الاتجاه المعاكس

المشروع الكردي في سوريا إلى أين؟

قال الباحث في التاريخ الاجتماعي والسياسي السوري مهند الكاطع إن الأكراد لهم مرجعيات عدة ومن الصعب الحديث عن مشروع كردي موحد، كما يجب الأخذ بعين الاعتبار العلاقة بين الأكراد والنظام السوري الذي سلّحهم.

وأضاف في حديثه لحلقة (2021/2/23) من برنامج "الاتجاه المعاكس" أن الأكراد اليوم يسيطرون على 80% من حقول النفط السوري، كما أنهم يسيطرون على 75% من إنتاج القمح السوري، وأن أكثر من 54% من الغاز السوري يقع تحت سيطرتهم، ومع هذا يعيش السوريون في هذه المناطق فقرا مدقعا ولا يجدون ما يأكلون.

وتابع أن قوات سوريا الديمقراطية تدعي أنها تمثل كل الأكراد "مثل النظام السوري الذي يدعي منذ 50 عاما أنه يمثل كل السوريين"، لكنه أكد أن الواقع مختلف تماما، فقوات سوريا الديمقراطية لا تمثل أكراد سوريا وإنما هي مرتبطة بالنظام السوري وبحزب العمال الكردستاني في تركيا، وتعمل ضد سوريا والسوريين، على حد تعبيره.

في المقابل، قال مدير مؤسسة "كرد بلا حدود" كادار بيري إنه بعد انحراف الثورة السورية بالتدخلات الخارجية، حاولت بعض القوى إقصاء المكون الكردي، رافضا حديث الكاطع عن عدم توفر الغذاء في مناطق سيطرة الأكراد ومقدما مقارنة بشأن أسعار السلع الغذائية بين مناطق سيطرة المعارضة السورية ومناطق سيطرة الأكراد.

وأضاف أن الحديث عن تعدد الأحزاب الكردية أمر صحي وأنها كلها تخدم المشروع الكردي، وقارن بينها وبين وضع المعارضة السورية التي قال إنها تحولت إلى عدة فصائل متناحرة فيما بينها وباتت تقاتل من أجل وصولها للحكم لا من أجل الشعب السوري، داعيا إلى تعميم المشروع الكردي على كامل الأراضي السورية.

وتابع أن مناطق الإدارة الذاتية التي تديرها قوات سوريا الديمقراطية، يعيش العرب فيها بكل حرية جنبا إلى جنب مع الأكراد، وأضاف "يجب النظر إلى الواقع كما هو وليس كما يصوره الأعداء، ومشروع سوريا الديمقراطية يطالب بدولة ديمقراطية لا مركزية يتعايش في ظلها كل السوريين".