هذه أبرز المواقف الدولية من احتجاجات أميركا

An Atlanta Police car burns as people protest near CNN Center in Atlanta
الاحتجاجات في أميركا امتدت لأكثر من أربعين مدينة في عموم البلاد

تباينت ردود الفعل الدولية بشأن الاحتجاجات التي تشهدها الولايات المتحدة بعد مقتل المواطن الأميركي ذي الأصول الأفريقية جورج فلويد على يد رجال الشرطة؛ بين من رآها "مظاهرات مشروعة"، ومن اعتبرها مؤشرا على سياسة "الكيل بمكيالين" التي تنتهجها واشنطن في مجال الدفاع عن الحريات.

كما تواصلت في عدة مدن وعواصم أوروبية وغربية مسيرات التضامن الشعبي مع الاحتجاجات المستمرة في أكثر من أربعين مدينة أميركية لليوم السادس على التوالي.

فقد اعتبرت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشال باشليه اليوم أن المظاهرات التي خرجت إثر مقتل جورج فلويد، وتأثير فيروس كورونا المستجد، الذي بدا أكبر على الأقليات العرقية في الولايات المتحدة؛ تكشف "تمييزا مزمنا" ينبغي معالجته.

أما الاتحاد الأوروبي فعبر عن صدمته لوفاة فلويد، الذي قضى اختناقا على يد رجال شرطة بيض، وأبدى أسفه "للاستخدام المفرط" للقوة من قبل رجال الشرطة، وفق تصريح أدلى به وزير خارجية الاتحاد جوزيب بوريل.

وقال الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إن الولايات المتحدة تتخذ من تمثال الحرية شعارا، ومع ذلك تدوسها بالأقدام. وذلك في تعليقه على جريمة قتل جورج فلويد.

وأضاف -في بيان له- "نقف مع المظاهرات السلمية الهادئة الهادفة للوقوف مع المظلومين، ولتحقيق الحقوق المشروعة.. ونندد بالعنف وتخريب الممتلكات".

كما اعتبر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أن الاحتجاجات السلمية في الولايات المتحدة "مفهومة وأكثر من مشروعة".

وقال ماس -خلال مؤتمر صحفي في برلين- "أريد أيضا أن أعرب عن أملي في ألا تؤدي هذه المظاهرات السلمية إلى مزيد من العنف، والأهم من ذلك آمل أن تجعل هذه المظاهرات الأمور مختلفة في الولايات المتحدة".

وفي بريطانيا، قال المتحدث باسم رئيس الوزراء بوريس جونسون إن العنف الذي تشهده الاحتجاجات في الولايات المتحدة على مقتل رجل أسود هو أمر "مقلق للغاية"، مؤكدا ضرورة السماح للمواطنين بأن يحتجوا بطريقة سلمية.

ودعت منظمة العفو الدولية بريطانيا إلى تجميد فوري لجميع تراخيص تصدير معدات الشرطة والأمن إلى الولايات المتحدة، وذلك في أعقاب ما قالت إنه "استخدام مفرط للقوة" من قبل الشرطة والحرس الوطني الأميركي ضد المحتجين.

بدورها، قالت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن اليوم إنها شعرت "بالذعر" لوفاة الأميركي ذي الأصول الأفريقية جورج فلويد، ورحبت باحتجاجات التضامن السلمية التي تشهدها بلادها، لكنها حذرت المحتجين من الاستهانة بقواعد التباعد الاجتماعي في ظل تفشي وباء كورونا.

وقالت أرديرن لقناة "تي.في.إن.زد" "أعتقد أنني أقف مع كل من يشعرون بالذعر بسبب ما رأيناه.. وأتفهم شعور المحتجين".

واتهمت رئيسة السلطة التنفيذية في هونغ كونغ كاري لام -والمقربة من بكين- واشنطن "بالكيل بمكيالين" في ردها على الاحتجاجات العنيفة التي تشهدها أميركا.

وقالت -في مؤتمر صحفي- "تعرفون أن الولايات المتحدة شهدت أعمال شغب ونحن نرى كيف ردت عليها.. وفي هونغ كونغ عندما تحصل لدينا أعمال شغب مماثلة نرى الموقف الذي اعتمدوه (الأميركيون)".

Sydney Black Lives Matter Rally In Solidarity With U.S. Protests Over Death Of George Floyd
جانب من المسيرة التضامنية التي خرجت بمدينة سيدني الأسترالية (غيتي)

مسيرات تضامن

واستمرت مسيرات التضامن مع احتجاجات أميركا في عدة مدن وعواصم أوروبية وغربية، حيث نزل الآلاف من الأستراليين إلى شوارع مدينة سيدني اليوم في مسيرة تضامنية مع جورد فلويد.

وردد المحتجون شعارات من قبيل "لا أستطيع التنفس"، تذكيرا بالكلمات الأخيرة التي قالها فلويد قبل أن يفارق الحياة.

وفي كندا، خرج الآلاف من سكان مدينة مونتريال إلى الشوارع، مطالبين بإنفاذ القانون في قضية وفاة فلويد.

وتجمع المحتجون أمام مقر شرطة المدينة ووسطها للتنديد بما وصفوه بالظلم العنصري ووحشية الشرطة بالولايات المتحدة ومونتريال. ووقعت اشتباكات بين رجال الأمن وبعض المحتجين، حيث ألقيت المقذوفات على الأمن، الذي رد برش الفلفل والغاز المسيل للدموع.

وفي نيوزيلندا، خرجت مظاهرات تضامنا مع الاحتجاجات بالولايات المتحدة عقب مقتل فلويد، وانطلق المتظاهرون من مبنى البرلمان وتجمعوا أمام السفارة الأميركية بالعاصمة ويلنغتون.

ورفع المتظاهرون لافتات تضامنية مع حقوق المواطنين السود بالولايات المتحدة، وأخرى تندد بما اعتبروه تمييزا ضدهم. وفي أوكلاند (شمال البلاد)، تجمع متظاهرون وسط المدينة قبل أن يسيروا باتجاه القنصلية الأميركية العامة.

وفي بلجيكا، نظم عشرات الناشطين المناهضين للعنصرية وقفة احتجاجية صامتة وسط العاصمة بروكسل للتنديد بما وصفوه باعتداءات الشرطة على الأميركيين من أصول أفريقية في الولايات المتحدة.

كما تظاهر الآلاف الاثنين في العاصمة الهولندية أمستردام احتجاجا على مقتل فلويد، وتجمع المتظاهرون في ساحة "دام" الشهيرة في أمستردام، رافعين لافتات تندد بعنف الشرطة الذي أودى بحياة فلويد بمدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا، ورددوا شعارات مثل "حياة السود ثمينة" و"لا سلام بدون عدالة"، و"لا لعنف الشرطة"، كما رفعوا لافتات كتب عليها عبارات من قبيل "عنف الشرطة ليس مصادفة" و"صمت البيض اضطهاد".

المصدر : الجزيرة + وكالات