ناشطة حقوقية ترفض الاحتلال.. زوجة رئيس وزراء أسكتلندا تتحدث للجزيرة نت عن حياتها وعلاقتها بفلسطين

Nadia El-Nakla, wife of Humza Yousaf, arrives at the main chamber for the vote for the new First Minister at the Scottish Parliament in Edinburgh. Picture date: Tuesday March 28, 2023. (Photo by Jane Barlow/PA Images via Getty Images)
نادية النقلة زوجة رئيس وزراء أسكتلندا حمزة يوسف تقول إنها تعمل على نشر هويتها وإرثها الثقافي الفلسطيني المهدد بالطمس (غيتي)

لندن- منذ تحقيق زوجها حمزة يوسف إنجازه التاريخي ليكون أول مسلم يتولى منصب رئيس وزراء في الدول الغربية حرصت نادية النقلة على إظهار هويتها الفلسطينية منذ اليوم الأول من خلال ارتدائها الثوب الفلسطيني.

وحتى قبل تولي حمزة يوسف رئاسة وزراء أسكتلندا كانت نادية النقلة من الوجوه المعروفة هناك بنشاطها السياسي والحقوقي، وكذلك من خلال المرافعة والدفاع عن القضية الفلسطينية.

وخصت نادية النقلة الجزيرة نت بحديث عن أصولها الفلسطينية وعلاقتها بالقضية الفلسطينية وعن حياتها بعد أن أصبحت السيدة الأولى.

Humza Yousaf, with his wife Nadia El-Nakla, father Muzaffar Yousaf and mother Shaaista Bhutta the Garden Lobby after being voted the new First Minister at the Scottish Parliament in Edinburgh. Picture date: Tuesday March 28, 2023. (Photo by Jane Barlow/PA Images via Getty Images)
ولدت نادية النقلة (يمين) في أسكتلندا لوالدين فلسطينيين وتقول إنها منذ طفولتها كانت تحلم بالعمل في المجال الحقوقي (غيتي)

الحياة الجديدة

وعن الإنجاز التاريخي لزوجها حمزة يوسف، تتحدث نادية بالكثير من الفخر عن كونه أول مسلم يقود بلدا غربيا، مضيفة "وهذا إنجاز يدعو للفخر من طرف الجميع وليس من طرفي فقط"، موضحة أن حمزة وعلى امتداد سنوات عمله في السياسة طور عمله بشكل أخلاقي وقوي "وهذا شيء أقدره فيه، والأهم أنه إنسان رائع يعمل بشكل جدي لتحقيق مجتمع أكثر عدالة ومساواة".

وتعترف نادية بأن حياتها وحياة أسرتها تغيرت بشكل فوري مباشرة بعد الإعلان عن فوز زوجها بالمنصب، متابعة "ذلك أن زوجي أصبح شخصية عمومية، وهذا يعني توفره على حماية أمنية، وهو ما يقيد حركته".

وأضافت أن حمزة يحمل على عاتقه مسؤولية تسيير البلاد "وهذا الأمر فيه تشريف ولكنه أيضا تكليف كبير، ويحاول حمزة أن يجد وقتا من أجل أسرته، ومع ذلك فساعات عمله طويلة، وهذا يعني أننا نراه بشكل أقل، وهو أمر يشعر به أطفالنا دون شك".

محاربة من أجل العدالة

ولدت نادية النقلة في أسكتلندا لوالدين فلسطينيين، وتقول إنها منذ طفولتها كانت تحلم بالعمل في المجال الحقوقي "في سن الـ13 كنت أحلم بالعمل في مجال حقوق الإنسان والاشتغال في الأمم المتحدة"، وفي سن الـ17 قررت نادية أن تتجه إلى دراسة العلوم السياسية في الجامعة.

وتصف نادية نفسها بأنها "ناشطة مدافعة عن حقوق الإنسان، وبدأ نشاطي في سن الـ14 سنة مع الحرب في كوسوفو، حيث شاركت في جمع المساعدات لصالح اللاجئين"، ومما عزز النشاط الإنساني والحقوقي لنادية هو زيارتها لقطاع غزة، حيث تقول "منذ طفولتي كنت أزور غزة كل سنة لزيارة عائلتي في فلسطين، ولهذا فإن خطي السياسي كان وسيبقى البحث عن تحقيق العدالة الاجتماعية للجميع".

وتحمل نادية النقلة تجربة سياسية وحقوقية مهمة توجتها في عام 2022 بالمشاركة في الانتخابات المحلية في أسكتلندا عن الحزب الوطني "إس إن بي" (SNP)، ونجحت في الفوز بمقعد في مجلس منطقة داندي، وهي نفس المنطقة التي وُلدت فيها.

وعن هذه المهمة، تقول إن "دوري هو تمثيل سكان المنطقة، وأن أضمن أن تكون مكانا أفضل للعيش، كما أنني أيضا المتحدثة الرسمية عن المساواة في المجلس، وعضوة في هيئة متابعة القضايا المرتبطة بالمخدرات والكحول والمعروفة باسم "إيه دي بي" (ADP)".

ورغم تجربتها السياسية والحقوقية فإن نادية أكدت أنه ليس لديها أي طموح في المشاركة في الانتخابات العامة لتصبح عضوة في البرلمان، مؤكدة أن لديها مشاريع أخرى تريد العمل عليها.

الدفاع عن فلسطين

بكثير من الأسف تتحدث نادية النقلة عن تعرضها للعنصرية خلال ممارستها عملها الحقوقي والسياسي بسبب أصولها الفلسطينية، قائلة "نعم واجهت مضايقات عنصرية، ومع الأسف فالعنصرية الهيكلية والعلنية ما زالت شائعة وبعيدة عن الاندحار، خصوصا في حق النساء الملونات كما هو الحال بالنسبة لي".

وعن علاقتها بفلسطين كهوية وثقافة، تؤكد أنها أولا وقبل كل شيء "ناشطة حقوقية، وقد عملت طوال حياتي ضد الاحتلال غير الشرعي لفلسطين"، مضيفة أنها باعتبارها أسكتلندية فلسطينية فإنه من المهم ألا يقتصر الأمر فقط على الحديث عن الاحتلال، ولكن أيضا "أن أتقاسم وأنشر هويتي وإرثي الثقافي الفلسطيني المهدد بالطمس".

وتقول نادية إنها تشعر بمسؤولية كبيرة ومهمة، وهي مواجهة السردية الإعلامية التي تقدم الفلسطينيين "كأشخاص غير متحضرين وأحيانا أقل من البشر، ولهذا فأنا مؤمنة بأن دوري كفلسطينية أن أواجه هذا التصور غير العادل، لأننا كفلسطينيين فخورون بأنفسنا، ولدينا تاريخ وإرث حضاري غني جدا".

المصدر : الجزيرة