أميركا تقر بعقم الحل العسكري في أفغانستان وتدرس وضع قواتها في دولة مجاورة

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن التجربة في أفغانستان أثبتت أنه لا حل عسكريا للصراع هناك، فيما تدرس واشنطن نشر قوات لها في إحدى الدول المجاورة تجنبا لحدوث فراغ أمني في المنطقة.

وفي مؤتمر صحفي عقب لقائه الرئيس الأفغاني في كابل، دعا بلينكن حركة طالبان إلى إدراك أنها لن تحظى بالشرعية إذا حاولت السيطرة على البلاد بالقوة.

من جهتها، قالت طالبان إن عدم التزام واشنطن باتفاق الدوحة يعني أن مقاتليها سيتخذون إجراءات للرد تتحمل واشنطن مسؤوليتها.

وقال مستشار الأمن القومي الأفغاني "لم نعد بحاجة للقوات الأميركية، وعلى طالبان أن تستعد للسلام مع الحكومة".

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" (The New York Times) أن وزارة الدفاع الأميركية تدرس نشر قوة في طاجيكستان أو كازاخستان أو أوزبكستان منعا لإحداث فراغ في المنطقة.

وأضافت الصحيفة أن البنتاغون يهدف من نشر القوة إلى منع أفغانستان من أن تصبح قاعدة إرهابية مرة أخرى، وأشارت إلى أنه يتم التنسيق بين البنتاغون ووكالات استخبارات أميركية مع حلفاء غربيين لنشر قوة في دولة مجاورة لأفغانستان.

مساعدات أممية

أما مجلة "بوليتيكو" (Politico) فنقلت عن مسؤولين في البنتاغون قولهم إن عملية الانسحاب قد تبدأ خلال أسبوعين.

من جهتها، عبرت سفيرة أفغانستان في الولايات المتحدة رؤيا رحماني عن قلقها من مستوى العنف في بلادها.

وقالت رحماني في مقابلة مع شبكة "بي بي إس" (PBS) الأميركية إن حركة طالبان ظلت تبرر العنف خلال العقدين الماضيين بوجود القوات الأجنبية في البلاد، مؤكدة أن مسؤولية استمرار الحرب ستكون على عاتق الحركة بعد انسحاب هذه القوات.

كما أبدت سفيرة أفغانستان في الولايات المتحدة استياءها من موقف حركة طالبان بشأن التوصل إلى تسوية نهائية للصراع في أفغانستان.

وفي السياق ذاته، ستبقي الأمم المتحدة على مهمتها السياسية لمساعدة أفغانستان رغم رحيل القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي، وفق ما أعلن المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة الدولية ستيفان دوجاريك.

وقال دوجاريك ردا على أسئلة حول مستقبل بعثة الأمم المتحدة بعد انسحاب قوات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي إنه "من الواضح" أن هذا الرحيل "سيكون له تأثير على كامل البلاد"، مضيفا "سنواصل دراسة الوضع، لكن عملنا في أفغانستان سيستمر".

وأشار إلى أن "الأمم المتحدة تشارك في مجال التنمية الإنسانية في أفغانستان منذ فترة طويلة جدا، وسنواصل وجودنا هناك لمساعدة الشعب الأفغاني"، لافتا إلى أن المنظمة "ستستمر في التكيف مع الوضع على الأرض".

وبعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان (أوناما) مهمة سياسية صغيرة بدون قوات حفظ سلام.

المصدر : الجزيرة + وكالات