بلا حدود

خبير اللقاحات: لا وجود لوقت محدد لفاعلية اللقاح ضد كورونا ولا دليل للحاجة لجرعة معززة

نفى خبير اللقاحات علي فطوم وجود نسبة تحدد مناعة القطيع، لأن فكرتها تقوم على وجود مجموعة صغيرة في المجتمع تحمل الفيروس ولا تكون قادرة على نقل العدوى لغيرها.

وأضاف في حلقة (2021/7/21) من برنامج "بلا حدود" أن النقطة الأهم في انتشار المناعة هي مقاومة الجسم البشري للفيروس وتأثيراته، منوها إلى أنه قد يوجد في بعض الدول زيادة في أعداد المصابين بالفيروس وليس المرض، ولا نرى زيادة في أعداد الدخول إلى المستشفيات بسبب الإصابات الصعبة، مشددا على أن التعامل مع الفيروس يتم وفقا للتدرج وليس بالحلول السحرية، وأنه لا شيء ثابتا مع فيروس كورونا.

وفسر الخبير عملية رفع القيود في العديد من الدول خصوصا الأوروبية بسبب ارتفاع نسبة من حصلوا على اللقاح المضاد لفيروس كورونا، مقابل تأخر في رفع القيود في الدول التي تعاني من تردد في أخذ اللقاح أو لم يصلها.

وأضاف أن أي عملية لرفع القيود لا تترافق مع نسبة لقاح عالية، فإنها تقود إلى كارثة تفش جديدة من الفيروس قد تصعب السيطرة عليها، وحدد النسبة التي يجب أن تترافق معها عملية رفع القيود تدريجيا بحصول 60% على الأقل من أفراد المجتمع على اللقاح.

واعتبر إعادة بريطانيا الحياة إلى طبيعتها بسبب انفتاح الناس على اللقاح وسرعة الجهات المختصة في تطعيم السكان، لكنه بالمقابل انتقد قيام فرنسا رفع القيود الاحترازية، في حين لم يقبل الناس على اللقاح، واعتبر أن ذلك يشكل خطرا حقيقيا على البشر.

وحول السلالة الهندية المتحورة من فيروس كورونا والمعروفة بـ "دلتا" أكد خبير اللقاحات أن هذه السلالة باتت منتشرة في كل دول العالم تقريبا، داعيا الجميع لأخد الحيطة والحذر، وقال إن الدول التي رفعت القيود أصبحت اليوم تفكر بإعادة فرض الكمامة للحد من انتشار هذه السلالة التي لم تثبت اللقاحات بعد فعاليتها ضدها.

وعن افتتاح الملاعب أمام الجمهور كما حدث في كأس أوروبا، قال علي فطوم إن اعتبارات فتح الملاعب كانت سياسية ولم يؤخذ الرأي الصحي فيها وأظهرت عدم الاكتراث بتبعات هذه التصرفات، مبديا قلقه من ظهور مردود سلبي خلال أسبوعين إلى 3 أسابيع بسبب الحشود الهائلة التي اجتمعت في ملاعب كرة القدم والتي وصفها بـ "غير المضبوطة".

المناعة المكتسبة

وعن المناعة التي يكتسبها من تلقوا اللقاح ونسبة حمايتهم من الفيروس، شدد خبير اللقاحات على أنه لا يوجد وقت محدد لفاعلية اللقاح حتى الآن، لأن اللقاحات جديدة والدراسة مستمرة على من تلقوها، مضيفا أن الناس ينقسمون إلى قسمين، الأول غير المصاب بالفيروس وهؤلاء تجري متابعتهم على فترات متباعدة لفحص مناعتهم ضد الفيروس ونسب إصابتهم.

وأما من أصيب بالفيروس لا يمكن تكرار العملية معه، لأن الجسم البشري يكون أجسام مضادة لهذا الفيروس، والمناعة المكتسبة لها عدة أذرع الأول هي الأجسام المضادة، والثاني ما يعرف بالمناعة التائية، والثالث وهو الأساسي والمعروف باسم الذاكرة المناعية وهي التي تدافع عن الجسم البشري في حال تعرض للفيروس مجددا.

وعن الجرعة المعززة من اللقاح عبر فطوم عن أسفه من لجوء بعض الشركات للحديث عن جرعة معززة في حين لم تصل نسبة اللقاح في بعض الدول إلى 5%، مؤكدا أن الدراسات لم تشر بعد إلى الحاجة لجرعة معززة، ومن يقرر وجود هذه الجرعة من عدمها هي الجهات المختصة وليس شركات اللقاح.

وعن تلقيح الأطفال ضد فيروس كورونا أكد خبير اللقاحات أنه حتى الآن تجري نقاشات على مستوى أطباء الأطفال لتحديد حاجة هذه الفئة العمرية لمثل هكذا لقاح، كونهم لا تظهر عليهم أعراض المرض ولم تصل نسب إصابتهم إلى مستويات مرتفعة، وفي المستقبل ستظهر الحاجة من عدمها.

واختتم حديثه بتأكيد وجود عوارض صحية مستمرة بعد التعافي من الإصابة من الفيروس، وأن مدة بقاء هذه العوارض تعتمد بشكل أساسي على قدرة الجهاز المناعي للشخص من مقاومة الفيروس أثناء الإصابة.