جدل في مصر بعد فرض ضرائب على صناع المحتوى

جدل في مصر بعد فرض ضرائب على صناع المحتوي من اليوتيوبرز والبلوغرز
مصلحة الضرائب المصرية طالبت صناع المحتوى بفتح ملفات ضريبية لديها (غيتي)

القاهرة- أثارت مطالبة مصلحة الضرائب المصرية صناع المحتوى من "البلوغرز واليوتيوبرز" بالتوجه إلى مأمورية الضرائب "لفتح ملف ضريبي للتسجيل بمأمورية الضريبة على الدخل" حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي.

واختلف رواد مواقع التواصل بشأن القرار؛ فمنهم من رأى أنه جاء في وقته في ظل الدخول الكبيرة التي يحصل عليها بعض المشاهير على يوتيوب وتيك توك وغيرهما من دون دفع أي ضرائب، في حين رأى آخرون أن السلطة تطالب بضرائب من المدونين ونجوم يوتيوب بشكل غير مستحق لأنها لا تقدم أي خدمات لهم.

وكانت مصلحة الضرائب المصرية نشرت بيانا اليوم السبت طالبت فيه الأفراد الذين يقومون بصناعة المحتوى (البلوغرز واليوتيوبرز) بالتوجه لأقرب مأمورية ضرائب لفتح ملف ضريبي للتسجيل بمأمورية الضريبة على الدخل المختصة، والتسجيل بمأمورية القيمة المضافة المختصة متى بلغت إيراداتهم 500 ألف جنيه خلال 12 شهرًا من تاريخ مزاولة النشاط (الدولار يساوي 15.65 جنيها مصريا).

وقال رئيس مصلحة الضرائب المصرية رضا عبد القادر -في بيان رسمي اليوم السبت- إن وزارة المالية تتابع عن كثب مصلحة الضرائب لبذل كل ما لديها من جهد لتحقيق العدالة الضريبية من خلال حصر المجتمع الضريبي بشكل أكثر دقة، خاصة التعاملات التي تتم عبر المنصات الإلكترونية، وتحديد من يقوم بها، لضم الاقتصاد غير الرسمي للمنظومة الرسمية، والحفاظ على حقوق الخزانة العامة للدولة".

 

الانضمام للاقتصاد الرسمي

مدير إدارة خدمة الممولين بمصلحة الضرائب المصرية محسن الجيار قال إنه تم إنشاء وحدة التجارة الإلكترونية لمخاطبة صناع المحتوى للتسجيل في منظومة الضرائب، موضحا أن الوحدة قامت بحصر عدد كبير من الذين يمارسون نشاط التجارة الإلكترونية أو "البلوغرز واليوتيوبرز"، ويتم إرسال رسائل إلى منصاتهم الخاصة من أجل دعوتهم للانضواء تحت مظلة الاقتصاد الرسمي، حسب وصفه.

وأوضح الجيار -خلال مداخلة هاتفية مع برنامج "صالة التحرير"، المذاع على قناة "صدى البلد"- أنه لن يتم احتساب الضريبة على الفترات السابقة، وسيبدأ الاحتساب بداية من الأول من يناير/كانون الثاني حتى 31 ديسمبر/كانون الأول 2021، مشيرا إلى أن قيمة الضريبة لن تتجاوز ألف جنيه لمن تبلغ إيراداته 250 ألف جنيه سنويا، ولن تزيد على 5 آلاف جنيه لمن يحقق مليون جنيه من الإيرادات، في حين تصل نسبة الضريبة المستحقة 0.5% لمن يحقق إيرادات بين مليون ومليوني جنيه.

وأكد مدير إدارة خدمة الممولين أنه سيتم التعامل مع الممولين من "البلوغرز واليوتيوبرز" بنفس رقم الأعمال الذي سيذكره في الإقرار الضريبي لمدة 5 سنوات متتالية من دون تغيير، على أن يتم بعدها مراجعته لبيان زيادة الدخل من عدمه.

 

رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر اختلفوا حول القرار، إذ رأى عدد منهم أن القرار صحيح تماما في ظل الأرباح الكبيرة التي يحققها بعض نجوم مواقع التواصل الاجتماعي من دون دفع أي ضرائب يستفيد منها الشعب المصري، صاحب الفضل في حصولهم على هذه الأرباح؛ كونه المشاهد الرئيسي لهم، حسب قول هؤلاء.

وتمنى عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن يتسبب القرار في تحسين المحتوى المقدم على يوتيوب، والتخلص مما أسموه "فوضى الفيديوهات" على مواقع التواصل.

وتوقع بعض المشاركين في حملة "إنترنت غير محدود في مصر" -التي تطالب بإلغاء "الباقات" (الكوتة الشهرية للإنترنت)- أن يكون هذا القرار بداية لتطبيق الإنترنت غير المحدود بعد الدخل المتوقع من الضرائب.

ضريبة من دون خدمات

في المقابل، تعجب عدد من رواد مواقع التواصل من رغبة السلطة في تحصيل ضريبة من صناع المحتوى في الوقت الذي لا تقدم أي خدمات لهم، بل تضع العقبات والعراقيل في طريقهم، وعلى رأسها منع التصوير في شوارع القاهرة وفرض رسوم عليه.

أما صناع المحتوى فلم يعلق أغلبهم على القرار بشكل فوري، وبدا أنهم ينتظرون وضوح المزيد من التفاصيل لهذا القرار المفاجئ، حتى من قام منهم بالتعليق قام لاحقا بإلغاء ما كتبه حول هذا الأمر، واكتفى بعضهم بمنشورات مبهمة، أو بطرح تساؤلات عمن يجب أن يشملهم القرار.

 

 

 

جدير بالذكر أن الحكومة المصرية نجحت خلال السنوات الماضية في زيادة حصيلة الضرائب حتى أصبحت تمثل أكثر من ثلاثة أرباع الموازنة المصرية وفقا لما صرح به مسؤولون في وزارة المالية المصرية العام الماضي.

وشهدت مواقع التواصل حالة من الجدل خلال الفترة الماضية حول رسوم جديدة فرضتها السلطات سواء على "ركن" المواطنين لسياراتهم في الشارع أمام منازلهم أو حتى لدخول محطات القطار رفقة المسافرين.

 

 

المصدر : الإعلام المصري + الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي