ما وراء الخبر

تراجع أوروبي عن إدانة إيران.. هل اقتربت أزمة الملف النووي من الحل؟

قال أستاذ دراسات الشرق الأوسط بجامعة طهران، حسن أحمديان، إن سحب الدول الأوروبية مشروع قرار تقدمت به لوكالة الطاقة الذرية لتوجيه اللوم لإيران، جاء بعد إعلان طهران أن الخطوة ستعقد الأمور بشكل أكبر.

وأوضح أحمديان -في حديث لحلقة (2021/3/4) من برنامج "ما وراء الخبر"- أن الدول الأوروبية خشيت من أن تقوم إيران بوقف تعاونها مع الوكالة الذرية بشكل كامل، مشيرا إلى أن إيران ستوضح للوكالة ما وصفه بـ"زيف الادعاءات الإسرائيلية" بشأن برنامجها النووي.

واستباقا لتصويت كان منتظرا، يوم الجمعة، سحبت الدول الأوروبية مشروع قرار تقدمت به لوكالة الطاقة الذرية مطلع الأسبوع، وكان يتضمن توجيه اللوم لإيران، بسبب إيقافها العمل بالبروتوكول الإضافي الخاص بملفها النووي.

وعزت وزارة الخارجية الإيرانية التراجع الأوروبي عن مشروع القرار، إلى ما سمته "التحركات الدبلوماسية"، وأعربت عن أملها في أن تستفيد كل الأطراف من هذه الفرصة من أجل التعاون وضمان تنفيذ الاتفاق النووي من الجميع، على حد قولها.

وأكدت أن التطور الأخير من شأنه الحفاظ على الدبلوماسية، وتهيئة الظروف لعودة كل الأطراف لالتزاماتها.

وفي تعليقه على تراجع الدول الأوروبية عن مشروع قرار ضد طهران في مجلس محافظي الوكالة، قال ممثل إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كاظم غريب آبادي، إن بصيص أمل يلوح في الأفق؛ بسبب المشاورات المكثفة التي أدت إلى تفادي أي توتر غير ضروري، وفق تعبيره.

قلق أوروبي

من جانبه، قال غونتر مولاك، السفير الألماني السابق في إيران ومدير المعهد الألماني للدراسات الشرقية، إن الدول الأوروبية كانت تشعر بقلق كبير بسبب العثور على اليورانيوم في 3 مرافق إيرانية، وذلك بالتزامن مع تعطيل طهران عمليات التفتيش، التي تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وأضاف مولاك أن الأمور الآن تسير باتجاه إيجابي بعد تخلي الدول الأوروبية عن مشروع قرارها بشأن إيران، كما أن المدير العالم للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي سيزور طهران بداية الشهر المقبل، معربا عن أمل الدول الأوروبية في أن يتم حل المشاكل التقنية المتعلقة بعمليات التفتيش.

من جهته، قال مارك فيتزباتريك، نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق لشؤون نزع الأسلحة النووية، إن الأزمة الأخيرة جاءت بعدما تبين أن إيران تستخدم اليورانيوم بدون أن تبلغ الوكالة الذرية عن ذلك، مشيرا إلى أنه تم تلافي ما وصفها بـ"أزمة مصغرة"، رغم أن الأزمة الكبرى بشأن البرنامج النووي الإيراني لم تُحل بعد.

أما موقف روسيا من تراجع الأوروبيين عن مشروع قرارهم ضد إيران، فعبّر عنه مندوبها في وكالة الطاقة الذرية ميخائيل أوليانوف، الذي أكد أن الخطوة منعت التصعيد، وأن الوقت الآن للدبلوماسية.

أما الولايات المتحدة، فقد قالت -تعليقا على ما حدث- إن على إيران معالجة ما سمته مخاوف وكالة الطاقة الذرية بشكل نهائي وموثوق، فيما يتعلق بجزيئات يورانيوم عثر عليها في مواقع إيرانية قديمة غير معلنة.

وفي بيان أمام اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الخميس، قالت واشنطن إن طهران حصلت على ما وصفته بفرصة لإبداء التعاون اللازم قبل الاجتماع المقبل للمجلس.

وأضاف البيان أن واشنطن ستراقب الوضع عن كثب، وأنها ستعمل على غرار جميع أعضاء مجلس محافظي الوكالة، كما قالت، على تقييم وجهات النظر، بشأن الخطوات التالية وفق الموقف الإيراني.

من جانبه، أعلن المدير العالم للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران قبلت مبادرة للمشاركة في جهود محددة ومنتظمة؛ لتوضيح قضايا عالقة من بينها قضية جزيئات اليورانيوم.