خارج النص

"زفرات" المعتقلين في سجن "جو" البحريني.. تعذيب ممنهج أم حالات فردية؟

سلّط كتاب “زفرات” الضوء على ما تعرض له سجناء في سجن “جو” المركزي في مملكة البحرين يوم 10 مارس/آذار 2015، من خلال استعراض شهادات أكثر من 70 معتقلا تعرضوا للتعذيب على أيدي قوات الأمن البحرينية.

وعرضت حلقة (2021/3/7) من برنامج "خارج النص" أجزاء من الكتاب، وتحدثت لمنسقه ومعده نادر متروك الذي أكد أن الكتاب وثق لمرحلة الانتفاضة داخل السجن وما حدث فيها من خلال شهادات واقعية وحقيقية على الحدث.

وأضاف أن بعض الشهود تحدثوا باختصار شديد عما حصل لهم، بينما فصل آخرون كل ما تعرضوا له أثناء فترة الاعتقال. وتحدث المعتقلون عن أن التعذيب كان يحدث بصور عديدة ليس من بينها القتل، بل إن السجّان كان حريصا على حياتهم.

كما أكد المشارك في البحث والإعداد علي مشيمع، أن الكتاب نقل ما حدث للسجناء من تعذيب في السجن، منبها إلى تأكيد الشهود أن قوات الأمن استخدمت الغازات المسيلة للدموع والرصاص المطاطي من مسافات قريبة لإخماد الفوضى.

ويروي الكتاب أن الأحدث بدأت عندما اعتدت قوات أمن السجن على أسرة أحد المعتقلين في الصالة المخصصة للزيارة، ومنعتها من زيارة ابناها السجين، كما تحدثوا عن بداية الأحداث وانتقالها من عنبر لآخر ومن المبنى الذي تواجدوا فيه إلى مباني السجن الأخرى.

ويروي الكتاب أن السجن يتكون من 10 مبان منفصلة، وخلال الأحداث تم طرد الشرطة من هذه المباني دون مقاومة تذكر، كما سيطر المحتجون على الساحة الرئيسية وأشعلوا النار فيها وكسروا الأبواب للانتقال إلى العنابر الأخرى، كما اعتلوا أسطح مباني السجن ليعلنوا سيطرتهم التامة عليه.

وخصص سجن "جو" المركزي لاستقبال 1400 شخص، لكن وقت اندلاع الاحتجاجات كان فيه أكثر من 3 آلاف شخص، وهو -بحسب مراقبين- ما سهل السيطرة عليه أثناء أعمال الشغب.

ويتميز كتاب "زفرات" بأنه يحوي على شهادات كتبت بخط اليد لمعتقلين تعرضوا للتعذيب بعد الأحداث.

الرواية الحكومية

وقد وصفت السلطات البحرينية أحداث السجن بأعمال الشغب، ونشرت مقاطع فيديو تظهر اعتداء عائلة أحد المعتقلين على شرطية في المكان المخصص للعائلات، كما أكدت أن أعمال الشغب بدأت في العنبر رقم 4 وامتد إلى العنابر الأخرى، كما نشرت مقاطع تظهر قيام المساجين بتكسير كاميرات المراقبة داخل باحات السجن، وإشعال حريق في ملعبه، وإغلاق المنافذ التي تؤدي إلى العنابر أمام رجال الشرطة.

كما أظهرت المقاطع استخدام المساجين طفايات الحريق وأسلحة محلية الصنع تسببت بعدة إصابات في صفوف رجال الشرطة.

وقد أكد وزير الداخلية البحريني راشد بن عبد الله آل خليفة عام 2011 أن الوزارة لا تنتهج التعذيب، ولا يوجد توجيهات قد صدرت به، معتبرا ما يحصل تجاوزات فردية.

بينما أكد وزير الخارجية البحريني السابق خالد بن أحمد آل خليفة أن الحكومة البحرينية ترفض التعذيب بأي شكل كان، كما أكد مساعد وزير الخارجية أن مملكة البحرين تحترم حقوق الإنسان وترفض التعذيب وإساءة المعاملة.