بعد رحيل ترامب.. مشهد جديد في البيت الأبيض مع بايدن وفريقه

A general view shows President Biden’s redecorated Oval Office at the White House in Washington
صورة عامة لمكتب الرئيس بايدن بالبيت الأبيض (رويترز)

أمضى الفريق الجديد للرئيس الأميركي جو بايدن الأيام الثلاثة الأولى في البيت الأبيض في مكاتب شبه خالية يبحثون عن لوازم مكتبية ويطلبون مساعدة تكنولوجية، ويحاولون كذلك انقاذ البلاد من أزمات متعددة.

وتولى هذا الفريق الأربعاء المسؤولية في البلد الأكثر قوة وثراء وابتكارا في العالم. لكن بعد فترة انتقالية سيئة من إدارة دونالد ترامب، يواجه الموظفون الحاليون بعض المشكلات التي يمكن أن يواجهها أي شخص ينتقل إلى شقة جديدة.

وخضعت المساحة بأسرها لعملية تنظيف دقيقة كلفت بحسب "سي إن إن" (CNN) ما قيمته 500 ألف دولار، في حين أعيد تجديد المكتب البيضاوي.

لكن الرفوف الفارغة والجدران المجردة من الزخرفة، لا تضفي جوا دافئا على المكاتب العديدة التي تشغلها المتحدثة جين ساكي وفريقها الإعلامي.

A general view shows President Biden’s redecorated Oval Office at the White House in Washington
فريق بايدن واجه صعوبات في أول أيام العمل (رويترز)

وفي أول يوم لها، اضطرت المسؤولة عن التخطيط في الاتصالات ميغان هايز إلى الكتابة على هاتفها الخليوي لأن الحاسوب كان معطلا. وسأل موظف آخر عن دبابيس للملفات قبل أن ينهمك دون جدوى في البحث بين لوازم مكتبية موضوعة في صندوق كبير.

ومع ذلك حتى وإن لم يتسن الوقت لفريق بايدن لتعليق الصور، فقد تمكنوا من تغيير المشهد في البيت الأبيض.

بايدن واضعا الكمامة خلال مباشرته عمله بمكتبه بالبيت الأبيض (الأوروبية)

تدابير وقائية

وأول فرق واضح هو أن الجميع يضعون الكمامة للوقاية من كوفيد-19. وتؤكد صورة لبايدن موضوعة على مكتبه في اليوم الأول واضعا كمامة، ملامح الحقبة الجديدة.

فبالكاد وضع ترامب الكمامة علنا، خشية أن توحي بالضعف. وبالتأكيد لم يستخدمها أبدا علنا في المكتب البيضاوي، فلطالما فكّر في ماذا يمكن أن يفكر "الرؤساء ورؤساء الحكومات والدكتاتوريون والملوك والملكات" حيال هذا الأمر.

كما تم تشديد فحوص كوفيد-19 في تحول دراماتيكي آخر في مبنى أصبح بؤرة للإصابات خلال عهد ترامب.

ومن بين الإجراءات الأخرى فإن عدد الصحفيين الذين يسمح لهم بالدخول للبيت الأبيض، تم تخفيضه إلى 80 فقط يوميا، وعليهم إضافة إلى وضع الكمامات، الخضوع لفحص سريع للكشف عن أي إصابة بالفيروس.

ترامب خلال مغادرته البيت الأبيض يوم الأربعاء الماضي (الأوروبية)

أولويات وتغييرات

ويعكس تشديد التدابير أهم أولويات بايدن، وهي القضاء على وباء أودى بأكثر من 400 ألف أميركي وضرب قطاعات كاملة من الاقتصاد.

ولمساعدته في تحقيق ذلك، أعاد بايدن للساحة خبير الأمراض المعدية الشهير الطبيب أنتوني فاوتشي الذي مُنع خلال فترة ترامب من التحدث بصراحة.

وخلال حديثه عن تلك اللحظات الخميس قال فاوتشي إنها "لم تكن تبعث على الارتياح لأنها لم تكن قائمة على حقائق علمية".

وولت الأيام التي كان يأتي فيها الرئيس إلى منصة المؤتمرات ليقترح على الناس أن يحقنوا أنفسهم بالكلور لمنع الفيروس، كما فعل ترامب خلال مؤتمر صحفي خارج عن المألوف في أبريل/نيسان الماضي.

كما ولت الأيام التي كان فيها الرئيس يقاطع الخبراء باستمرار أو يمنعهم من قول ما يريدون.

White House Press Secretary Jen Psaki speaks in the James S Brady Press Briefing Room at the White House, after the inauguration of Joe Biden as the 46th President of the United States
المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي (رويترز)

الحفاظ على الهدوء

وإلى جانب الوعد بالتحدث بصراحة، تقول إدارة بايدن للأميركيين أن يتوقعوا أجواء أكثر هدوءا وسكونا.

وسيوضع حد للتغريدات العاصفة وإهانة الصحفيين على التلفزيون الوطني، بل ستتوقف الإهانات برمتها.

وقال بايدن لموظفيه في اليوم الأول "إذا كنتم تعملون معي وسمعت بأنكم تعاملون زميلا آخر بعدم احترام، أعدكم بأني سأطردكم على الفور".

وتؤكد ساكي هذه الرسالة بعودة الإيجازات الصحفية اليومية، فعلى مدى سنوات كانت هذه المؤتمرات جزءا من منظومة البيت الأبيض الإعلامية، ونوعا من التقاليد المقدسة تقريبا.

لكن خلال عهد ترامب، توقفت نهائيا تقريبا، وحلت مكانها تغريدات لا متناهية للرئيس وساعات من المقابلات على محطات صديقة مثل فوكس نيوز والإذاعة اليمينية.

وعند حصول إيجازات، وخصوصا تلك التي تعقدها كيلي ماكيناني، كانت مليئة بالسخرية من وسائل الإعلام، أكثر منها مؤتمرات صحفية.

ويشير تغيّر النبرة خلال عهد بايدن إلى أهداف أكثر عمقا، بحسب الأستاذ في كلية ريتشموند للقانون كارل توباياس.

ويقول توباياس إن الأمر "يتجاوز الأسلوب، لكن الأسلوب أيضا مهم"، ويضيف "أعتقد أنهم كانوا واضحين بأنهم يريدون تغيير طريقة عمل الحكومة الفدرالية بشكل كبير".

ويوضح أن هذا "خروج جذري عن ترامب الذي كان يستمتع بخرق كل الأعراف والقواعد والقوانين والتقاليد، حتى اللحظة الأخيرة".

المصدر : الفرنسية