الشريعة والحياة في رمضان

محمد النابلسي: الابتلاء مفهوم محايد وعلى المسلم العمل للنجاح فيه

قال الدكتور محمد راتب النابلسي إن غاية وجود المسلم في الدنيا هي الابتلاء، وعلى المسلم العمل على النجاح فيه لا الاستسلام له، وفقا للآية الكريمة “ليبلوكم أيكم أحسن عملا”.

وأضاف في حديثه لحلقة (2021/4/13) من برنامج "الشريعة والحياة في رمضان"، أن هناك فهما مغلوطا للابتلاء بأنه مصيبة، بل على العكس من ذلك، فهو مفهوم حيادي يحتمل الخير والشر، وهو ميزان لتقييم المسلم، والدنيا دار ابتلاء والبطولة تكون بالنجاح فيها.

وتابع أن من السهل اكتشاف الابتلاء بالسلبيات، ومن الصعب معرفة الابتلاء بالمنح والعطايا، وعلى المسلم أن يكون حذرا في ذلك، مؤكدا أن الغني مبتلى بماله، وعليه أن يؤدي الزكاة ويرحم من حوله من الفقراء، وينفق الأموال في مرضاة الله.

ونبه إلى أن الابتلاء يحصل لجميع الناس لكنه يقسم عليهم، فمنهم من يبتلى بالمرض، ومنهم من يبتلى بالمال، ومنهم بالمنصب، ويكمن الاختبار في قدرة مَن حصل على المال بالبذل، ومن لم يحصل عليه بالصبر، وعلى المسلم أن يكون قدوة في كل الأحوال.

وأشار إلى أن الحياة عبارة عن امتحان، وعلى المسلم فهمها بشكل دقيق من أجل النجاح فيها، وأن القضاء حكم والقدر معالجة، وعلى المسلم عدم الاستسلام للبلاء تحت ذريعة القضاء، بل عليه العمل من أجل دفع ذلك بإذن الله.

وذكّر الدكتور النابلسي بالابتلاءات التي حصلت للأنبياء، وأكد أنه من سنن الحياة، محذرا من اعتبار البلاء عذابا من الله يختص به بعض البشر دون غيرهم، داعيا الجميع للعمل من أجل النجاح في الابتلاءات المحيطة بهم.