ما وراء الخبر

واشنطن وافقت على عرض الأوروبيين لإنهاء أزمة الملف النووي.. لماذا رفضته طهران وما خياراتها؟

قال حسن أحمديان أستاذ الدراسات المتخصصة بالشرق الأوسط إن العرض الذي قدمه الأوروبيون للبدء بإيجاد مخرج لإنهاء أزمة الملف النووي لا يختلف عما طرحته واشنطن منذ تولي الإدارة الجديدة مسؤولياتها.

وأوضح أحمديان في تصريحات لحلقة "ما وراء الخبر" بتاريخ (2021/2/20) أن الأوروبيين عرضوا أن تبدأ المفاوضات أولا بشأن بنود الاتفاق النووي ومناقشة مواضيع أخرى، على أن تقوم واشنطن باتخاذ بعض الخطوات التي قد تؤدي فيما بعد إلى رفع العقوبات عن طهران.

وشدد على أن طهران تصر على رفع العقوبات المفروضة عليها أولا، قبل البدء بأي مفاوضات، لذلك فهي رفضت العرض الأوروبي الذي لا يختلف في الأساس عن العروض التي قدمتها الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة جو بايدن منذ توليها مهامها الرسمية.

وفيما يتعلق بالخيارات التي يمكن أن تتخذها طهران بعد رفضها للعرض الأوروبي، أكد أحمديان أن إيران ستجد نفسها مضطرة الآن للمضي قدما بتفعيل وتطوير برامجها النووية، والتخلي عن البروتوكول الإضافي.

وقال أحمديان إن طهران لديها قناعة بأن هذه هي الوسيلة الوحيدة للضغط على واشنطن لدفعها إلى رفع العقوبات التي فرضتها عليها، بينما (إيران) غير مطالبة باتخاذ أي خطوة في اتجاه إعادة الثقة، فهي ليست من نكث بالوعود وتراجع عن الاتفاق.

وأشار إلى أن التراجع عن البروتوكول الإضافي وافق عليه البرلمان ومجلس الأمن القومي في البلاد، أي أنه أصبح ساري المفعول، ومن الصعب العودة عنه.

رؤية واشنطن

بدوره قال جون ليمبرت نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق إن إدارة بايدن تسعى إلى إعادة الثقة التي "تم تدميرها" خلال 4 سنوات من تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة.

وأكد أن بايدن يسعى إلى حل أزمة الملف النووي الإيراني من خلال طريقين، هما اعتماد الدبلوماسية والتشاور مع الحلفاء الذين أسهموا قبل 6 سنوات في الوصول إلى الاتفاق الذي أبرم عام 2015.

كما أن إدارة بايدن تريد العودة إلى الحوار المباشر مع طهران، وهو الطريق الذي ساعد كثيرا في التوصل إلى الاتفاق النووي، بعد سنوات طويلة من التفاوض غير المباشر بين طهران وواشنطن.

وفيما يتعلق بخيارات الأوروبيين بعد الرفض الإيراني لعرضهم، قال توبياس إلوود (الوزير البريطاني السابق لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا) إن الأوروبيين سيحاولون البحث والتفاوض خلف الأبواب المغلقة لإنهاء هذه الأزمة مع طهران.

ورغم أن إلوود شدد على أنّه يتفهم تخوف الإيرانيين وعدم ثقتهم بالأميركيين -أو حتى بالأوروبيين بعد الذي تعرضوا له بخصوص اتفاق 2015- فإنه دعا طهران لعدم تضييع فرصة وجود رئيس أميركي مثل بايدن وحلفاء أوروبيين جادين لإنهاء هذه الأزمة.