اعتاد رفع شعارات الوطنية ومحاربة الفساد.. اعتقال رئيس جامعة دمنهور بتهمة الرشوة

عبيد صالح اعتاد الحديث عن الوطنية ومكافحة الفساد قبل أن يتم اعتقاله بتهمة الرشوة (مواقع التواصل الاجتماعي)

القاهرة- وسط قاعات إحدى كليات جامعة دمنهور بمحافظة البحيرة (شمالي مصر)، حاضر عميد الجامعة عبيد صالح حول مكافحة الفساد، ووقف مرتديا قميصا يحث على ذلك وبجواره المحافظ هشام آمنة (ضابط سابق بالجيش)، مطالبا بالشفافية.

المرات التي ظهر فيها صالح متحدثا عن حب الوطن أو ضرورة مكافحة الفساد كانت متعددة، ولذلك كانت المفاجأة التي تلقاها الرأي العام المصري خلال الساعات الماضية صارخة، إذ تناقلت وسائل الإعلام المحلية خبر إلقاء القبض على رئيس الجامعة بتهمة تلقي أموال على سبيل الرشوة.

وأعلنت هيئة الرقابة الإدارية أمس الأربعاء القبض على رئيس جامعة دمنهور وآخرين بتهمة أخذ رشاوى بلغت قيمتها نحو 4 ملايين جنيه (الدولار= نحو 15.7 جنيها)، وذلك مقابل تسهيل استلام توريدات من بعض الموردين المتعاملين مع الجامعة.

والمفارقة، كما أوردتها صحيفة الوطن المصرية تتمثل في أن آخر تصريحات رئيس الجامعة كانت أن محاربة الفساد هي أولى أولوياته، مشيرا إلى أنه شكل لجنة لمحاربة الفساد وذلك بعد بروز ما عرف على مواقع التواصل الاجتماعي بفضيحة "أسنان الجاموسة".

 

وقبل أيام أثبتت شهادة من المحكمة الإدارية العليا أن طلابا درسوا بكلية طب الأسنان في جامعة دمنهور (في عهد عبيد صالح) بعض المحاضرات العملية داخل حظائر كلية الطب البيطري التابعة للجامعة نفسها، حتى إنهم تدربوا على أسنان الجاموس والأبقار، بدلًا من الدراسة والتدرب على هياكل آدمية في معامل مجهزة كما يحدث في بقية الكليات.

وأكدت المحكمة العليا بذلك حكم القضاء الإداري الصادر في 2015 لصالح دفعتين بالفرقتين الأولى والثانية بكلية طب الأسنان بجامعة دمنهور، بإلزام المجلس الأعلى للجامعات بتوزيع هؤلاء الطلاب -وعددهم 320 طالبا- على كليات طب الأسنان المناظرة لها بالجامعات المصرية.

ووصف حكم القضاء الإداري ما حدث من إنشاء كلية وقبول طلاب دون توفير المعامل والأجهزة والمعدات اللازمة لتلك الدراسة بأنه ضرر فاحش بمستقبل الطلاب يجب إزالته، كما وجهت المحكمة انتقادات حادة لمنظومة التعليم بدءا من وزير التعليم العالي وأعضاء المجلس الأعلى للجامعات وأعضاء مجلس الجامعة، معتبرة أنهم تخلوا عن واجبهم الدستوري والوطني وارتكبوا إثما في حق هؤلاء الطلاب.

غير أن عبيد صالح استقبل التأكيد الصادر من المحكمة الإدارية العليا وما تلاه من ضجة في الإعلام ومواقع التواصل، بالقول لصحيفة الوطن إن هناك أهدافا وراء إثارة مثل هذه القضية، وإن أولى أولوياته هي محاربة الفساد الذي يعرقل تقدم الجامعة.

قضايا أخرى

ولم تكن تلك القضية الوحيدة التي طالت رئيس جامعة دمنهور، إذ أقام عدد من أعضاء هيئة التدريس بالجامعة دعوى قضائية ضده عام 2018، متهمين إياه بإهدار المال العام والفساد واستخدام موارد الجامعة لصالح عائلته، وهي اتهامات وصفها صالح في حينه بأنها "هراء" لا أساس لها من الصحة.

يذكر أن عبيد عبد العاطي صالح من مواليد محافظة البحيرة، وتخرج من كلية الطب البيطري، وعين معيدًا بها عام 1988، ثم تدرج في المناصب داخل الكلية إلى أن وصل إلى منصب عميد كلية الطب البيطري بجامعة دمنهور عام 2015، قبل أن يتقلد منصب رئيس جامعة دمنهور يوم 29 ديسمبر/كانون الأول 2016 بقرار جمهوري، تم تجديده يوم 28 أبريل/نيسان 2020.

وأثار القبض على رئيس جامعة دمنهور موجة سخرية واسعة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين تداولوا صورا لرئيس جامعة دمنهور أثناء مشاركته في أكثر من فعالية لمكافحة الفساد، كما أشاروا إلى خطاباته وشعاراته الوطنية لطلاب الجامعة.

 

المصدر : الإعلام المصري + الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي