الاتفاق النووي.. الصين تؤكد أن مفاوضات فيينا بمراحلها الأخيرة وواشنطن ترفع عقوبات عن مسؤولين إيرانيين سابقين

كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي وممثل الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا يغادران إحدى جلسات التفاوض بفيينا (وكالة الأناضول)

أكدت الصين قبيل انطلاق الجولة السادسة من مفاوضات فيينا الرامية لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، أن المحادثات دخلت مراحلها الأخيرة. وفي حين اتهمت طهران الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالتحيز ضدها وتجاهل التهديد الإسرائيلي، رفعت واشنطن عقوبات عن مسؤولين إيرانيين سابقين.

فقد قال وزير الخارجية الصيني "وانغ يي"، في كلمة ألقاها اليوم الجمعة في جنيف خلال مؤتمر الحد من التسلح، إن مفاوضات فيينا في مراحلها النهائية، وإن الأطراف بحاجة لمضاعفة الجهود للعودة إلى الاتفاق النووي.

وأضاف وانغ أن ما وصفها بأفعال التنمر الأحادية من جانب الولايات المتحدة هي السبب الجذري لأزمة الملف النووي الإيراني.

الجولة السادسة

من جهته، قال المندوب الروسي لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف إن أطراف الاتفاق النووي ستعقد اجتماعا نهاية هذا الأسبوع لتبدأ بذلك الجولة السادسة من مفاوضات أطراف الاتفاق النووي المستمرة منذ مطلع أبريل/نيسان الماضي.

وأضاف أوليانوف -في تغريدة على تويتر- أنه لا أحد يعرف إذا ما كانت هذه الجولة هي الأخيرة لكن كل المفاوضين يأملون في ذلك، حسب تعبيره.

وكان كبير المفاوضين الإيرانيين، عباس عراقجي، قال أمس الخميس إن من المبكر التكهن بما إذا كانت هذه هي الجولة النهائية.

وأكد عراقجي أن نقاط الخلاف المتبقية تتعلق بكيفية عودة جميع الأطراف إلى الاتفاق.

وفي تصريحات متزامنة، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن مفاوضات فيينا تشهد وضع اللمسات النهائية.

ويتواتر الحديث في فيينا عن البدء في صياغة مسودات اتفاق قد تمهد لتسوية تفضي إلى إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 الذي انسحبت منه الولايات المتحدة عام 2018 بقرار من الرئيس السابق دونالد ترامب، في حين قلّصت إيران التزاماتها، خاصة من خلال رفع مستوى تخصيب اليورانيوم، ردا على عدم رفع العقوبات عنها.

المندوب الإيراني، كاظم غريب آبادي، قال إن من شأن التقرير الأخير للوكالة الذرية أن يعرقل التعاون الثنائي (رويترز)

اتهامات إيرانية للوكالة الذرية

في موضوع متصل، وجه مندوب إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كاظم غريب آبادي، انتقادات حادة للوكالة ووصفها بالمسيسة.

ففي بيان نشره في ختام اجتماعات مجلس محافظي الوكالة الذرية أمس الخميس في فيينا، انتقد آبادي بشدة عدم اهتمام الوكالة بما وصفه بالتهديد النووي الإسرائيلي، وصمتها المطبق على اغتيال العلماء النوويين، وما سماها الأعمال الإرهابية ضد المنشآت النووية لبلاده.

وقال المندوب الإيراني إن تقرير الوكالة الدولية الأخير هو تكرار لتقريرها السابق دون أن يتطرق إلى آخر التطورات والإنجازات المحققة بين الجانبين، محذرا من أن ذلك قد يعرقل استمرار التعاون الثنائي القائم على حسن النوايا بين الجانبين.

كما قال الدبلوماسي الإيراني إن هذا التقرير -الذي تحدث عن وجود آثار لمواد نووية غير مصرح بها في بعض المواقع- يتعارض وسجل التعاون الإيراني مع الوكالة، مشيرا إلى أن التقرير ليس له أي مصداقية.

وطالبت البعثة الأميركية في فيينا، أمس الخميس، إيران بتفسير لما ورد في تقرير الوكالة الذرية، كما دعت بعض دول الاتحاد الأوروبي طهران إلى التعاون الكامل في هذا المجال.

وفي حديث للجزيرة قبل يومين، قال المدير العام لوكالة الطاقة الذرية، رافائيل غروسي، إن الوكالة لم تحقق التقدم الذي كانت تطمح إليه مع إيران بشأن قضايا عدة، وكان قد قال في وقت سابق إن إيران اقتربت من إنتاج سلاح نووي.

رفع عقوبات أميركية

على صعيد آخر، رفعت واشنطن عقوبات كانت تفرضها على مسؤولين إيرانيين سابقين، بيد أنها أكدت أنه لا علاقة لهذه الخطوة بمفاوضات فيينا.

وأكد المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، أمس الخميس، قرار رفع العقوبات عن هؤلاء المسؤولين، ومن بينهم رئيس شركة النفط الوطنية الإيرانية السابق أحمد قاليباني.

ووصف برايس القرار بأنه "تقني"، وأوضح أنه جاء بعد تغيير في سلوك أو وضع الخاضعين لهذه العقوبات، قائلا إن واشنطن ستواصل استعمال كل الوسائل المتاحة لتقييد دعم إيران لمن وصفهم بالوكلاء والمجموعات الإرهابية.

من جانبها، قالت وزارة الخزانة الأميركية إن هذه الخطوة أظهرت التزام الحكومة الأميركية برفع العقوبات في حال حدوث تغيير.

المصدر : الجزيرة + وكالات