جدل المكاسب والخسائر الوطنية بمصر يتجدد بذكرى "ثورة يوليو"
القاهرةـ لم يكف الجدل يوما من الأيام بمصر حول حركة ضباط الجيش في يوليو/تموز 1952، لكنه تميز خلال السنوات القليلة الفائتة بأنه يكتسب زادا جديدا وقوده الأحداث المتوالية على الساحة السياسية المصرية.
وللمفارقة، فإن هذا الزاد يوظفه كلا الفريقين، سواء مناصرو حركة الضباط أو خصومها، بينما بلغ الجدل ذروته هذا العام (2021) مع تهديدات وجودية لمصر متمثلة في سد النهضة الإثيوبي، وسط مطالبات من قطاعات كبيرة من المصريين بضرورة توجيه ضربة عسكرية، خاصة أن السلطة باتت للعسكريين منذ تدخل الجيش لعزل الرئيس المنتخب محمد مرسي في الثالث من يوليو/تموز 2013.
وأصبح من المعتاد سنويا أن تلمح على مواقع التواصل الاجتماعي نغمة تزايد الحسرة والحنين لمكتسبات "ثورة يوليو"، مع وقوع خسائر اجتماعية طالت العمال والفلاحين والموظفين، وهي الفئات الأكثر استفادة من القرارات التي صدرت في ظل حكم الرئيس جمال عبد الناصر الذي تولى السلطة بعد إزاحة محمد نجيب الذي قاد حركة الجيش في 23 يوليو/تموز 1952 وأصبحت تعرف لاحقا باسم "ثورة يوليو".
واختار بعض النشطاء التركيز على انتقاد قرارات صدرت في عهد الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، واعتبروها شديدة القسوة تجاه المصريين، خصوصا ما يتعلق بخفض الدعم عن سلع رئيسية بينها الطاقة، وما صاحب ذلك من ارتفاع كبير في الأسعار.
وكان لافتا في خطاب السيسي بمناسبة ذكرى "ثورة يوليو" أنه مدح اللواء محمد نجيب، أول رئيس لمصر والذي جرى عزله لاحقا وتحديد إقامته على يد رفاقه، رغم أن اللواء نجيب نفسه أعلن في مذكرات وتصريحات له بعد رحيل عبد الناصر أنه نادم على مشاركة الضباط الأحرار في تلك الحركة، مؤكدا خطأ تسميته لهم بالضباط الأحرار.
وفي تدوينتين متتاليتين عن ذكرى "ثورة يوليو"؛ قال السيسي إنها أكدت العلاقة الراسخة والأبدية بين الشعب وقواته المسلحة التي حملت لواء الثورة لتحقيق الاستقلال في أعظم صور التحدي والإرادة لإعلاء قيم العدالة والعزة والكرامة.
وكان من اللافت دخول الأزهر على خط تمجيد "ثورة يوليو" باعتبارها انحيازا للفقراء والمهمشين، فيما يرى معنيون بشؤون المؤسسات الدينية أن حركة الضباط قلصت وضع الأزهر لصالح سيطرة السلطة عليه، عبر قرارات تعيين شيخ الأزهر بدلا من انتخابه، كما كان يحدث أيام الملكية.
وأكدت العلاقة الراسخة والأبدية بين الشعب.. وقواته المسلحة التي حملت لواء الثورة لتحقيق الاستقلال في أعظم صور التحدي والإرادة لإعلاء قيم العدالة والعزة والكرامة.
تحيا مصر، حرة، أبية، واحة للخير والنماء والسلام، دائمًا وأبدًا.٢/٢
— Abdelfattah Elsisi (@AlsisiOfficial) July 23, 2021
ثورة 23 يوليو 1952، تلك الثورة التى غيرت كثيرا من تاريخ مصر 🇪🇬
مكانك في القلوب ياجمال💖 pic.twitter.com/JqbzZlAQSB— 🇪🇬 Islam (@Islam53158167) July 24, 2021
مقارنات
واستدعى الجدل الحالي المقارنة بين حركتي الضباط في يوليو/تموز 1952 -التي اعتبرها مراقبون انقلابا على الحكم الملكي وتلبس لباس ثورة شعبية- وبين حركة الضباط في يوليو/تموز 2013 التي عدّها مراقبون انقلابا على أول رئيس مدني منتخب في تاريخ البلاد هو الرئيس الراحل محمد مرسي.
