عام على اتفاق الدوحة.. 6 أسئلة تلخّص مسار السلام في أفغانستان

الاتفاق منح واشنطن وحلفاءها في الناتو فرصة الخروج من أفغانستان دون خسائر بشرية

وقعت طالبان وواشنطن اتفاق سلام تاريخي في الدوحة 2020
من توقيع اتفاق السلام التاريخي بين طالبان وواشنطن في الدوحة (الجزيرة)

لا تبدو فرادة اتفاق الدوحة بين طالبان والولايات المتحدة فقط لكونه وقّع في 29 فبراير/شباط، وهو تاريخ لن يتكرر سوى مرة كل 4 سنوات، وإنما تكمن الفرادة أيضاً في منحه واشنطن وحلفاءها في حلف شمال الأطلسي (الناتو) ما عجزوا عنه عسكريا، وهي فرصة الخروج من أفغانستان دون خسائر بشرية خلال عام كامل، وذلك للمرة الأولى منذ دخول القوات الأجنبية للبلاد عام 2001.

ما هو اتفاق الدوحة وما أهم بنوده؟

وفق النص الرسمي الذي نشر على موقع وزارة الخارجية الأميركية هو اتفاق ثنائي جمع بين طالبان والولايات المتحدة الأميركية وتم التوصل إليه بعد مسار مفاوضات استمر سنوات انتهت بالتوقيع عليه بتاريخ 29 فبراير/شباط 2020 في الدوحة برعاية قطرية وبحضور دولي ضخم.

الاتفاق بأهم بنوده ينص على أن تكف طالبان عن شن أي عمليات عسكرية ضد القوات الأميركية وحلفائها على الأراضي الأفغانية وقطع علاقتها بتنظيم القاعدة، إضافة لبدء مفاوضات سلام مع الحكومة الأفغانية، مقابل انسحاب هذه القوات خلال 14 شهراً بصورة تدريجية من تاريخ توقيع الاتفاق وشطب أسماء قادتها من القائمة السوداء، وبالتالي يعتبر موعد الأول من مايو/أيار 2021 الموعد النهائي لتنفيذ الانسحاب الكامل.

أين الحكومة الأفغانية من الاتفاق؟

لم تكن حكومة أشرف غني طرفاً في توقيع الاتفاق، وحينها اعتبرت أن إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب تجاهلت ملاحظاتها ومطالبها، إلا أن الاتفاق تضمن بندا لبدء مفاوضات بين حركة طالبان والحكومة الأفغانية مقابل إطلاق الأخيرة سراح آلاف من مقاتلي الحركة.

وبدأت أول جولة للمفاوضات فعلا في سبتمبر/أيلول 2020، لكن جولتها الثانية تعثرت في ظل خلافات حول أجندة المفاوضات بين الحكومة وطالبان.

blogs طالبان
الحكومة الأفغانية لم تكن طرفا في اتفاق الدوحة إلا أنها انخرطت بمفاوضات مع طالبان تعثرت لاحقا في ظل الخلافات (رويترز)

ما موقف طالبان من الاتفاق بعد عام على توقيعه؟

تضع حركة طالبان عدداً من الملاحظات على عدم التزام واشنطن باستمرار إطلاق سراح ما تبقى من معتقلين لدى حلفائها في الحكومة الأفغانية، إضافة لعدم شطب أسماء قادة الحركة من القائمة السوداء، لكنها تقول على لسان مدير مكتبها السياسي إنه فرصة تاريخية ولا يمكن قبول أي خروج عنه للوصول للسلام.

وتعتبر طالبان أن حكومة أشرف غني تريد استغلال تغير الإدارة الأميركية لإضافة أو تعديل بنود في الاتفاق بما يخدم مصالحها.

لم أثارت إدارة بايدن الالتباس بشأن موقفها من الاتفاق؟

لم تتبين بعد المعطيات التي توضح العنوان العريض الذي وضعته إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لإستراتيجيتها في أفغانستان، فهي تؤكد أنها ملتزمة بمسار السلام ودعمه، وترفق ذلك بنيتها مراجعة الاتفاق دون تفصيل، سواء أكانت تلك المراجعة متعلقة بالوجود العسكري للقوات الأميركية ومدى التزامها بالموعد المحدد للانسحاب أو بخصوص التعامل مع طالبان كطرف آخر في الاتفاق.

أستراليا تعهدت بمحاسبة جنودها بسبب تورطهم في عمليات وحشية ضد أسرى طالبان بأفغانستان (الفرنسية)
اجتماع الناتو الأخير منتصف فبراير/شباط الماضي لم يحسم أمر انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان في الموعد المحدد (الفرنسية)

وحتى اجتماع حلف شمال الأطلسي (الناتو) منتصف فبراير/شباط الماضي لم يدفع واشنطن لإضافة مزيد من التفاصيل عن عنوانها الحالي بخصوص أفغانستان.

ما سبب "سعادة" الحكومة الأفغانية به وانتقادها له في الوقت نفسه؟

لم يخف الرئيس الأفغاني ما وصفه بـ"السعادة" بتغير طريقة تعامل واشنطن مع حكومته عبر تواصل دبلوماسي مكثف، نتج عنه أكثر من 4 اتصالات من قبل وزيري الخارجية والدفاع الأميركيين معه لبحث مسار السلام واتفاق الدوحة.

هذه السعادة تقابلها تصريحات ونقد لاذع للاتفاق وأحد أطرافه (طالبان)، فمجلس الأمن القومي الأفغاني يعتبر أن الاتفاق حمى الجنود الأميركيين ولكنه ترك الباب مفتوحًا لطالبان لشن هجمات على القوات الأفغانية.

لماذا المرحلة التي يمر بها الاتفاق دقيقة وحساسة؟

رسميا لم يطرح أي من الطرفين (طالبان والولايات المتحدة) أي تغيير في بنود اتفاق الدوحة حتى الآن، والاتفاق وفق ما نشرته وزارة الخارجية لا يشير لوقف إطلاق نار بين الحكومة وطالبان ولكنه يدعو لخفض العنف إضافة للتقدم بمسار السلام.

في حين تبقى واشنطن هي نقطة الحل والعقد الآن، فإن مضت بتنفيذ الاتفاق كما هو فإن طالبان تريد أن تمضي، وإن غيرت الأولى بالبنود تحت عنوان "المراجعة" فالسيناريوهات قد تفتح مجدداً فصولا جديدة للحرب في أفغانستان.

المصدر : الجزيرة