يوم احترقت الأرض.. قبل 13 ألف عام

Said سعيد - وجد الباحثون دليلًا على التأثير الكوني في موقع حفر بيلاكو في إحدى ضواحي مقاطعة أوسورنو في تشيلي - يوم احترقت الأرض .. قبل 13 ألف سنة
تعرضت الأرض لضربة قوية من مذنب انقسم إلى أجزاء عدة توزعت بأرجاء الكوكب (جامعة يو سي سانتا باربارا)

شادي عبد الحافظ

قبل حوالي 13 ألف سنة من الآن، تعرض كوكب الأرض إلى موجة مناخية واسعة البرودة لم يمكن للعلماء ضمها لأي من العصور الجليدية المعهودة، ولتفسير وجود تلك الفترة قام بعض العلماء بافتراض أن ما حدث لم يكن ذا علاقة بحدث نشأ على الأرض، بل حدث جاء من السماء.

في دراسة جديدة نشرت في دورية "ساينتفك ريبورتس" التابعة لمؤسسة نيتشر، أعلن فريق بحثي دولي أن الأرض تعرضت لضربة قوية للغاية قبل 13 ألف سنة من أحد المذنبات، الذي انقسم إلى أجزاء عدة توزعت في مناطق متفرقة من الكوكب.

حدث عظيم
وكان الفريق البحثي، بقيادة عالم الحفريات التشيلي ماريو بينو، قد عكف لسنوات عدة على دراسة مجموعة من طبقات الصخور التي تكونت في منطقة "بيلاكو باجو" بجنوبي شيلي، وتحتوي على كريات صخرية غنية بالكروم لا يمكن أن تتكون بهذا الشكل إلا في وجود حرارة شديدة جدا، مما دعاهم لتصور أن ذلك حدث فقط في حالة اصطدام مهول بجرم سماوي.

وبحسب الدراسة الجديدة، فإن هذا الاصطدام كان قد تسبب في موجة انفجار أولية واسعة أبادت الحياة في محيطها، وأشعلت حرائق الغابات التي استمرت لسنوات، كما قللت بشكل واضح من وجود البشر في هذه المناطق لسنوات طويلة، وغيرت من طبيعة الحيوانات التي كانت موجودة بعد الحدث العظيم.

وللوصول إلى تلك النتائج، استخدم الباحثون مخططات حبوب اللقاح والفحم، التي تفحص مكونات طبقات التربة العميقة إلى جوار الأنهار والبحيرات، وبالتالي تعطي انطباعا عن وضع الكائنات الحية التي عاشت في تلك المدة.

العملاق الذي ملأ الأرض
من جهة أخرى، فإن الورقة البحثية الجديدة تدعّم سابقة لها صدرت قبل أعوام عدة من جامعة "يو سي سانتا باربرا" كانت قد كشفت، بطريقة مشابهة، عن فوهة صدمية بقطر 31 كيلومترا أسفل ثلوج غرينلاند، والتي اعتقد الباحثون أنها أيضا كانت جزءا من المذنب نفسه الذي ضرب الأرض في تلك المدة.

ووفق الدراسة الجديدة، فإن هذا الاصطدام في مناطق متنوعة من كوكب الأرض (أقصى الشمال وأقصى الجنوب) تسبب في تغيرات بيئية ومناخية متتالية أدت في النهاية إلى انخفاض مفاجئ بدرجات الحرارة لتمر الأرض بما يسمى "العصر الدرياسي الصغير" قبل حوالي 13 ألف سنة.

ويأمل الباحثون أن تساعد الدراسة الجديدة في فهم تلك المدة الكارثية من تاريخ الأرض بصورة أفضل، والذي قد يساعد بدوره في فهم مستقبل الكوكب مع هذا نوع من الأخطار القادمة من السماء.

المصدر : الجزيرة