وأكد الكاتب سليم عزوز أنه في حركة يوليو/تموز 1952 كان هناك ضباط منحازون للديمقراطية وعودة الجيش لثكناته، فيما تساءل قطبٌ ناصري معروف -وهو السفير السابق معصوم مرزوق- عن الذي تبقى من مكتسبات "ثورة يوليو".
وفي سياق المقارنات أيضا، ذهب مدونون لمدى تاريخي أبعد، مقارنين بين حفاظ الملك فاروق المعزول على يد الجيش -وهو من أصول غير مصريةـ على حدود مساحة مصر الممتدة حتى قرب منابع النيل، وبين تقلص مساحة مصر تباعا تحت "حكم وطني".
بعد كل هذه السنين .. ماذا تبقي من ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢ ؟
— Masom Marzok (@marazka) July 23, 2021
وفي ذكرى ثورة يوليو نتذكر ضباطاً في الجيش المصري كانوا مع عودة الحياة النيابية، وعودة الأحزاب، وعودة الجيش إلى ثكناته!
في وقت انحازت فيه النخبة المدنية، ومن طه حسين إلى السنهوري، ومن الاخوان الى اليسار لبقاء الجيش في الحكم. نكاية في الوفد!
وفد النحاس باشا.. فلا وفد الآن!— سليم عزوز (@selimazouz1) July 22, 2021
حتي ان كان فاسدآ فلم يكن قاتلآ أو سارقآ لثروات البلد أو بائعآ لأرضه أو مجوعآ لشعبه .. بل كان أمينآ علي الأرض والعرض أيها الفاشلون.#ثوره_23_يوليو pic.twitter.com/g9EyaKoFZz
— Tito 😎👌 (@Tito14554698) July 24, 2021
فى ذكرى انقلاب #الجيش_المصرى عام 1952 منذ هذا التاريخ بدأ الانهيار الاقتصادي وانفصلت #السودان وضاعت #فلسطين واحتلت #سيناء # وبيع #تيران_وصنافير ومايه النيل وابتلينا بالنهابين والمتعطشين لكرسي الحكم وابتلينا بأقذر الوان الظلم وحكم الفرد و ضياع الديمقراطية. #مصر #ثوره_23_يوليو pic.twitter.com/M93TwXf8L5
— KhâLęD (@khaledialmasry) July 24, 2021
23 يوليو 1952 – لم تكن ثورة ولم يكونوا أحرار – وفاروق لم يكن لصاً او فاسداً ولم يكن عميلاً ولم يفرط يوماً فى ارض مصر وكان الملك الوحدوي الذي يحكم مصر والسودان – وفى كل عام فى تلك ألايام سنترحم على جلالة الملك فاروق
— Sameh Ismail (@sameh_14) July 24, 2021
٢٣ يوليو انقلاب عسكري
٣٠ يونيو ثوره بإراده شعب— dalia gamil (@daliagamil2009) July 24, 2021
وسخر مدونون مما يجري تداوله باعتباره إنجازات لـ"ثورة يوليو"، ومما يقال عبر وسائل إعلام موالية للسلطة الحالية بأن ما يجري اليوم من إنجازات امتداد لإنجازات الأمس.
بينما استدعى مغردون اسم كتاب "ثورة يوليو الأميركية" لمحاولة إضافة مزيد من الأدلة على وقوف الولايات المتحدة وراءها، باعتبارها مؤامرة أميركية في الأساس، رغم أن نظام عبد الناصر اتجه لاحقا إلى مناصبة الولايات المتحدة والغرب عموما العداء، وشارك في تأسيس حركة عدم الانحياز، فيما كان الاتحاد السوفياتي -خصم الولايات المتحدة- أكبر الداعمين لنظام عبد الناصر.
