إنسايدر: عرائس تنظيم الدولة يروين قصصهن.. ماذا قلن؟

DEIREZZOR, SYRIA - FEBRUARY 16: A woman clutches her handbag as she stands in line with other women who fled fighting in Bagouz after being screened by members of the Syrian Democratic Forces (SDF) at a makeshift screening point in the desert on February 12, 2019 in Bagouz, Syria. Civilian numbers fleeing fighting have increased in recent days after the beginning of a final operation by the US-led coalition and the Syrian Democratic Forces (SDF) to oust ISIS from Bagouz
ذا إنسايدر: كثير من النساء هربن إلى سوريا ليصبحن زوجات لمقاتلي تنظيم الدولة(غيتي)

طلبت نساء من أميركا وكندا وبريطانيا وفرنسا كن قد هربن من بلدانهن وانضممن لتنظيم الدول بـسوريا المغفرة والسماح لهن بالعودة لمنازلهن، بحسب تقرير مطول لموقع ذي إنسايدر.

وكان العديد من النساء الغربيات قد هربن لسوريا على أمل أن يصبحن "عرائس تنظيم الدولة"، عبر الزواج من مقاتلي التنظيم بهدف إنشاء جيل جديد من الأطفال في حمى المقاتلين.

وأوردت الكاتبة، كيلي ماكلوغلين بموقع "ذا إنسايدر"، أن عرائس تنظيم الدولة يستجدين حاليا للعودة إلى أوطانهن، حيث أكدن أنهن يرغبن في العيش في بيئة آمنة.

أميركية وكندية وبريطانية
وطلبت سيدتان إحداهما من ولاية ألاباما الأميركية والأخرى من ولاية ألبرتا بكندا، العودة لمنازلهن بعد أن طلبت شابة بريطانية تدعى شميمة بيغوم السماح لها بالعودة إلى لندن قبل أن ترزق بمولود صبي الأسبوع الماضي.

وكانت بيغوم (19 عاما) قد فرت من التنظيم قبل بضعة أسابيع بعد أربع سنوات من مغادرتها لندن مع ثلاث من رفيقاتها بالدراسة.

ورأت هدى المثنى من أميركا أن تفعل ما فعلت بيغوم على أمل السماح لها بالعودة، كما تحدثت سيدة كندية تُدعى إيمي إلى شبكة "سي تي في" التلفزيونية عن التحاقها بالتنظيم ومغادرتها لكندا مع زوجها، وعن رغبتها الشديدة في العودة لمنزلها في ألبرتا.

مؤشرات
وغادرت هدى المثنى أميركا حين كان عمرها 19 سنة في نوفمبر/تشرين الثاني 2014، ووفقا لتقرير صادر عن موقع بزفيد في 2015، تجلت أولى علامات "التطرف" لدى هدى خلال استخدامها لشبكة الإنترنت، حيث تمكنت من الوصول إلى محاضرات تعكس "رؤية محافظة".

ووجهت نداءات عنيفة عبر حسابها الشهير على تويتر، حيث قالت بإحدى تغريداتها "انطلق وقُد الشاحنة الصغيرة، أرق دماءهم أو استأجر شاحنة كبيرة وأطلقها في جميع أرجاء المكان. المحاربون القدامى الوطنيون النصب التذكاري.. اقتلوهم جميعا".

تزوجت ثلاث مرات
وتزوجت هدى في البداية من مقاتل أسترالي يُدعى سوهان رحمن، ثم تزوجت لاحقا من مقاتل تونسي وأنجبت منه طفلا قبل أن يلقى حتفه في مدينة الموصل العراقية. وفي سنة 2018، تزوجت عروس تنظيم الدولة مجددا من مقاتل سوري الجنسية. وقد ألقي القبض عليها من قبل المقاتلين الأكراد في يناير/كانون الثاني الماضي وتعيش حاليا بمخيم الهول للاجئين في سوريا.

‪نساء وأطفال هربوا من مناطق سيطرة تنظيم الدولة هذا الشهر‬ (غيتي)
‪نساء وأطفال هربوا من مناطق سيطرة تنظيم الدولة هذا الشهر‬ (غيتي)

وأعلنت هدى عن رغبتها في العودة لأميركا، قائلة إنها تعرضت لغسل دماغ وإنها تشعر الآن بالندم على أفعالها.

