ما وراء الخبر

واشنطن تقترح حكومة بمشاركة طالبان.. هل تخرج أفغانستان من دوامة العنف؟

قال المحلل السياسي شفيق همدم إن رفض الرئيس الأفغاني أشرف غني مقترح واشنطن تشكيل حكومة انتقالية تضم مختلف الأطراف الأفغانية الفاعلة يشير إلى تمسكه بالسلطة.

وأوضح همدم -في حديث لحلقة (2021/3/8) من برنامج "ما وراء الخبر"- أن الرئيس غني بعث في حديثه اليوم برسالة انقسام وخوف وكراهية، رغم أنه كان يحاول الحديث عن السلام.

وأكد همدم أن مفاوضات السلام الجارية في قطر وصلت إلى طريق مسدود لأن غني يعارضها ويضع أمامها العراقيل، معتبرا أن الإدارة الأفغانية الحالية ليس لديها إرادة لوضع حد للحرب في البلاد. وشدد على أن الحل يكمن في تشكيل حكومة تعكس رؤية جميع الأطراف الأفغانية.

وكان الرئيس الأفغاني محمد أشرف غني قال إن عملية انتقال السلطة لن تتم إلا عبر صناديق الاقتراع، وإن حكومته مستعدة لمناقشة إجراء انتخابات برعاية أممية.

وتعد تصريحات غني أول تعليق رسمي من كابل بشأن ما أفادت به مصادر عن طرح المبعوث الأميركي إلى أفغانستان زلماي خليل زاد تشكيل حكومة انتقالية بالشراكة مع حركة طالبان.

كما طلب الرئيس الأفغاني من حركة طالبان العودة إلى طاولة المفاوضات، ووقف إطلاق النار في عموم البلاد. وأضاف أن هناك توافقا دوليا وإقليميا بشأن السلام في أفغانستان، وأن وجود ضمان إقليمي ودولي لتحقيق السلام والاستقرار في بلاده أمر مهم للغاية.

وضع ملتبس

من جانبه، قال الباحث في العلاقات الدولية عُبيد الله بهير إن الوضع الآن ملتبس بين الأطراف الثلاثة الفاعلة في المشهد الأفغاني؛ ففي حين تدعو الحكومة لإجراء انتخابات جديدة، اقترح المبعوث الأميركي إلى أفغانستان زلماي خليل زاد مؤتمرا جديدا للسلام يعقد في تركيا، في حين شددت طالبان على ضرورة التزام الولايات المتحدة بالاتفاق السابق في قطر.

من جهته، أكد ديفيد سيدني نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق لشؤون أفغانستان وباكستان ووسط آسيا ورئيس الجامعة الأميركية في أفغانستان أن الإدارة الأميركية الجديدة لم تقرر بعد ما تريده في أفغانستان، مشيرا إلى تعدد الآراء داخل إدارة الرئيس جو بايدن.

وكانت حركة طالبان قد قالت إن لقاءات جمعت المبعوث الأميركي لأفغانستان وأعضاء وفدها المفاوض في الدوحة، تناولت الوضع الحالي في أفغانستان وسبل تخفيف العنف وتحقيق السلام وتسريع المفاوضات بين الأطراف الأفغانية. وجدد الطرفان التزامهما باتفاق الدوحة.

وأعلنت الحركة أنها أطلقت سراح 53 من أفراد القوات الأفغانية كانوا قد اعتقلوا خلال الاشتباكات الأخيرة في مدينة شاه ولي كوت بولاية قندهار جنوبي البلاد. ونقل مراسل الجزيرة عن مسؤول في طالبان أن قرار الإفراج جاء بتعليمات من قيادة الحركة.

في المقابل، قال المتحدث باسم شرطة ولاية قندهار جمال الناصر إن طالبان أطلقت سراح 3 فقط من أفراد القوات الأفغانية، وإن بقية المفرج عنهم من المدنيين.