ما وراء الخبر

موسكو تزود طهران بنظام أقمار صناعية متطور.. لماذا الآن؟

أكد الباحث الإيراني المتخصص حسين رويوران أن الإعلان عن تزويد روسيا إيران بنظام أقمار صناعية متطور يشكل دعما سياسيا في مفاوضات فيينا، وامتدادا للتعاون الإستراتيجي بين البلدين والذي بدأ في العام 2001.

وأضاف رويوران في مداخلته لحلقة (2021/6/11) من برنامج "ما وراء الخبر" أن إيران تمتلك قدرة صاروخية كبيرة وقادرة على إصابة هدفها بدقة، ودخول مثل هذه الأنظمة يعزز القدرة الصاروخية الإيرانية، كما يمكنها من رصد الأعداء ويحمي الأمن القومي ويعزز دفاعات البلاد.

واتهم الباحث الإيراني المتخصص الولايات المتحدة بدفع إيران إلى شراء مثل هذه الأنظمة المتطورة بسبب العقوبات والتهديدات المستمرة بالعمل العسكري المباشر ضدها، وتسعى طهران من خلال هذه الأنظمة لتعزيز منظومة الردع لديها.

وكانت صحيفة "واشنطن بوست" (The Washington Post)  قد كشفت عن أن موسكو تستعد لتزويد طهران بنظام أقمار صناعية متقدم يمكنها من مراقبة مصافي النفط الخليجية، وقواعد عراقية تضم قوات أميركية، إضافة إلى قواعد عسكرية إسرائيلية.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين ومن الشرق الأوسط أن العملية قد تتم خلال أشهر.

في المقابل، أوضح المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية الأميركية بي جي كراولي أن توقيت هذا الإعلان يرسل العديد من الرسائل، أولاها أنه جاء قبيل الانتخابات الرئاسية في إيران ليقول للشعب الإيراني إن روسيا حليف جيد لنا، ورسالة للمنطقة بأن طهران ترفع قدرتها الصاروخية ومستعدة للعودة إلى الاتفاق النووي وهي قوية.

وأضاف أن إرسال روسيا أقمار أنظمة صناعية متطورة إلى إيران يعكس مستوى التدخل الروسي في الشؤون الإقليمية، كما أن إيران ترى أن حصولها على هذه الأنظمة يخدم تعزيز ترسانتها الصاروخية.

وأكد كراولي أن واشنطن ترى في هذه الخطوة أمرا يبعث على القلق، لأنه سيسهم في زيادة عدم الاستقرار في المنطقة، كما أن لكل فعل رد فعل، وسيدفع هذا الاتفاق العديد من الدول -خصوصا السعودية ومصر وإسرائيل والإمارات- للرد على هذه الخطوة، وواشنطن ستتعامل مع هذا التطور وفقا للاستخدام الإيراني له.

بدوره، تساءل الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري عن القدرات التي يتمتع بها هذا القمر الصناعي، وهل سيكون للاستخدام العسكري أم الاستخدام المدني، مؤكدا أن الأقمار الصناعية الحديثة تتميز بنظام إنذار مبكر، فهو سيعطي إيران القدرة على الرد في حال تعرضت لهجوم.

وأضاف الدويري أن من مجالات الأقمار الصناعية الاستطلاع الإلكتروني ويقصد به تحديد المواقع، وهذا سيمكن إيران من تحديد مواقع الدفاعات الجوية ومنظومة الرادار لدى دول المنطقة، كما أن بإمكان هذا القمر تأمين الاتصالات العسكرية من خلال نظام تشفير عالي الدقة.

وأكد أن هذه الأقمار لن تتمكن من تحديد المناطق بدقة لأن نظام تحديد المواقع "جي بي إس" (GPS) أميركي، ولن تسلم أميركا النظام لإيران بسهولة.