أما إيمي الكندية (34 عاما) فقد فرت مع زوجها المؤيد لتنظيم الدولة والذي قتل فور وصوله إلى سوريا. وأفادت، هي أيضا، بأنها ترغب في العودة لكندا، مؤكدة أنها اعتنقت الدين الإسلامي عقب زواجها من زوجها المسلم بكندا لينتقلا لاحقا مع طفليهما لسوريا، بعد أن شرع زوجها في "التعمق أكثر في الدين الإسلامي". وبعد مقتل زوجها، تزوجت إيمي من مقاتل آخر بوسني الجنسية قُتل هو أيضا بعد مرور ثلاثة أشهر على زواجهما.  

مستقبل الأبناء
وتقيم إيمي الحامل حاليا بمخيم الهول وترغب في العودة لكندا ليتسنى لأبنائها تلقي "التعليم المناسب". وقالت إنها لم ترتكب أي جرم يدينها، ولم تلحق الضرر بأي شخص طوال الفترة التي قضتها مع التنظيم.

كذلك تحاول سيدتان فرنسيتان في العقد الثالث من عمريهما، ولم ترغبا في الكشف عن هويتيهما، العودة لفرنسا. وقد ألقت القوات المدعومة من قبل أميركا في سوريا القبض عليهما. وتعيشان حاليا بمخيم الهول للاجئين. وفي هذه الأثناء، يبدو أن السلطات الفرنسية مترددة بشأن الموافقة على طلبيهما.

رغبة في تربية الأطفال
وقالت إحداهن إنها لم تكن تتفق مع الأفكار التي يتبناها عناصر التنظيم، إلا أنها لم تكن قادرة على القيام بأي شيء إزاء ذلك. أما الأخرى، فقد دفعت 50 دولارا لمهرّب مقابل فرارها مع ولديْها من التنظيم، ذاكرة أن النساء هناك يتعرضن للتهديد بالقتل والاغتصاب في حال فكرن بالخيانة. ومع ذلك، أكدت المرأتان أنهما كانتا تعيشان حياة هادئة في ظل التنظيم وأن زوجيهما كانا يشغلان وظائف مدنية.

وقالت إحداهن، وهي الصغرى، إنه في حال تمكنت من العودة لبلادها، فإنها ترغب في السماح لها بتطبيق تعاليم الإسلام بحرية والبقاء مع أطفالها. وقالت الأخرى إنها بمجرّد عودتهما لفرنسا، ستنتزع السلطات أطفالهما وتسلمهم لأسر بديلة، كما سيفصلونهم عن بعضهم ويربون على قيم تتعارض مع التعاليم الدينية التي ترغبان في تلقينها لهم. وشدّدت السيدتان على رغبتهما في الخضوع لمحاكمة عادلة.

نادمة بشدة
وأعربت كيمبرلي جوين بولمان (46 عاما) وهي أم لثلاثة أطفال تتمتع بجنسية مزدوجة "أميركية وكندية"، عن ندمها الشديد لانضمامها لصفوف تنظيم الدولة وذكرت أنها اعتنقت الدين الإسلامي بعد أن تخلت عن الديانة التي نشأت عليها منذ نعومة أظفارها، وقضت ساعات طويلة على وسائل التواصل الاجتماعي للاطلاع أكثر على الوضع بسوريا. وفي 2015، تواصلت مع رجل سوري وأخبرها أن مهاراتها في التمريض ستكون مفيدة لدولة الخلافة المتنامية.

وخلال ذلك الصيف، أوهمت بولمان شقيقتها بأنها ستغادر في رحلة إلى النمسا، ولكنها أخبرت عائلتها لاحقا أنها انضمت لتنظيم الدولة. وتزوجت بولمان فيما بعد من الرجل السوري الذي كانت تتواصل معه عبر الإنترنت، واستخدمت جواز سفرها الأميركي للسفر من فانكوفر إلى إسطنبول حيث جرى تهريبها لسوريا. وأضافت أنها لم تكن مهتمة أبدا بالجرائم التي ارتكبها تنظيم الدولة، ناهيك عن أنها لم تكن قادرة على تمييز حقيقة ما كان يجري فعلا على أرض الواقع.

وبعد سنة من التحاقها بصفوف التنظيم، حاولت بولمان الفرار، لكنها فشلت، وسُجنت في زنزانة بمدينة الرقة، حيث زعمت أنها تعرضت للاغتصاب والاستجواب المتكرر من قبل مقاتلي التنظيم. وبمجرد خروجها من السجن، التقت بولمان بهدى المثنى واتفقتا على الفرار خلال الشهر الماضي. ونجحتا في الفرار وتعيشان حاليا بمخيم الهول.

المصدر : الصحافة الأميركية