صهر عبد الله عزام: السلفية الوهابية جلبت الشر للعالم الإسلامي

أننس الباحث ومستشار المجلس الأعلى للصلح في أفغانستان
عبد الله أنس دافع عن الصفاء والاعتدال الذي كان سمة من سمات فكر مجاهدي أفغانستان (الجزيرة)

الجزيرة نت-لندن

اتهم الباحث الجزائري ومستشار المجلس الأعلى للصلح في أفغانستان عبد الله أنس المدرسة السلفية الوهابية بإذكاء التطرف في العالم الإسلامي.

ورد أنس -وهو صهر الزعيم الروحي للمجاهدين العرب في أفغانستان الشيخ عبد الله عزام- في مقابلة مع الجزيرة نت، على الأمير محمد بن سلمان الذي أرجع صعود التطرف إلى تجربة المجاهدين الأفغان بأن أصل التطرف يعود لأكثر من قرنين منذ اتفاق الدرعية عام 1745 ونشأة الدولة السعودية الأولى وتحالفها مع المدرسة الوهابية التي كانت عنيفة جدا ودموية مع المدارس الأخرى، وهذه المدرسة -بحسب الباحث- هي التي جلبت الشر إلى العالم الإسلامي وذلك قبل الجهاد الأفغاني بمئات السنين.

ويقول مؤلف كتاب "تجربتي في أفغانستان" إن الجهاد الشرعي النقي الذي مارسه في أفغانستان عشر سنوات (1983-1992) مختلف تماما ولا علاقة له بأفكار القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية والزرقاوي، متهما إيران بالاستثمار في تلك التيارات ودعمها جنبا إلى جنب مع أجهزة استخبارات عالمية.

وقال إن الجهاد الذي مارسه مع قادة الجهاد كالشيخ عبد الله عزام والقائد أحمد شاه مسعود، ليس فيه أي انحراف عن المنهج الرباني، ففي تلك الفترة لم تكن صورة الجهاد كالتي يصفها الغرب اليوم بالإجرام، ولم تكن صورة الجهاد كذلك كالتي تعنيه التيارات المتطرفة كالقاعدة وتنظيم الدولة وبوكو حرام وغيرها ممن ينسبون أعمالهم الإجرامية للجهاد، بل كان -بحسب الباحث- جهاد حق وجهاد نبيل وجهادا في الخنادق ضد محتل، ولم تخرج أي عملية له خارج حدود الأرض الأفغانية، كما أنه انتهى بمجرد اندحار الاتحاد السوفياتي ومغادرته أفغانستان.

وروى عبد الله أنس في مقابلة مع الجزيرة نت على هامش صدور كتابه الجديد "حياتي في الجهاد من الجزائر إلى أفغانستان"، كيف أنه ما زال يشعر بالحزن والخيبة جراء ذلك، فمجاهدو الأمس أخفقوا في تحدي بناء الدولة.

‪غلاف كتاب
‪غلاف كتاب "حياتي في الجهاد من الجزائر إلى أفغانستان"‬  (الجزيرة)

فكر المجاهدين
ودافع عن الصفاء والاعتدال الذي كان سمة من سمات فكر مجاهدي أفغانستان ومرجعاتهم الفقهية، كما تحدث المؤلف عن تأسيس مكتب الخدمات الذي كان مظلة المجاهدين العرب، وعن نشأة فكرة الجهاد العالمي ودور أيمن الظواهري في ذلك، وشرح حقيقة الدعم الأميركي، وسقوط كابل واقتتال المجاهدين.

18 عاما قضاها عبد الله أنس وهو يفكر في توثيق تجربته الأفغانية، وتبيان الفرق بين الجهاد "النقي الشرعي" -كما يقول- وبين جهاد انحرفت بوصلته واختطف على أيدي جماعات متطرفة نظّرت لما سمي بـ"الجهاد العالمي" وقتل المسلمين وغير المسلمين في انحراف عن المنهج، وفقدان للبوصلة الشرعية والوطنية.

أنس قال إنه منذ أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 استشعر الخطر المحدق بالأمة جراء اختطاف القاعدة لمفهوم الجهاد وتصدير ما يسمى بـ"الجهاد العالمي" على أيدي جماعة الجهاد المصرية وقادتها كأيمن الظواهري وسيد إمام اللذين أقنعا أسامة بن لادن بالفكرة، جنبا إلى جنب مع دخول أجهزة استخباراتية عالمية على الخط واستحسانها للفكرة واختراقها.

ويعتقد المؤلف -الذي يعمل مستشارا للمجلس الأعلى للصلح في أفغانستان- بأن أفكار أيمن الظواهري وسيد إمام اللذين نظرا للجهاد العالمي، هي التي أذكت التطرف وحرّفت الجهاد عن مقاصده، وهما كذلك من أقنعا أسامة بن لادن بفكرة الجهاد العالمي وتكوين خلايا عالمية، وظهر ذلك جليا عام 1989 عندما انفصل بن لادن عن مكتب الخدمات، وأصبح له معسكرات مستقلة، وكانت هذه فكرة مرفوضة عند الشيخ عبد الله عزام، كما يقول الباحث.

المصدر : الجزيرة