاج في عقد التسعينات حوالي 3.3% سنويا (التقرير الاقتصادي العربي الموحد، 2001, ص 35). وقد سجل الإنتاج الزراعي تراجعا طفيفا قدره 0.1% عام 2000 مقارنة بعام 1999، في حين زاد إنتاج المحاصيل الزراعية بنسب متفاوتة، ماعدا إنتاج الخضراوات الذي سجل تراجعا في الفترة نفسها بلغ 5.1% (انظر الجدول رقم 3).

جدول إنتاج المحاصيل الزراعية في الوطن العربي (ألف طن)

الإنتاج

المحاصيل/السنوات

1998

1999

2000

نسبة تغير الإنتاج
بين 1999 و2000*

الحبوب

46.181

39.919

44.468

11.4

الدرنيات

7.865

7.469

8.193

9.7

البقوليات

1.513

1.169

1.279

9.4

البذور الزيتية

2.651

3.178

3.408

7.2

الخضراوات

36.388

42.451

40.282

5.1-

الفواكه

27.043

25.061

27.125

8.2

الألياف

1.923

1.798

1.999

11.2

محاصيل السكر

27.325

29.993

29.142

2.8-

المصدر: المنظمة العربية للتنمية الزراعية, 2001
* بالنسبة لعام 2000 المذكور تقديرات وليس إحصائيات.

ورغم هذا التحسن في الإنتاج الزراعي في السنوات الأخيرة فإنه لايزال دون مستوى إشباع الحاجيات العربية من الغذاء، إذ لا يغطي سوى نصف هذه الحاجيات في حين يتم النصف الآخر من الخارج. وتشكل الحبوب وخاصة القمح منها المكوّن الرئيسي للفجوة الغذائية العربية، ويرجع الاقتصاديون والمحللون هذا العجز في إنتاج الحبوب إلى العجز المائي. ويرى الخبراء أن الحجم المائي اللازم لإنتاج الحاجيات الغذائية العربية المستوردة يقدر بحوالي 50 مليار متر مكعب في السنة. ويجسد استمرار هذا العجز المائي استمرار العجز في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء في الوطن العربي.

الإنتاج الحيواني:


توجد بالوطن العبي أعدد ضخمة من الحيوانات إلا أن مستويات إنتاجها لا تزال عاجزة عن تلبية الطلب المحلي لتخلف اساليب الإنتاج والتربية والتصنيع.

سجل الإنتاج الحيواني عام 2000 تطورات موجبة مقارنة مع بداية التسعينات، فقد سجل إنتاج اللحوم زيادة بلغت 2.1% بين عامي 1999 و2000 وزاد إنتاج الألبان بنسبة 4.1% خلال نفس الفترة وكذلك إنتاج الأغنام والماعز والأبقار والجاموس والإبل بنسب 5.9 % و1.3 % و1.5 % على التوالي في الفترة نفسها، في حين سجل إنتاج البيض تراجعا بنسبة 6.8%.

ويحتل السودان المرتبة الأولى بين الدول العربية من حيث إنتاج اللحوم الحمراء بنسبة 43.4%، تليه الجزائر بنسبة 9.1% والمغرب ومصر بنسب أقل. كما يحتل السودان الصدارة في إنتاج الألبان بنسبة 34% ثم مصر بنسبة 19% ويليهما كل من الجزائر والصومال وسوريا والمغرب وتونس والعراق بنسب أقل.

وتتركز الثروة الحيوانية العربية في عدد قليل من البلدان, إذ يحظى السودان بالقسط الأوفر من الأبقار يقارب 69% من مجموعه العربي، وبنسب أقل كل من مصر والمغرب والجزائر وموريتانيا والصومال واليمن وسوريا. وتستولي مصر على نسبة 98% من الجاموس، وتتوزع الأغنام بنسب أقل حدة من حيث التباين بين الدول العربية تتراوح بين 29% في السودان وأقل من 10% في موريتانيا والسعودية. ويشير التوزيع القطري للماعز إلى أهمية السودان في إنتاج هذا النوع بنسبة 44% ثم الصومال بـ 15% ثم بنسب أقل كل من السعودية والمغرب وموريتانيا والجزائر ومصر.

