ما وراء الخبر

واشنطن تعترف بأن دولا ضللتها بشأن حفتر.. كيف سترد؟

ناقش برنامج “ما وراء الخبر” في حلقة السبت (2019/6/15) اعترافات الإدارة الأميركية بأن دولا معينة ضللتها بشأن الموقف من هجوم اللواء المتقاعد خليفة حفتر على طرابلس.

بصراحة وبدون أي مواربة، قال المحلل السياسي فيصل الشريف إن الدول الثلاث التي يطلق عليها الليبيون محور الشر -وهي مصر والسعودية والإمارات العربية المتحدة- إلى جانب فرنسا، هي التي ضللت الإدارة الأميركية ودفعتها إلى تأييد الهجوم الذي شنه اللواء المتقاعد خليفة حفتر على العاصمة طرابلس.

وأشار الشريف في تصريحاته لحلقة السبت (2019/6/15) من برنامج "ما وراء الخبر" إلى التقارير الدولية التي كشفت عن تدخل النظام المصري بقيادة السيسي والنظامين الإماراتي والسعودي في المشهد الليبي، ودعمهم لهجوم حفتر ضد الليبيين في طرابلس.

ولم يبرئ الشريف فرنسا وإيطاليا اللتين رأى أنه بتنافسهما على مقدرات ليبيا، لم يعيرا أي اهتمام لسلامة الشعب الليبي واستقراره، بل ساهما في تأجيج الموقف.

واتفق المحلل السياسي صلاح القادري مع وجهة نظر الشريف، وقال إن السعودية والإمارات ومصر ضللت الإدارة الاميركية بشأن شعبية حفتر لدى الليبيين وقدرته على اقتحام طرابلس وإخضاعها في وقت قصير.

لكن فشل حفتر بعد أشهر من الهجوم على ليبيا، وتسببه في إسقاط مئات القتلى وآلاف الجرحى، وإثارته غضب المؤسسات الدولية، دفع إدارة ترامب إلى إعادة حساباتها بشأنه، والإقرار بأنه جرى تضليلها.

أما أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جورج واشنطن والدبلوماسي الأميركي السابق وليام لورانس، فرأى أن واشنطن اتخذت موقفها في بداية الأزمة بالتوافق مع شركائها التقليديين الدوليين في أوروبا.

ماذا بعد؟
وبحسب الدبلوماسي لورانس فإن القناعة التي توصلت إليها واشنطن بعد فشل حفتر في مهمته، هي ضرورة العودة إلى الطرق الدبلوماسية لإنهاء الصراع في ليبيا.

غير أن القادري رفض التصديق تماما بأن واشنطن ستغير موقفها مما يجري بليبيا لأنها اكتشفت أنها خدعت، وإنما لأسباب أخرى، أولها فشل حفتر -حليف مصر والسعودية والإمارات- في المهمة العسكرية ضد العاصمة الليبية، والثاني أنها تريد أن تستبق قرارا يجري التحضير له بمجلس الأمن الدولي لوضع حد لهجوم حفتر على طرابلس.

وهذا الرأي اتفق معه الصحفي الليبي الشريف الذي رأى أن ترامب وثق في كلام السيسي ووولي عهد أبو ظبي وولي عهد السعودية عن قدرة حفتر على حسم المعركة سريعا، والسيطرة على النفط الليبي والقرار السياسي هناك.

وذهب الشريف إلى أن ما أجبر إدارة ترامب على تغيير موقفها هو ما جرى على أرض المعركة في طرابلس، مؤكدا أن واشنطن تبدل مواقفها حسب المعطيات وبما تقتضيه مصالحها، وقال "لو أن حفتر نجح في مهمته لكان الموقف الأميركي الحالي مؤيدا وداعما له، كما جرى مع انقلاب السيسي في مصر".

القادري بدوره أكد أن هناك مؤسسات في الولايات المتحدة مستاءة جدا من تبريرات البيت الأبيض بشأن مواقفه من الأنظمة المستبدة، وزعمه في كل مرة أنه جرى تضليله، مثلما يجري بشأن الموقف من تطورات الأوضاع في السودان واليمن، وكما جرى في بداية أزمة حصار قطر، حيث أجبرت هذه المؤسسات الرئيس ترامب على التراجع عن مواقفه الأولية التي أظهر فيها تأييدا لدول الحصار.