الادعاء بمجلس الشيوخ: فشل المحاكمة يعني أن ترامب فوق القانون

واصل أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي أولى جلسات الاستماع في محاكمة الرئيس دونالد ترامب برلمانيا والمخصصة لمرافعة الادعاء وعرض حججه ضد الرئيس الأميركي.

وقال رئيس فريق الادعاء آدم شيف إن المساعدات العسكرية التي كانت مقررة لأوكرانيا، وأوقفها الرئيس ترامب، كانت مقررة لمساعدة هذا البلد في الرد على الاعتداءات الروسية.

وأضاف شيف أن التهديد الذي يشكله ترامب على أعمدة الديمقراطية لن ينتهي إلا بعزله من منصبه، وشدد على أنه إذا فشلت المحاكمة البرلمانية في إخضاع ترامب للمساءلة فسيكون حينها فوق القانون.

ويطالب الديمقراطيون بعزل ترامب من منصبه بسبب اتهامهم له بالضغط على أوكرانيا من أجل إجراء تحقيق في أنشطة جو بايدن نائب الرئيس السابق، ثم عرقلة التحقيق في الأمر.

وفي وقت سابق وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب محاكمته البرلمانية بأعظم ملاحقة سياسية في التاريخ، وبأنها خدعة وأمر سيئ جدا للولايات المتحدة، في وقت يواصل فيه مجلس الشيوخ جلسات المحاكمة لليوم الثاني عقب إقرار قواعدها التنظيمية.

وقال ترامب في مؤتمر صحفي قبيل مغادرته منتدى دافوس في سويسرا، إنه يترك لمجلس الشيوخ الرد على "أكبر عملية صيد في الماء العكر في السياسة الأميركية"، وأضاف أنه سيفوز على الديمقراطيين في قضية العزل وفي الانتخابات الرئاسية المقررة إجراؤها العام الحالي.

وأوضح الرئيس الأميركي أنه يفضل مسارا طويلا لمحاكمته برلمانيا لكي يتسنى لكبار المسؤولين السابقين والحاليين في إدارته الإدلاء بشهاداتهم أمام مجلس الشيوخ، إلا أنه استدرك قائلا إن ظهور هؤلاء يشكل مصدر قلق للأمن القومي الأميركي.

وصادق مجلس النواب -الذي يسيطر عليه الديمقراطيون- الشهر الماضي على محاكمة الرئيس برلمانيا بتهمتي: إساءة استغلال السلطة، وعرقلة عمل الكونغرس.

وقد نفى ترامب مرارا أن يكون ارتكب أي مخالفة، حيث يتهمه خصومه بأنه سعى للضغط على أوكرانيا لفتح تحقيق بشأن أنشطة نجل جو بايدن المرشح المحتمل للحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة، في خطوة يمكن أن تساعد ترامب في مسعاه لإعادة انتخابه رئيسا.

وكان مجلس الشيوخ -الذي يسيطر عليه الحزب الجمهوري- قد صوّت في الجلسة الأولى من المحاكمة على الضوابط الإجرائية. وتمنح الضوابط أعضاء المجلس حق استدعاء وثائق جديدة أو الاستماع لشهود جدد، إذا صوتوا بالأغلبية لصالح ذلك.

وحاول الديمقراطيون في مجلس الشيوخ دفع المحاكمة نحو طلب وثائق جديدة من الإدارة والاستماع لشهود جدد، إلا أن الأغلبية الجمهورية في المجلس رفضت ذلك، ومن الطلبات المرفوضة: استدعاء شهود جدد إلى المحاكمة، وكذلك استدعاء مستشار ترامب السابق لشؤون الأمن القومي جون بولتون، للشهادة في القضية.

كما رفض الجمهوريون في المجلس المطالبة بجلب أوراق ومستندات من البيت الأبيض، وطلب إحضار وثائق من وزارة الخارجية، وأخرى من مكتب الميزانية متعلقة بالمساعدة الأمنية لأوكرانيا.

ورُفض أيضا طلب إحضار وثائق وزارة الدفاع المتعلقة بأوكرانيا، واستدعاء مدير مكتب إدارة الميزانية التابع للبيت الأبيض ميك مولفيني للإدلاء بشهادته.

وذكر رئيس فريق الادعاء الديمقراطي آدم شيف -في تصريحات صحفية- أنه "دون الحصول على الوثائق لا يمكن اتخاذ قرارات مهمة، بما فيها اختيار الشهود وتوجيه الأسئلة إليهم، وفي ذلك انحراف لما جرى أثناء محاكمة الرئيس السابق بيل كلينتون".

سير المحاكمة
وقالت مراسلة الجزيرة في واشنطن بيسان أبو كويك إن مداولات فريق الادعاء -وهم الديمقراطيون- ستستمر ثلاثة أيام لعرض حججهم المؤيدة لعزل ترامب، قبل أن ينتقل الأمر إلى فريق دفاع ترامب الذي سيدحض على مدى ثلاثة أيام أيضا حجج الادعاء.

ولن يحضر الرئيس ترامب المحاكمة، وهو الرئيس الأميركي الثالث الذي يواجه محاكمة عزل بعد أندرو جونسون عام 1868 وبيل كلينتون عام 1999.