ورغم الأعداد الكبيرة للثروة الحيوانية في الوطن العربي فإن مستويات إنتاجها لاتزال عاجزة عن تلبية الطلب المحلي، وذلك بسبب ضعف وتخلف أساليب الإنتاج والتربية والتصنيع. وتتميز أساليب تربية الحيوانات بالتباين بين الأقطار العربية من حيث المستوى التقني المتبع في تربيتها، إذ تطغى الأساليب التقليدية على تربية المواشي في البلدان ذات الثروة الحيوانية المرتفعة من حيث الاعتماد في تغذية القطعان على المراعي الطبيعية التي هي عرضة للتقلب والتدهور تبعا للظروف المناخية. وفي المقابل ينهج عدد قليل من الدول العربية أساليب تربوية حديثة تعتمد على المزارع حسنة التجهيز من حيث التغذية والرعاية البيطرية، وهي في الغالب الدول العربية ذات الموارد الحيوانية المحدودة.

الإنتاج السمكي:
يحقق إنتاج قطاع الأسماك فائضا للتصدير نظرا للثروة السمكية التي يحظى بها الوطن العربي، فقد بلغت نسبة الاكتفاء الذاتي أكثر من 108% عام 1999. ويقدر إنتاج الأسماك في الوطن العربي لعام 2000 بحوالي 2.7 مليون طن (انظر الجدول رقم 4).

ويعتبر المغرب ومصر وموريتانيا من أهم الدول العربية ذات الإمكانات الإنتاجية السمكية المرتفعة, إذ شكل إنتاج هذه الدول الثلاث حوالي 70% من إنتاج الوطن العربي كله عام 2000. وتأتي كل من عمان والإمارات وتونس والجزائر واليمن في المنزلة الموالية, حيث يبلغ إنتاج هذه المجموعة حوالي 20.3% من الإنتاج العربي في العام نفسه.

ويعزى ضعف الإنتاج السمكي في الوطن العربي مقارنة بالإمكانات والطاقات المتاحة، إلى عدة عوامل ومعوقات تتمثل أساسا في بدائية وسائل الصيد، وعجز قدرة الصيادين على جلب واقتناء وسائل الصيد الحديثة، وضعف الاستثمارات الموجهة إلى هذا القطاع الذي يحظى الوطن العربي فيه بميزات نسبية معتبرة.

جدول الإنتاج الحيواني والسمكي في الوطن العربي

أنواع الإنتاج/السنوات

1990

1995

1998

1999

2000

أبقار وجواميس (1)

43.476

48.856

52.967

55.388

56.119

الأغنام والماعز (1)

171.572

221.355

237.107

237.353

251.470

الإبل (1)

12.059

12.0019

11.904

12.003

12.179

اللحوم (2)

3.862

4.626

5.224

5.454

5.569

الألبان (2)

12.572

15.907

18.918

19.466

20.262

البيض (2)

871

841

892

845

881

السمك (2)

1858.28

2438.28

2470.17

2654.99

2707.24

المصدر: المنظمة العربية للتنمية الزراعية, 2001
* بالنسبة لعام 2000 المذكور تقديرات وليس إحصائيات.
(1) بالمليون رأس
(2) بالألف طن

وفي الختام نشير إلى أنه رغم التحسن الملحوظ في بعض بنود الإنتاج الغذائي, فقد أصبح هناك شبه إجماع على أن أزمة الغذاء في الوطن العربي وصلت إلى حدود حرجة باتت تشكل خطرا حقيقيا على أمن واستقرار المنطقة العربية اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا.
_______________
كاتب موريتاني

المصادر:
– التقرير الاقتصادي العربي الموحد، عدد سبتمبر/ أيلول 2001.
– المنظمة العربية للتنمية الزراعية على الموقع: www.aoad.org .
– منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة: www.fao.org.

المصدر : غير معروف