هكذا تجاوزت الصين روسيا في إنتاج الأسلحة

قال الكاتب أليكسي نيتشيف في مقال نشرته صحيفة "فزغلياد" الروسية، إن المجمع الصناعي العسكري الصيني احتل المركز الثاني في العالم من حيث إنتاج الأسلحة ومبيعاتها، بينما احتل نظيره الروسي المرتبة الثالثة، وذلك وفقا لنتائج تقرير نشره خبراء في معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.

ويضيف أن الصين -ولأول مرة منذ زمن طويل- تمكنت من التفوق على روسيا في مجال إنتاج وبيع الأسلحة، وذلك على الرغم من أن روسيا لا تزال تحتل المرتبة الثانية في تصدير الأسلحة، مضيفا أنه يعد من الممكن أن تستحوذ الصين على هذه المكانة خلال السنوات المقبلة، مما يزيد من وجودها في أسواق أفريقيا وأميركا اللاتينية. 

ويشير الكاتب إلى أن خبراء معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام تلقوا لأول مرة بيانات عن مبيعات الصين في الفترة الفاصلة بين عام 2015 و2017، ما أتاح لهم تقديم صورة كاملة عن الإمكانات الحديثة للقطاع الصناعي العسكري الصيني والشركات الأعضاء فيه، في حين لم يتم تضمين المصنعين الصينيين في قائمة أفضل مئة شركة بسبب نقص البيانات اللازمة.

وفي عام 2017، تضمنت قائمة أكبر عشرين شركة -من مجموع مئة- 11 شركة أميركية بإجمالي مبيعات زاد على 226.6 مليار دولار، وثلاث شركات روسية بإجمالي مبيعات فاق 37.7 مليار دولار، فضلا عن أربع شركات صينية بإجمالي مبيعات تقدر بحوالي 54.1 مليار دولار، تحتل ثلاثٌ منها المراكز العشرة الأولى.

شركات رئيسية
وبيّن الكاتب أن الصناعة العسكرية في الصين الحديثة تتكون أساسا من عشر شركات رئيسية من بينها، شركة صناعة الطيران الصينية (آفيك)، وشركة الصين للعلوم والتقنيات الجوفضائية وشركة الإلكترونيات ومكونات المعدات العسكرية وشركة صناعات شمال الصين، التي تعرف اختصارا باسم نورينكو، فضلا عن المجلس الأعلى للبحوث العلمية.

ويشير إلى أن شركة "آفيك" تعد أكبر الشركات الصينية حيث تحتكر حوالي 20.1 مليار دولار من إجمالي حجم المبيعات، مما يضعها في المرتبة السادسة ضمن أفضل مئة شركة، كما يلفت إلى أن مبيعات شركة نورينكو تتعدى 17.2 مليار دولار، وأنها تعتبر أكبر منتج في العالم للمعدات الأرضية.

وينسب الكاتب إلى الخبير العسكري الروسي أندريه فرولوف تصريحه بأن هذه النجاحات التي حققها المجمع الصناعي العسكري الصيني لا تعطي الصين حتى الآن فرصة تجاوز روسيا من حيث نسبة المبيعات في الخارج، مشيرا إلى أن روسيا لا تزال تحتل المركز الثاني في العالم بصادرات الأسلحة.

وتابع فرولوف، "يركز تقرير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام بشكل رئيسي على حجم مبيعات المنتجات الدفاعية، عوضا عن حجم الصادرات، وأنه بالنظر إلى أن ميزانية الدفاع الصينية تعدّ الثانية في العالم، فإنه من الواضح أنها تقدم منتجات للسوق المحلية أكثر بكثير مما تقدمه روسيا، مضيفا أنه في أوائل التسعينيات، لم تتعدّ الميزانية العسكرية للصين عشرة مليارات دولار، في حين تفوق قيمتها اليوم 177 مليارا".

كمية وجودة
وأضاف فرولوف أنه "من الواضح تماما أن الشركات الغربية تفصل مبيعات المنتجات العسكرية عن المدنية، غير أن الوضع مع روسيا والصين مختلف. لذلك، ينبغي التعامل مع الإحصائيات بعناية كبيرة".

ونقل الكاتب ما جاء على لسان رئيس تحرير مجلة "أرض الوطن"، أليكسي ليونكوف، الذي أفاد بأنه على الرغم من أن الصين تعدّ بلدا مصنعا، فإنه يتم الاعتماد على الكمية عوضا عن الجودة أثناء تقييم نسبة مبيعاتها.

وأفاد ليونكوف أيضا بأن الصين تتقدم على روسيا في بيع الطائرات دون طيار، وأن لديها أرقاما قابلة للمقارنة فيما يتعلق ببيع الأسلحة الصغيرة وقاذفات القنابل اليدوية، مضيفا أن بكين تعمل بنشاط على تطوير السوق الأفريقية، حيث يستهلك قرابة نصف دول القارة الأفريقية، الأسلحة الصينية.

ونوه الكاتب بأن الصين كانت تشتري عينات الأسلحة والمعدات الأخرى من روسيا وإسرائيل، حيث لم تتمكن من تطوير أسلحة خاصة بها غير مكلفة نسبيًا إلا في عام 2010، ما ساعدها على غزو أسواق أميركا اللاتينية وأفريقيا.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الروسية