ما وراء الخبر

هل انقلب السحر على الساحر.. بايدن يلجم نتنياهو ويحبط مساعيه لإفشال مفاوضات فيينا

قال محمد الشرقاوي أستاذ الصراعات الدولية بجامعة جورج ميسون إن الإدارة الأميركية تدرك أنها توشك على قربها حسم الخلاف النووي مع إيران، وتدرك تماما أن الحكومة الإسرائيلية لا تريد هذا الحسم.

وأوضح في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر" (2021/4/17) أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يسعى بكل قوته لإبقاء العقوبات الأميركية وفرض عزلة خانقة على طهران للقضاء على برنامجها النووي.

وكانت القناة الثانية عشرة الإسرائيلية قالت إن الولايات المتحدة طالبت إسرائيل بالكف عن الثرثرة والتباهي بعملياتها ضد إيران لكونها تضر بالولايات المتحدة في المفاوضات في فيينا التي تجري بوساطة أوروبية.

ويأتي ذلك بعد الهجوم الذي تعرضت له منشأة نطنز النووية في إيران، وتأكيد وسائل إعلام أميركية وإسرائيلية على وقوف إسرائيل وراء هذا الهجوم.

واعتبر الشرقاوي أن الهجوم الذي جاء بعد يومين من توقف مفاوضات فيينا، وكان من المحتمل أن يؤدي إلى عرقلة المفاوضات تماما، وعدم عودة إيران إلى مقر المفاوضات.

من جهتها، ذهبت لينزي موران الضابطة السابقة في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه" (CIA) إلى أن ما أزعج واشنطن هو الهجوم على منشأة نطنز، وكذا التصريحات الإسرائيلية التي تبعته، خاصة وأن هذه العملية أتت في توقيت دقيق للغاية.

وأوضحت أن أميركا لديها رغبة ومصلحة في العودة إلى طاولة المفاوضات مع إيران، ودفعها للالتزام بالاتفاق النووي، وكذا إثبات أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تدير الملف النووي بشكل دبلوماسي ومختلف عن سياسة سلفه دونالد ترامب.

توبيخ صريح

وفي السياق ذاته، أوضح الشرقاوي أن أميركا وصلت لمرحلة التوبيخ الصريح والمباشر، حيث يدير فريق بايدن ظهره للضغوط الإسرائيلية بشأن المفاوضات، خاصة وأنه تم لأول مرة التوصل إلى تحديد أجندة مكتوبة تحدد طبيعة الالتزامات الإيرانية وكذا العقوبات الأميركية التي يمكن رفعها.

كما أوضح أن تقريرا لأجهزة الاستخبارات الأميركية أكد أن إيران لا تسعى لتطوير قنبلة نووية، وشدد على حقها في تأسيس برنامج نووي لنواياها السلمية.

وأشار إلى أن موقف نتنياهو من أزمة الملف النووي أعاد التذكير بمواقفه أمام الكونغرس الأميركي عام 2002 عندما أصر على أن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين يمتلك أسلحة دمار شامل، "ولذلك فالمسألة تتعلق بأن مصداقية نتنياهو في أعين أميركا أصبحت موقع شك".

وأوضحت موران أن تنفيذ هجوم نظنز في إيران أثر على مفاوضات فيينا وأضعف الموقف الأميركي، خاصة وأن التقارير والتسريبات الإسرائيلية تشير إلى مسؤولية تل أبيب في الهجوم .

كما اعتبرت أن أميركا تظل حليفا لإسرائيل، ولكن إدارة بايدن تريد إرسال رسالة لتل أبيب مفادها أن الإدارة الجديدة مختلفة في تعاملها عن إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب التي كان نتنياهو يؤثر عليها بشكل كبير.