ما وراء الخبر

رسائل غزل إماراتية لإيران.. بغفلة عن السعودية

ناقش برنامج “ما وراء الخبر” في حلقته بتاريخ (2019/2/23) دلالات ما كشف عنه أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني من قيام مسؤولين بالإمارات العربية المتحدة ببعث رسائل ود لطهران.

أكد صالح قزويني الباحث المتخصص في القضايا الإقليمية صحة المعلومات التي ذكرها رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني بشأن إرسال بعض المسؤولين في الإمارات العربية المتحدة رسائل ود "سرية" لطهران، يؤكدون فيها رفضهم أي تصعيد سياسي أو عسكري معها، ويتمسكون بالحوار بين الطرفين.

وأوضح قزويني في تصريحات لبرنامج "ما وراء الخبر" في حلقته بتاريخ (2019/2/23) أن كلا من إمارات الفجيرة والشارقة ودبي تربطها علاقات ومصالح قوية مع طهران، مؤكدا أن هذه الإمارات لا ترضى عن سياسة أبو ظبي تجاه إيران.

كما تحدث قزويني عن خلافات عميقة بين أبو ظبي والرياض، نافيا وجود انسجام وتوافق كما تحاولان أن تظهرا للعلن، مشيرا إلى خلافات قوية بينهما باليمن، حيث يدعم كل منهما فصائل متباينة ومتناحرة، كما تحدث عن إعادة أبو ظبي فتح سفارتها بدمشق، في حين تقف السعودية موقفا معاديا ورافضا لاستمرار النظام الحاكم هناك.

اللعب على حبلين
من جانبه، لم يستبعد الكاتب والمحلل السياسي عمر عياصرة أن تكون الإمارات العربية تبعث رسائل تودد وتقرب لإيران تتناقض مع مواقفها المعادية التي ترسلها بالعلن.

لكن عياصرة عبر عن قناعته بأن إمارة أبو ظبي هي التي تشرف على رسائل الود والتقرب التي تقوم بها إمارات أخرى مع طهران، وذلك كونها تجيد اللعب على أكثر من حبل، وهي تتخوف من شطط الرياض تجاه معاداة إيران، خاصة بعد أن تبين لها أن مصير حلف الناتو العربي للفشل، ولن تقوم له قائمة بظل رفض قطر وسلطنة عمان، وتردد الأردن، وتشكك الكويت.

ووصف عياصرة حكام أبو ظبي بأنهم أكثر ترويا وخبثا ودهاء من اندفاع حكام الرياض الحاليين، وقال إن السعوديين يعرفون "ما لا يريدون" لكن الإماراتيين يعرفون ماذا يريدون.

واعتبر عياصرة أن التحالف السعودي الإماراتي يصارع الموت، وأنه بدأ ينهار، خاصة إذا ما توثق السعوديون من أن الإماراتيين يلعبون في حديقتهم الخلفية.

بالمقابل، قال الكاتب علي ناصر الدين إنه لا يستطيع الحكم على هذا الموضوع قبل أن يصدر توضيح من الإمارات، مشككا بتصريحات أي مسؤول إيراني التي قال إنها تأتي في إطار العنجهية أو محاولة زرع بذور الشقاق بين السعودية والإمارات.

ومع أنه لم ينكر وجود اختلافات بين الرياض وأبو ظبي إلا أنه أكد وجود اتفاق وانسجام بشكل عام وعلى الخطوط العريضة.