ما وراء الخبر

رغم تأكيدها إيجابية المباحثات مع واشنطن.. لماذا تواصل طهران تطوير برنامجها النووي؟

قال أستاذ العلاقات الدولية حسن أحمديان بجامعة طهران إن بلاده ستواصل تطوير برنامجها النووي رغم الإيجابية التي ظهرت في اللهجة الأميركية بشأن العودة للاتفاق النووي، وذلك لتحويل الأقوال الأميركية لأفعال.

وأوضح أحمديان في تصريحات لبرنامج "ما وراء الخبر" بتاريخ (2021/4/10) إن الإيجابية التي تحدثت عنها إيران فيما يتعلق بالموقف الأميركي، ظهرت في التصريحات الأميركية التي أكدت استعداد واشنطن العودة للاتفاق النووي الذي جرى التوصل إليه عام 2015، والتوقف عن المطالبة بإعادة التفاوض على بنود هذا الاتفاق.

غير أن أحمديان أكد أن التصريحات وحدها لا تكفي، وأن إيران تطالب الإدارة الأميركية باتخاذ مواقف عملية باتجاه العودة للاتفاق النووي، ومن هذه المواقف رفع جميع العقوبات التي فرضها على إيران الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، بعد انسحابه من الاتفاق عام 2017.

لذلك أكد أحمديان أن بلاده تلجأ لمواصلة تطوير برنامجها النووي، للضغط على الولايات المتحدة، ودفعها للقيام بما يجب عليها القيام به تجاه العودة لاتفاق عام 2015.

وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قد أعلن اليوم افتتاح مراكز لجهاز الطرد المركزي في إطار مواصلة تخصيب اليورانيوم، وذلك رغم تأكيد طهران على تغيير إيجابي في الموقف الأميركي تجاه الموقف النووي.

وقال أحمديان إن واشنطن استنفدت كل ما يمكنها فعله للضغط على إيران، حيث فرض ترامب عليها أكثر من 1500 عقوبة اقتصادية، لذلك فلم تعد الإدارة الأميركية تمتلك أدوات أخرى للضغط على إيران لدفعها للتخلي عن مطالبها بشأن العودة للاتفاق النووي، بينما ما زال بوسع إيران فعل الكثير في تطوير قدراتها النووية، وهو ما لا تريده الولايات المتحدة الأميركية.

بدوره قال غاري سمور المنسق للحد من انتشار الأسلحة النووية في عهد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، إن طهران ستواصل تطوير قدراتها النووية حتى تستجيب واشنطن وترفع عنها جميع العقوبات، وهو الأمر الذي قال إنه بحاجة لكثير من التفاوض.

وأكد المسؤول الأميركي أن واشنطن لا تدرك تماما التركيبة السياسة في إيران، والتي تشتمل على وجود فئات مؤثرة في طهران ورافضة من الأساس العودة للاتفاق النووي، وتطالب بتطوير قدرات البلاد النووية، وقال إن هذه الفئات تمارس ضغوطا على الإدارة الإيرانية التي تبدي انفتاحا أكبر في التعامل مع الملف النووي.

أما أحمديان فأكد أن بلاده تتفهم الضغوط الإسرائيلية على واشنطن للحيلولة دون العودة للاتفاق، لكنه شدد على أن واشنطن تدرك أن تكلفة العودة للاتفاق أقل بكثير من وضعها الحالي، وقال إن طهران دفعت ثمنا باهظا بسبب العقوبات التي فرضت عليها.

وفيما يتعلق بالموقف الأوروبي قال كيمون تيرم من مركز البحوث السياسية في باريس، إن أوروبا غير راضية عن مواصلة طهران تطوير سلاحها النووي، كما أنها تريد من واشنطن معرفة مدى استعدادها لرفع العقوبات بشكل كامل أو جزئي، والحصول على ضمانات حتى لا تتضرر الشركات الأوروبية.

لكن أحمديان أكد أن أوروبا وبعد موقفها إزاء الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي، زعزع ثقة طهران بها، لذا فعلى الأوروبيين ألا يتوقعوا أن تكون أبواب إيران مشرعة أمام شركاتهم بالشكل الذي كان عليه قبل 4 سنوات.