ما وراء الخبر

سد النهضة.. ماذا بعد الأسف الأوروبي من تصرفات إثيوبيا الأحادية؟

قال الخبير بشؤون الأمم المتحدة عبد الحميد صيام إن أسف الاتحاد الأوروبي من تصرفات إثيوبيا الأحادية بشأن سد النهضة متأخر، في ظل إصرارها على استكمال الملء الثاني للسد وتعنتها فيما تعتبره حقا لها.

وأشار صيام -في حديث لحلقة (2021/7/25) من برنامج "ما وراء الخبر"- إلى أن إقدام إثيوبيا على الملء الثاني للسد، دون اتفاق مع دولتي المصب مصر والسودان، مخالف لاتفاق المبادئ الموقع بين الدول الثلاث عام 2015.

لكنه رأى أن الاتحاد الأوروبي لا يشكل طرفا فاعلا في الأزمة، مقارنة بالولايات المتحدة وروسيا والصين، مشيرا إلى أن الأخيرة صاحبة استثمار في السد والبنى التحتية في إثيوبيا، مُذكّرا في الوقت نفسه بأن الاتحاد الأفريقي -في مجمله- أقرب إلى الموقف الإثيوبي.

وبعد أيام من إبلاغ إثيوبيا الاتحاد الأوروبي عبر مبعوثته بالقرن الأفريقي، أنيتا ويبر، بأنها تتوقع من الاتحاد أن يتخذ ما سمته أديس أبابا "موقفا محايدا" كمراقب للمفاوضات بشأن سد النهضة، أعرب الاتحاد عن أسفه لإعلان أديس أبابا إكمال التعبئة الثانية للسد، من دون اتفاق مسبق مع دولتي المصب.

وأضاف المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لويس ميغيل بوينو، أن ما سماها الخطوات الأحادية لا تساعد في حل تفاوضي للأزمة.

كما دعا إلى استئناف المفاوضات بشأن سد النهضة في أسرع وقت، وفق إطار زمني متفق عليه وخريطة طريق متفق عليها، بحسب قوله.

وحسب ذلك المسؤول، فإن الاتحاد الأوروبي يواصل دعوة أطراف القضية لاستئناف التفاوض، مؤكدا دعمه لهذا الاتجاه بوصفه أحد مراقبي العملية التفاوضية.

من جانبه، قال مارتن بلوت الخبير في الشأن الأفريقي بمعهد دراسات الكومونولث إن قضية السد الإثيوبي تسبب قلقا لمصر والسودان، ولذلك فقد واصل الاتحاد الأوروبي تأكيده على ضرورة حل الأزمة بشكل سلمي عبر مزيد من التفاوض بين أطرافها.

وأضاف بلوت أن الحرب بإقليم تيغراي جعلت رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في موقف داخلي ضعيف، الأمر الذي يُصعّب من إمكانية تنازله لمصر والسودان في أزمة سد النهضة، خصوصا في ظل تأكيده على أن السد مسألة إثيوبية داخلية.

واتفق مع صيام على أن مواقف الولايات المتحدة وروسيا والصين لا تقترب من موقف الاتحاد الأوروبي، ومن ثم مصر والسودان، في قضية السد.

وكانت إثيوبيا قد أبلغت الاتحاد الأوروبي، يوم 20 من الشهر الماضي، رفضها التعامل مع مبعوثه الخاص إليها، وعللت ذلك بأنه غير نزيه وغير محايد، فيما يتعلق بموقفه من أزمة إقليم تيغراي.