لم نشهد مثلها منذ 700 عام.. ميركل تزور منطقة الفيضانات للمرة الثانية وتدافع عن نظام الإنذار

وصل عدد المتضررين من تداعيات الفيضانات المدمرة في دائرة ارفايلر غربي ألمانيا إلى ما يقرب من 40 ألف شخص

Germany's Merkel and Laschet visit flood-stricken Bad Muenstereifel
ميركل تتحدث مع أحد ضحايا الفيضانات التي وصفتها بالمروعة (رويترز)

زارت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، اليوم الثلاثاء، للمرة الثانية، المنطقة التي شهدت كارثة الفيضانات في البلاد، في الوقت الذي تحاصر فيه التساؤلات حكومتها حول كيفية تأثر أكبر اقتصاد في أوروبا بالفيضانات التي جرى التنبؤ بها قبل أيام من وقوعها.

وزارت ميركل مدينة باد مونستريفيل الصغيرة التي تعود إلى القرون الوسطى، في شمال الراين وستفاليا، وقالت "هذه فيضانات لا يمكن تصورها، عندما نرى آثارها على الأرض".

وشهدت ولايتا راينلاند بالاتينات وشمال الراين وستفاليا، غربي ألمانيا، الأسبوع الماضي، فيضانات عارمة جراء هطول أمطار غزيرة، تدمرت على إثرها قرى ومنازل وطرق وجسور، كما راح ضحيتها ما يزيد على 169 شخصا في ألمانيا، مما سلط الضوء على أوجه القصور فيما يتعلق بكيفية إرسال التحذيرات من سوء الأحوال الجوية إلى السكان.

وفي بلجيكا قضى 31 شخصا بسبب الفيضانات وأعلن اليوم الثلاثاء حدادا وطنيا.

وأكدت ميركل أنه "كانت هناك إنذارات"، في حين طالت حكومتها انتقادات بسبب فشل النظام الوطني للإنذار في تحذير السكان المعنيين في الوقت المناسب من خطورة الفيضانات غربي البلاد.

ودعت ميركل إلى استخدام صفارات الإنذار كأداة تنبيه إضافية، وقالت "صفارات الإنذار وهي أداة قديمة قد تكون أكثر فائدة مما كنا نظن".

وأضافت أن المناطق "تفعل لاحقا ما في وسعها، لكن بالطبع ليس من السهل تكوين فكرة عندما يقول رئيس بلدية باد مونستريفيل إننا لم نشهد مثل هذه الفيضانات منذ 700 عام".

وأظهر اختبار على الصعيد الوطني لهذا النظام الموروث من الحرب الباردة فشلا ذريعا العام الماضي، لأن بعض الصفارات لم تطلق لأسباب فنية. كما قامت بلديات بإزالتها بكل بساطة معتبرة أنها غير ضرورية.

وتسببت الفيضانات في انقطاع كبير في التيار الكهربائي وفي تعطل هوائيات الاتصالات، ما منع السكان من تلقي الإنذارات في الوقت المناسب.

وقبل نحو 10 أسابيع من انتخابات عامة في البلاد، وضعت الفيضانات مهارات قادة ألمانيا في إدارة الأزمات في دائرة الضوء، ورأى ساسة معارضون أن عدد القتلى كشف عن إخفاقات جدية في استعداد ألمانيا للفيضانات.

ورفض مسؤولون حكوميون، أمس الاثنين، التلميحات بعدم فعلهم ما يكفي للاستعداد للفيضانات وقالوا إن أنظمة الإنذار نجحت.

وفي أول زيارة لها إلى بلدة اجتاحتها الفيضانات الأحد الماضي، وصفت ميركل الفيضانات بأنها "مروعة" ووعدت بمساعدات مالية سريعة.

40 ألف متضرر

ووصل عدد المتضررين من تداعيات الفيضانات المدمرة في دائرة ارفايلر غربي ألمانيا إلى ما يقرب من 40 ألف شخص.

وقال توماس لينرتس رئيس لجنة إدارة الأزمة في ولاية راينلاند بفالتس ورئيس إدارة الإشراف والخدمات، اليوم الثلاثاء، "هذا عدد كبير جدا في مساحة هائلة، ونحن لم نشهد شيئا كهذا قط، وهذا تحد جسيم".

وأضاف لينرتس أن الوضع ما يزال متوترا للغاية، مشيرا إلى أن السبب في ذلك هو دمار جزء كبير من البنية التحتية للمرافق، ومنها أشياء أساسية كالكهرباء والمياه والصرف.

من جهة ثانية، وزع الاتحاد الإسلامي التركي للشؤون الدينية "ديتيب" (DITIB) بألمانيا، مساعدات غذائية للمتضررين من كارثة الفيضانات التي شهدتها المناطق المتضررة.

وذكر الاتحاد في بيان، الثلاثاء، أن فرقه وزعت مساعدات على المتضررين من السيول والفيضانات في مدن زينتسيغ وآرفايلر (في راينلاند- بالاتينات) وستولبرغ وإرفتشتات (في شمال الراين-وستفاليا).

وشملت المساعدات الخبز والماء ومواد غذائية ومستلزمات التنظيف، وذكر البيان أن متطوعي ديتيب ساعدوا أيضا السكان في تنظيف منازلهم المتضررة من الفيضانات.

المصدر : وكالات