في كلمته بمؤتمر برلين.. غوتيريش يحذر من حرب أهلية واسعة بليبيا

General view of the Libya summit in Berlin, Germany, January 19, 2020. REUTERS/Hannibal Hanschke/Pool
المشاركون في المؤتمر يبحثون اتفاقا لوقف إطلاق النار وحل الأزمة في ليبيا (رويترز)

حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من حرب أهلية واسعة النطاق بليبيا في كلمته التي ألقاها بمؤتمر دولي في العاصمة الألمانية برلين يبحث سبل حل الأزمة الليبية.

وقال غوتيريش -في المؤتمر الذي انطلق مساء اليوم في برلين- إنه يجب التوقف عن خرق قرار مجلس الأمن الذي يحظر توريد السلاح إلى ليبيا.

وتشارك في مؤتمر برلين، كل من الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين وألمانيا وتركيا وإيطاليا ومصر والإمارات والجزائر والكونغو.

كما تشارك فيه أربع منظمات دولية وإقليمية، هي الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية.

متدخلون خارجيون
من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في تغريدة على موقع تويتر، إنه "حان الوقت ليحدد الليبيون بأنفسهم مستقبلا خاليا من العنف الذي يغذيه متدخلون خارجيون".

وعبر بومبيو -خلال لقاء مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي عبد الله بن زايد- عن الحاجة لإنهاء جميع التدخلات الأجنبية في ليبيا.

وذكرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية مورغان أورتاغوس، في بيان صحفي، أن بومبيو والوزير الإماراتي اتفقا، في لقاء على هامش مؤتمر برلين، على الحاجة إلى وقف دائم لإطلاق النار والعودة إلى العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة، كما ناقشا التهديد القائم الذي تمثله إيران لكل دول المنطقة، بحسب البيان.

وبدوره، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن على الأطراف المتحاربة في ليبيا التفاوض بشأن الهدنة دون شروط مسبقة، مؤكدا ضرورة إنهاء وجود المقاتلين الأجانب في ليبيا على الفور.

وفي السياق، نقلت وكالة رويترز عن أحد المشاركين في مؤتمر برلين قوله إن المجتمعين على وشك التوصل لاتفاق بشأن مسودة بيان حول الأزمة الليبية.

خلافات المشاركين
وفي وقت سابق، قال مراسل الجزيرة إن هناك خلافات بين المشاركين في المؤتمر تتعلق بآليات تنفيذ وقف إطلاق النار، في حين شهدت برلين لقاءات ثنائية سبقت المؤتمر.

وانطلق المؤتمر بغياب رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج واللواء المتقاعد خليفة حفتر. وقال المراسل إن عدم حضورهما هو فقط قضية بروتوكولية، وإنهما موجودان في برلين وعقدا لقاءات -كل على حدة- مع عدة أطراف قبيل انطلاق المؤتمر.

وأضاف المراسل أن هناك توجها إلى إنشاء أربع لجان عمل للإشراف على وقف إطلاق النار، وكذا استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يفرض عقوبات على الأطراف التي تخرقه.

ونقل المراسل عن مصادر دبلوماسية قولها إن من بين الخيارات المطروحة لمراقبة وتثبيت وقف إطلاق النار في ليبيا، تشكيل قوة دولية أو أوروبية تجتمع مرتين شهريا بشكل مغلق على مستوى الخبراء، لكن ألمانيا تتحفظ على هذا الاقتراح.

شروط حكومة الوفاق
وأشار المراسل إلى أن حكومة الوفاق الوطني الليبية -المعترف بها دوليا التي يقودها فايز السراج- تطالب بآليات واضحة في مؤتمر برلين لمراقبة وقف إطلاق النار.

كما تطالب بإعادة فتح صمامات تصدير النفط لصالحها وإنشاء صندوق لتعويض المتضررين من الحرب، وتشترط في حال الاتفاق على حكومة توافقية مستقبلا ألا تعتمد من برلمان طبرق، الذي يدعم اللواء المتقاعد خليفة حفتر.

لقاءات ثنائية
وعلى هامش المؤتمر، التقى الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين، كما اجتمعت ميركل ووزير خارجيتها بالسراج وحفتر بشكل منفصل بمقر المستشارية الألمانية.

وقال أردوغان إن حكومة الوفاق الليبية وقعت على الهدنة في الاجتماع الأخير بموسكو، وإن حفتر هو الذي رفض التوقيع عليها، داعيا للتوصل إلى هدنة تنهي ما وصفها بـ"أعمال حفتر العدوانية".

كما أشار إلى وجوب ضمان قبول وقف إطلاق النار والعودة إلى العملية السياسية خلال قمة برلين حتى تتمكن ليبيا من تحقيق السلام والاستقرار.

من جهته، قال بوتين إنه يأمل في استمرار الحوار الليبي رغم عدم توقيع حفتر على اتفاق موسكو، معتبرا أن مؤتمر برلين سيجني المشاركون فيه ثمار ما اتفق عليه في روسيا لحل الأزمة الليبية.

وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قد التقى في وقت سابق، نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، وبحثا الأزمة الليبية، كما التقى أردوغان والسراج في برلين أيضا.

المصدر : الجزيرة + وكالات