الكشف عن حفريات فئران من نوع جديد عاشت بمصر قبل 34 مليون عام

إضافة نوع وجنس جديدين للقوارض تساعد على تنظيم هذا النطاق من ناحية شجرة الأنساب، الأمر الذي يسهم بدوره في تحقيق فهم أفضل لعلم البيئة القديم ككل.

شروق الأشقر باحثة بمركز الحفريات الفقارية في جامعة المنصورة المصرية والمؤلفة الرئيسية للدراسة (الجزيرة)

المنصورة – كشف فريق بحثي دولي عن حفريات لفأر من جنس ونوع جديدين عاش قبل 34 مليون سنة في منطقة تعرف الآن باسم جبل قطراني بمحافظة الفيوم جنوب غرب العاصمة المصرية، وساهم الكشف في سد فجوة أساسية في فهم النظام البيئي القديم خلال تلك الفترة من تاريخ الأرض.

تم العثور على الحفريات بمنطقة جبل قطراني بمحافظة الفيوم جنوب غرب العاصمة المصرية (غيتي)

فأر سفروت!

وفي تصريح للجزيرة نت عبر البريد الإلكتروني، تقول شروق الأشقر الباحثة بمركز الحفريات الفقارية في جامعة المنصورة المصرية والمؤلفة الرئيسية لهذه الدراسة، "بعد تراجع ما يسمى ببحر تيثس إلى الشمال، نشأت غابات استوائية في تلك المنطقة من قارة أفريقيا وتنوعت بيئاتها بشكل مذهل، وفي تلك البيئة تحديدا عاش قطرانيميز".

وبحسب الدراسة الجديدة، التي نشرت في دورية "بير جي" (PeerJ) يوم 19 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، فإن الفأر الجديد حاز على اسم "قطرانيميز سافروتوس" (Qatranimys safroutus).

وقد أخذ الفأر هذا الاسم نسبة إلى منطقة جبل قطراني (Qatranimys)، وكذلك بسبب حجمه الصغير جدًا فكأنه عقلة إصبع (safroutus) بوزن حوالي 40 غراما فقط، و"سفروت" بالعامية المصرية تعني الصغير أو القزم.

مجموعة من حفريات لفأرين من نوع قطرانيميز سافروتوس (شروق الأشقر)

كنز اسمه الأسنان

وللتوصل إلى تلك النتائج، درس هذا الفريق عظاما خاصة بالجمجمة والفكين ومجموعة من أسنان حفريات فردين من فئة قطرانيميز. واهتم الفريق بشكل خاص بدراسة أسنان هذه الحفريات، والتي بلغ عرضها حوالي مليمتر واحد.

وفي تصريحها للجزيرة نت، تقول الأشقر "الأسنان في الثدييات أشبه ما تكون بالبصمات، الطوبوغرافيا الخاصة بكل سن، أي مرتفعاتها ومنخفضاتها، يمكن أن تحدد جنس ونوع هذا الكائن وتفصله عن أقرانه من عائلات أخرى، كما أنها تعطي انطباعا عن نمطه الغذائي".

وبحسب الدراسة، فقد خلصت هذه الفحوص إلى أن العائلة التي انتمى لها الفأر قطرانيميز تتموضع بشكل ممتاز في خط سير زمني ضخم شمل رحلة ملحمية للفئران، عبر ملايين السنين، من قارة آسيا إلى شمال أفريقيا.

الأسنان في الثدييات أشبه بالبصمات، تضاريسها يمكن أن تحدد جنس ونوع الكائن (شروق الأشقر)

رحلة ملحمية

وتوضح الأشقر أن أحفاد عائلة قطرانيميز قد هاجروا في وقت لاحق جنوبا حينما أصبحت الأجواء أكثر برودة في شمالي قارة أفريقيا، ثم بعد ذلك انتقلوا إلى قارة أميركا الجنوبية، حيث تصاعدت أحجامها وصولا إلى وزن طن كامل للفأر الواحد.

وإلى الآن من غير المعروف بدقة كيف عبرت هذه الفئران المحيط الأطلنطي، لكن تقترح الأبحاث في هذا النطاق أن أجزاء من الغابات التي كانت موجودة على سواحل المحيط كان من الممكن أن تنفصل عن قارة أفريقيا وتطفوا في المحيط، بما حملته من حيوانات، ذاهبة إلى أميركا الجنوبية.

"يمكن للتيارات المحيطية القديمة، أو بعض حالات التسونامي، أن تنقل هذه الغابات من قارة أفريقيا إلى أميركا الجنوبية في حوالي 7 أيام"، كما تصرح الأشقر.

وبشكل عام، فإن فهم بيئة القوارض يعطينا فرصة أفضل لفهم عائلات أخرى مثل الرئيسيات، لأنهما عادة ما يعيشان معا، وبالتالي فإن تتبع هجرات القوارض من آسيا إلى أفريقيا ثم لأميركا الجنوبية يساعد العلماء على فهم هجرات الرئيسيات كذلك.

وبحسب الأشقر، فإن إضافة نوع وجنس جديدين للقوارض يساعد على تنظيم هذا النطاق بشكل أفضل من ناحية شجرة الأنساب، الأمر الذي يسهم بدوره في تحقيق فهم أفضل لعلم البيئة القديم ككل.

المصدر : الجزيرة