ما وراء الخبر

تحذير إيطالي أخير للسيسي بشأن ريجيني.. هل حانت لحظة الحقيقة؟

قالت صحيفة “لا ريبوبليكا” (La Repubblica) الإيطالية إن رئيس الوزراء جوزيبي كونتي وجه إنذارا أخيرا للنظام المصري للتعاون في قضية تعذيب وقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني بمصر عام 2016.

وسلطت حلقة (2020/11/21) من برنامج "ما وراء الخبر" الضوء على ما ذكرته الصحيفة التي أضافت أن كونتي حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي -في اتصال هاتفي- من محاولة كسب الوقت، قائلا: "لم يعد هناك وقت، والآن عليك أن تختار ما إذا كنت تريد التعاون".

ووفق "لا ريبوبليكا"، فقد طالب كونتي بأن يسمح السيسي لضباط جهاز الأمن الوطني المصري الخمسة المتورطين في الجريمة باختيار محام لهم في إيطاليا للإنابة عنهم في القضية التي ستبدأ المرافعات فيها عقب إيداع وثائق التحقيق يوم 4 ديسمبر/كانون الأول المقبل.

وأوضحت الصحيفة أنه من الآن فصاعدا لا يوجد شيء يمكن التفاوض عليه لأن الأمر لم يعد بيد كونتي أو السيسي، بل بيد النيابة في روما العازمة على الكشف عن لائحة الاتهام ضد الضباط المتهمين.

يذكر أن الادعاء العام الإيطالي كان قد أصدر في ديسمبر/كانون الأول 2018 لائحة اتهام بحق 5 ضباط أبرزهم خالد شلبي الذي يشغل حاليا منصب مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن المنافذ، وكان يشغل حين وقوع الجريمة منصب مدير المباحث في مديرية أمن الجيزة.

وإلى اليوم لم تصدر السلطات المصرية أي موقف تجاه لائحة الاتهام، وكانت القاهرة قد أعلنت في 24 مارس/آذار 2016 أنها حددت هوية قتلة ريجيني، وقتلتهم خلال مطاردتهم.

وقال المحرر المختص في شؤون الشرق الأوسط بصحيفة "كورييري ديلا سيرا" (Corriere della Sera) الإيطالية لورينزو كريمونيزي إن هذه ليست المرة الأولى التي تفتح فيها إيطاليا ملف الباحث الإيطالي جوليو ريجيني الذي قُتل في مصر عام 2016، لكنها المرة الحاسمة، على حد وصفه.

وأضاف كريمونيزي أن السلطات الإيطالية لم تجد أي تعاون مصري في ملف القضية رغم تعهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالتعاون.

في المقابل، قال رئيس تحرير صحيفة "المشهد" الأسبوعية مجدي شندي إن الحديث عن إنذار إيطالي لمصر لا يتفق مع طبيعة العلاقات الوثيقة والمتشعبة بين البلدين.

أما المحامي المتخصص في القانون الدولي وحقوق الإنسان توبي كودمان فأكد أن نظام السيسي والحكومة المصرية فشلا بشكل كامل في تحمل مسؤولياتهم تجاه قيام أفراد من قوات الأمن بتعذيب وقتل ريجيني.