فورين بوليسي: ضربات بايدن في سوريا تثير نقاشا بواشنطن بشأن سلطات الرئيس الحربية

President-Elect Joe Biden Travels To Washington, D.C. Day Ahead Of His Inauguration
إدارة بايدن قالت إنها ستوفر "إحاطة سرية كاملة" لأعضاء بالكونغرس بشأن الغارات الأخيرة (الفرنسية)

قالت مجلة فورين بوليسي (The Foreign Policy) الأميركية إن توجيه الرئيس جو بايدن بشن غارات جوية مؤخرا في سوريا أثار نقاشات جديدة في واشنطن بشأن صلاحياته الحربية، حيث أعرب كبار حلفائه من الديمقراطيين عن عدم ارتياحهم لهذه الخطوة العسكرية التي تمت دون موافقة مسبقة من الكونغرس.

وكانت وزارة الدفاع (البنتاغون) قد أعلنت أن مقاتلاتها شنت "بناء على توجيهات من الرئيس بايدن" أول أمس الخميس غارات على مواقع عسكرية لمجموعات مسلحة مدعومة من إيران شرقي سوريا، ردا على هجوم صاروخي استهدف مطار أربيل شمالي العراق في 15 فبراير/شباط الجاري وأوقع قتيلا وجرحى بينهم 4 متعاقدين أميركيين.

وأشارت المجلة -في تقرير لمحرريها لشؤون الأمن القومي والدفاع روبي غرامر وجاك ديتش- أنه بمجرد أن شن الجيش الأميركي هذه الغارات التي تعد أول عمل عسكري كبير خلال رئاسة بايدن، بدأ كبار المشرعين الديمقراطيين في الضغط على البيت الأبيض للحصول على إجابات حول المبررات القانونية التي استخدمت لتنفيذ الضربات.

وأضافت أن هذا الأمر أدى إلى إحياء التساؤلات حول سلطات الرئيس الدستورية في مجال الحرب، والتي كانت جزءاً لا يتجزأ من معارك السياسة الخارجية التي خاضها الرئيس السابق دونالد ترامب في الكونغرس.

وقال النائب بيرني ساندرز (منافس بايدن على ترشيح الحزب الديمقراطي خلال الرئاسيات السابقة) في بيان "إنني قلق للغاية من أن الضربات في سوريا الليلة الماضية تضع بلادنا على سكة مواصلة الحرب للأبد بدل إنهائها".

وأضاف "هذا نفس المسار الذي سلكناه منذ ما يقرب من عقدين من الزمن.. فسرت كل الإدارات المتعاقبة من كلا الحزبين سلطاتها بطريقة عامة للغاية لمواصلة التدخلات العسكرية في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأماكن أخرى.. يجب أن ينتهي هذا الأمر".

كما أصدر النائبان الديمقراطيان تيم كين وكريس مورفي بيانين أشارا فيهما إلى "عدم الارتياح" إزاء الضربات، ودعا كين الإدارة إلى إطلاع الكونغرس بشكل كامل على تفاصيل القرار "على وجه السرعة".

وذكر مراقبون في واشنطن أن رد بايدن على الضغط الحالي القادم من الكونغرس سيكون "مؤشرا مهما" على الكيفية التي سيدير بها علاقاته مع مجلسي النواب والشيوخ، وما إذا كان سيرضخ مستقبلا لضغوط اليساريين في حزبه الديمقراطي بشأن ملفات السياسة الخارجية.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي -في تصريح لها بعد تنفيذ الهجوم- إن الرئيس أطلع قادة الكونغرس على الإجراء الليلة الماضية، وكان بصدد إطلاع مشرعين آخرين وموظفي الكونغرس اليوم، مؤكدة أنه "ستكون هناك إحاطة سرية كاملة بهذا الخصوص مطلع الأسبوع المقبل على أبعد تقدير".

محاولات متكررة

وذكرت فورين بوليسي أن الرئيس السابق تصدى خلال السنوات الأربع التي قضاها في منصبه لمحاولات متكررة من قبل مجموعة من النواب من الحزبين لتقليص قدرته على تنفيذ عمليات عسكرية دون موافقة الكونغرس.

ونشأت من جراء المعارك السياسية التي تم خوضها في هذا الإطار -تضيف المجلة- نقاشات حول السلطات الدستورية للرئيس، وتحديدا ما ينص عليه الفصل الثاني من الدستور، والأساليب المثيرة للريبة التي نفذت بها الولايات المتحدة التزاماتها العسكرية في الشرق الأوسط على مدى العقدين الماضيين.

ويرى خبراء قانونيون أن نهج ترامب، في التعاطي مع سلطات الحرب، يضع إدارة بايدن أمام نقاط استفهام شائكة ومفتوحة بشأن طريقة التعاطي مع الصلاحيات الرئاسية المنصوص عليها في المادة الثانية من الدستور.

وقد عكس تعاطي ترامب مع سلطاته الحربية "رؤية شمولية للغاية لسلطة الرئيس في استخدام القوة بالخارج دون إذن من الكونغرس" واستعدادا واضحا لاستغلال أي ثغرات ممكنة في تدابير الإبلاغ "لحجب المعلومات المتعلقة باستخدام القوة عن الجمهور" وفق ما يرى تيس بريدغمان المستشار القانوني السابق بمجلس الأمن القومي بإدارة الرئيس باراك أوباما.

المصدر : فورين بوليسي