بعد أيام من إعلان التعبئة الثانية.. ارتفاع غير مسبوق في مناسيب النيل الأزرق بالسودان وإثيوبيا جاهزة لحماية سد النهضة

منسوب المياه في مجرى نهر النيل بالخرطوم
السلطات السودانية أفادت بزيادة في مياه نهر النيل الأزرق نتيجة الأمطار الغزيرة على الهضبة الإثيوبية (الجزيرة)

ارتفعت مناسيب النيل الأزرق في السودان بشكل غير مسبوق، وذلك بعد أيام من إعلان إثيوبيا إتمام التعبئة الثانية لسد النهضة، وقال قائد سلاح الجو الإثيوبي اللواء يلما مرداسا إن القوات الجوية لم ترفع عيونها عن السد ولو للحظة.

وأفاد مراسل الجزيرة في السودان بحدوث ارتفاع غير مسبوق في مناسيب النيل الأزرق في البلاد، وفتحِ بوابات سد مروي اضطراريا تجنبا للفيضانات.

وأعلنت إدارة سد مروي فتح بوابتين لتصريف نحو 150 مليون متر مكعب من المياه بعد وصول كميات غير متوقعة من مياه النيل إلى بحيرة السد.

يأتي ذلك بعد أن توقعت وزارة الري والموارد المائية السودانية زيادة في وارد مياه نهر النيل الأزرق نتيجة الأمطار الغزيرة على الهضبة الإثيوبية.

وأشارت الوزارة إلى أنه ستكون هناك زيادة تدريجية في مناسيب النهر جنوب خزان الروصيرص وشمالَه حتى الخرطوم.

وناشدت غرفة طوارئ الخريف والفيضانات في محافظة مروي شمالي السودان المواطنين الحذر واتخاذ الإجراءات اللازمة لدرء خطر الفيضانات وحماية الجسور الواقية.

وتشير تقارير إلى حدوث زيادة يومية في معدلات الأمطار في أجزاء واسعة من السودان.

من جانبه، قال قائد سلاح الجو الإثيوبي اللواء يلما مرداسا إن "القوات الجوية وقوات الدفاع، على مدار 24 ساعة عيونها على السماء ولم ترفعها ولو للحظة عن سد النهضة، وهي مستعدة لردع أي هجوم يسعى لتدمير البلاد، وفقا للأوامر الصادرة عن القيادة العليا.

وأكد أن نجاح المرحلة الثانية من التعبئة الأولية لسد النهضة، يمثل أهمية كبيرة للإثيوبيين.

تشكيك سوداني

وفي ذات السياق، قال مصدر مسؤول بالحكومة السودانية للجزيرة إن إعلان إثيوبيا اكتمال المرحلة الثانية من تعبئة سد النهضة وفق ما هو مخطط له مجرد إعلان سياسي موجه للداخل الإثيوبي.

وأوضح أن التقديرات السودانية تشير إلى أن ما تم حجزه من مياه خلال هذه العملية يتراوح بين 3 و4 مليارات متر مكعب، وليس 13.5 مليار متر مكعب كما كانت تنوي إثيوبيا.

وأضاف أن السودان تكبد كلفة اقتصادية عالية، بسبب الإجراءات الاحتياطية والتخفيفية التي اتخذها لمجابهة أي تداعيات لعملية التعبئة الثانية، وليس لديه الاستعداد لتحمل تلك التكلفة في المستقبل.

العودة للحاضنة الأفريقية

وكشف المصدر المسؤول بالحكومة السودانية عدم ممانعة بلاده في العودة إلى مفاوضات سد النهضة تحت قيادة الاتحاد الأفريقي؛ لكنه أضاف أنها تشترط أن تكون المفاوضات بمنهجية جديدة، وفي إطار زمني محدد، مع ضرورة توسيع دائرة الوساطة لتشمل الأطراف الدولية.

وأشار إلى أنه إذا توفرت الإرادة السياسية الكافية، فإن 6 أشهر فقط كافية للتوصل لاتفاق، مؤكدا أن السودان لن يدخر جهدا في التوصل إلى اتفاق قانوني شامل وملزم، يضمن تدفقا سلسا وآنيا لمعلومات تعبئة وتشغيل السد، ويراعي مصالح الجميع، ويحقق لإثيوبيا الاستفادة من مشروع السد.

لا توقيع على اتفاق نهائي

من جانبه، أكد المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية دينا مفتي أنه من غير الممكن التوقيع على اتفاق نهائي، لأنه لا يوجد اتفاق قانوني شامل ونهائي في العالم، على حد تعبيره.

وتابع مفتي أنه بالنسبة للاتفاق الملزم، فإن إثيوبيا لا تمانع في إبرام اتفاق مربح للجميع بشأن ملء وتشغيل سد النهضة، و"لكن لا يمكننا توقيع اتفاق نهائي في ظل غياب اتفاق قانوني شامل".

وقال إن "ما يريدونه في هذا الاتفاق منعنا من إنجاز أي مشاريع، وموقف إثيوبيا واضح في هذا الشأن منذ البداية، لكن يمكننا الاتفاق حول التعبئة".

الموقف الروسي

من جهة أخرى، أكدت الخارجية الروسية وقوف موسكو على مسافة واحدة من جميع أطراف الخلاف حول سد النهضة.

وشددت الناطقة باسم موسكو، ماريا زاخاروفا، في مؤتمر صحفي على ضرورة إيجاد حل لهذه المشكلة على أساس مفاوضات ثلاثية تجري برعاية الاتحاد الأفريقي.

وقالت إن بلادها ترى "ضرورة ملحة في مواصلة المشاورات بين الأطراف بعد المرحلة الثانية لملء السد، انطلاقا من تصريحات الجانب الإثيوبي حول استعداده للتشاور".

المصدر : الجزيرة + وكالات