بداية تأسيس صندوق تحيا ماااااسر #ثوره_23_يوليو
ثورة الخيبة والندامة pic.twitter.com/mqQzibI6Vh— Goomaa (@Goomaa1978) July 24, 2021
بمناسبة ثورة يوليو المضحكه.. حب يحول مصر من دولة زراعية لدولة صناعية والحمد لله ربنا وفقه ولا هي بقت صناعية ولا رجعت زراعية <3 pic.twitter.com/0kpJAEQIRQ
— Tarek Genidy (@TarekGenidy5) July 24, 2021
#ثوره_23_يوليو pic.twitter.com/xINpp5Cvah
— عالية (@alia_abdou5) July 24, 2021
ذهب الزعيم عبد الحكيم عبدالناصر لقبر أبيه
يشكو من أنهم استردوا منه شاليه المنتزة
ثم استردوا قيادة ٢٣ يوليو للواء محمد نجيب
فقال له أبوه : عندكم من المليارات ما يكفيكم
المهم خللي بالك من عدة التليفون … دي أهم حاجة
صلوا على النبي #أبوالتاريخ— د . محمد الجوادي (@GwadyM) July 24, 2021
سيد أمين يكتب: ثورة يوليو الأمريكيةhttps://t.co/qfQr7Zhobf
— سيد أمين Sayed Amin (@Sayedameens) July 24, 2021
دفاع عن الضباط وهجوم على الإخوان
بالمقابل جاء دفاع مؤيدي "ثورة يوليو" للتأكيد على أنها حققت الكرامة للناس بعد عبودية وفقر واستغلال، وعدّ مدونون ما يقال طعنا فيها من قبيل "مهاترات لم ولن تنتهي"، معربين عن دهشتهم من هجوم المستفيدين منها عليها.
وكالعادة التي جرت مؤخرا بتعليق الاتهامات في رقبة جماعة الإخوان المسلمون، أكد مغردون أن "الإخوان هم من يقفون وراء الهجوم على ثورة يوليو".
المهاترات لم ولن تنتهى بخصوص ثورة يوليو 1952 وطبيعى ان يكون هناك من يكرهها ويلعنها لانهم اضيروا منها ومن قراراتها لكن ان يكون هناك من استفادوا ولولاها ما كانوا هم واهاليهم على قيد الحياة حتى من حصلوا على 5 افدنه تسد رمق جوعهم تحولوا الى ناكرى جميل وساروا مع القطيع !
— SALAH FODA (@safoda) July 24, 2021
العبودية التي ينعيها عشاق الجلد في الوسية. #ثوره_23_يوليو ثورة العزة و الكرامة https://t.co/gZU1A1MSYU
— Huda (@Huda81456571) July 24, 2021
منة لله #جمال_عبد_الناصر
لو ماكانش صادر عزبة المكرونة بتاعة جدو الباشا كان زماني في مكان ثاني
غرد عن #ثوره_٢٣_يوليو كأنك ضحية من ضحايا #ثورة_23يوليو مش مستفيد منها
ربنا يرحم جمال ويغفر له— AboSalma (@anEgyptian02) July 24, 2021
ده كان آخر يوم المصريين يلبسوافيه من كوكو شانيل وكريستيان ديور ويشترواساعات الرولكس والموضة اللي كانت بتنزل القاهرة قبل باريس ومن يومها ودعوا البواب الدنماركي والحلاق التركي والبقال اليوناني والخباز الإيطالي والخواجة يني وعيني على يني وخمرة يني..المشككين فين😂😂😂#ثوره_23_يوليو pic.twitter.com/x0c7pcDfYM
— 🇪🇬Khaled megahed♏🇪🇬 (@khaled__ahmed2) July 24, 2021
الإخوان ..
كجماعة إرهابية ..
يعادون ثورة يوليو 1952 ولم يتعايشوا مع :
تطلعاتها + أحلامها + إنجازاتها + قيمها ..— يحيى السيد النجار (@yahya_elnaggar) July 24, 2021