فورين بوليسي: لكسب الأصدقاء والتأثير على الناس يجب أن تتعلم أميركا من الصين

A boy holds Djiboutian national flag in front of Chinese national flag as he waits for Djibouti's President Ismail Omar Guellehas before the launching ceremony of new 1000-unit housing contruction project in Djibouti, on July 4, 2018. The new 1000-unit construction project by the Ismail Omar Guelleh Foundation for Housing is financially supported by China Merchant, the operation parther of newly inaugurated Djibouti International Free Trade Zone (DITTZ) with Djibouti Ports and Free Zones
صبي جيبوتي يحمل العلم الوطني لبلاده أمام العلم الوطني الصيني قبل حفل إطلاق مشروع بناء سكني جديد مكون من ألف وحدة في جيبوتي في الرابع من يوليو/تموز 2018 (الفرنسية)

يقول جيم ريتشاردسون -المدير السابق لمكتب المساعدة الخارجية في وزارة الخارجية الأميركية- يجب على أميركا، من أجل كسب الأصدقاء والتأثير في الناس، أن تتعلم من الصين.

وأوضح في مقال له بموقع "فورين بوليسي" (Foreign Policy) الأميركي أن الصين تفوز في سباق النفوذ العالمي رغم أن للولايات المتحدة دبلوماسيين متمركزين في جميع أنحاء العالم يناهز عددهم ضعف الدبلوماسيين الصينيين، وتنفق 10 أضعاف ما تنفقه الصين على المساعدات الخارجية، ومساهماتها في المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة أكبر من الصين بنحو 20 مرة.

وأضاف أن بكين تكتسب حلفاء اقتصاديين وأمنيين جددا خاصة في العالم النامي، وتزيد من نفوذها في النظام الدولي، وتعزز الأولويات الرئيسية لأمنها القومي، واقتصادها ينمو بمعدلات أعلى.

انتشار صيني

وضرب مثالا على ذلك بأن ما يقرب من 140 دولة في العالم وقعت على مبادرة الحزام والطريق الصينية، وهي إستراتيجية عالمية لتطوير البنية التحتية لربط العالم بالصين والسيطرة على التدفقات العالمية للبيانات، وبأن المواطنين الصينيين يحتلون في الأمم المتحدة الآن المرتبة الأولى في 4 من وكالات المنظمة الـ15 الرئيسية.

وتساءل ريتشاردسون عما يمكن لأميركا أن تتعلمه من الصين للتفوق عليها في لعبتها الخاصة.

وقال إن جهود الصين العالمية سريعة ومناسبة وترافقها بهرجة إعلامية ودعائية وتعود عليها بزيادة النفوذ والتقبل.

وسرد الكاتب أمثلة عديدة من ملاوي وجيبوتي وسريلانكا وإثيوبيا، على سرعة تنفيذ الصين للمشاريع في الخارج مقارنة ببطء أميركا، خاصة خارج عمليات الإغاثة الإنسانية الطارئة، وأرجع ذلك إلى العمليات المعقدة في التعاقد مع الوكلاء المنفذين، والتخطيط الإستراتيجي، والإعادة المعقدة للميزانية المطلوبة للبرامج الجديدة، بالإضافة إلى فرض قيود وتوجيهات من الكونغرس على ميزانية الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) والمساعدات الخارجية لوزارة الخارجية الأميركية.

المرونة والشفافية

ودعا إلى زيادة المرونة التي تجعل الحافظة الواسعة النطاق لبرامج الولايات المتحدة أكثر فائدة وتأثيرا في جميع أنحاء العالم، وأن يعمل الكونغرس والبيت الأبيض معا لجعل أموال المساعدات الخارجية للولايات المتحدة أكثر مرونة مع الحفاظ على المساءلة والشفافية.

وعن موضوع أن الصينيين ترافقهم بهرجة، يقول ريتشاردسون إن الصينيين عندما ينخرطون في بلد ما، يصبحون حديث المدينة: عناوين كبيرة، ونهج شامل، وإنجازات مهمة. إنهم يتبنون، عن قصد، مشاريع كبيرة ذات رؤية وتأثير على مستوى البلاد، ويطالبون بعلامة تجارية صينية واضحة وبارزة، كل ذلك مصحوب بصحافة محكمة كاملة من فريقهم الدبلوماسي وآلة الدعاية. ودعا أميركا إلى فعل الشيء نفسه.

إبراز العلامة التجارية

ودعا واشنطن للاستعداد لتبني مشاريع البنية التحتية الكبيرة باهظة الثمن، التي تحمل علامة تجارية أميركية بوضوح أو تحمل علامة تجارية مشتركة، وعبّر عن استغرابه مما أسماه "المقاومة الثقافية" الكبيرة في وزارة الخارجية والوكالة الأميركية للتنمية الدولية لتمويل المشاريع التي تحمل علامة تجارية أميركية صريحة.

وأوضح أن أميركا بحاجة للترويج لعلامتها التجارية من "دون اعتذار" وفي كل مكان، قائلا إن واشنطن هي أكبر مانح للمساعدات الخارجية على مستوى العالم وتموّل مشاريع في كل دولة نامية تقريبا، لكنها لا تروّج لنفسها جيدا عندما تموّل هذه المشاريع.

وقال أيضا: بالطبع، لا ينبغي لواشنطن أن تتبع نهج بكين بأكمله، زاعما أن الحكومة الصينية تشتهر بتقديم قروض غير مستدامة بشروط غامضة، وإهانة سيادة القانون، ومساعدة الطغاة على إنشاء دول بوليسية مبنية على المراقبة الإلكترونية المنتشرة في كل مكان، والإصرار على أن تعطي الحكومات معاملة خاصة للشركات الصينية.

المصدر : فورين بوليسي