تقرير سري للوكالة الدولية للطاقة الذرية يتهم طهران بإنتاج يورانيوم لصنع أسلحة وواشنطن تجدد دعوتها للالتزام بالاتفاق

مسؤولة أوروبية تقول للجزيرة إن على واشنطن اتخاذ الخطوة الأولى بشأن الالتزام بالاتفاق النووي

أفاد تقرير سري للوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن إيران خرقت الاتفاق النووي بإنتاج يورانيوم يستخدم لصنع أسلحة نووية. وبينما تتواصل التصريحات المتبادلة بين واشنطن وطهران بشأن الالتزام بالاتفاق النووي، قالت مسؤولة أوروبية إن على واشنطن اتخاذ الخطوة الأولى.

ووفق تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن إيران بدأت إنتاج اليورانيوم، في مخالفة للاتفاق النووي.

وأضاف التقرير أن إيران أنتجت كمية قليلة من المعدن المشع بعد حصولها على معدات جديدة زودت بها أحد مواقعها النووية في أصفهان، وهو خاضع لتفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ويحظر الاتفاق النووي على إيران إنتاج اليورانيوم، كضمان على أنها لا تسعى لتصنيع سلاح نووي، في حين تدفع إيران بأنها تنتجه لأغراض البحث العلمي.

وقالت الوكالة التابعة للأمم المتحدة -في بيان- إن المدير العام رافائيل ماريانو غروسي أبلغ الدول الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بالتطورات الأخيرة فيما يتعلق بأنشطة البحث والتطوير لدى إيران لإنتاج معدن اليورانيوم، في إطار هدفها المعلن لإنتاج الوقود من أجل مفاعل طهران البحثي.

وأضافت "تحققت الوكالة في 8 فبراير/شباط من وجود 3.6 غرامات من معدن اليورانيوم في مصنع إنتاج ألواح الوقود في أصفهان بإيران".

وكانت وكالة رويترز نقلت عن وزير المخابرات الإيراني محمود علوي أن الضغط الغربي المستمر يمكن أن يدفع طهران إلى الدفاع عن النفس مثل "قط محاصر"، والسعي لحيازة أسلحة نووية، وهو ما أصرت الجمهورية الإسلامية لسنوات على أن نيتها لا تنصرف إليه نهائيا.

وقدرت شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي (أمان) -وفق صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية- أن إيران تحتاج عامين على الأقل لتصنيع القنبلة النووية، إن هي قررت البدء بذلك.

تصريحات متبادلة

وفي ظل تبادل التصريحات بين طهران وواشنطن بشأن الالتزام بالاتفاق النووي المبرم مع القوى الدولية عام 2015، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي إن على إيران الالتزام بالاتفاق النووي من أجل استئناف الجهود الدبلوماسية معها.

وأضافت ساكي أن الاتفاق النووي سيشكل منصة لاتفاق جديد مع طهران بالتنسيق مع الشركاء.

من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن أمام إدارة جو بايدن فرصة، لكنها محدودة، لاتخاذ مسار سياسي جديد بشأن إيران.

أما الرئيس الإيراني حسن روحاني، فقال إن بلاده مستعدة لتنفيذ التزاماتها النووية إذا التزمت بقية الأطراف الموقعة على الاتفاق.

وأكد روحاني أنه لا يوجد أي خيار آخر غير العودة لتفعيل الاتفاق النووي، خاصة أن طهران استطاعت تخطي الضغوط الاقتصادية الأميركية، وهي على وشك الفوز في الحرب الاقتصادية التي فُرضت عليها، بحسب تعبيره.

لكن كورنيليا إرنست مسؤولة المجموعة البرلمانية الأوروبية للعلاقات مع إيران، قالت إن طهران لم تخرق الاتفاق النووي. وأضافت إرنست -في لقاء مع "برنامج بلا حدود"- أن الخطوة الأولى ينبغي أن تأتي من واشنطن، لأنها هي التي تسببت بهذه الفوضى.

كما قالت المسؤولة الأوروبية إنه ينبغي تفعيل الاتفاق النووي مع إيران من خلال عودة الولايات المتحدة إليه، وطالبت إيران بالتراجع عن تخصيب اليورانيوم.

وبعد مفاوضات طويلة، توصلت الولايات المتحدة في 2015 إلى اتفاق مع إيران يحول دون حيازتها السلاح النووي، وقعته أيضا الصين وروسيا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا، قبل أن تصادق عليه الأمم المتحدة.

لكن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب انسحب من الاتفاق عام 2018، معتبرا أنه غير كاف على الصعيد النووي.

المصدر : الجزيرة + وكالات