إميليا كلارك.. كيف نجت "أم التنانين" من الموت؟

LOS ANGELES, CA - SEPTEMBER 17: (EDITORS NOTE: Image has been digitally enhanced) Emilia Clarke arrives at the 70th Emmy Awards on September 17, 2018 in Los Angeles, California. Matt Winkelmeyer/Getty Images/AFP== FOR NEWSPAPERS, INTERNET, TELCOS & TELEVISION USE ONLY ==
كلارك اشتهرت عالميا من خلال بطولتها في مسلسل "صراع العروش" (الفرنسية)

حسام فهمي

"عندما قاربت على تحقيق كل أحلام طفولتي كدت أن أفقد عقلي وحياتي أيضا" هكذا بدأت الممثلة البريطانية إميليا كلارك تدوينتها التي فاجأت بها العالم من خلال موقع "ذا نيويوركر" يوم 21 مارس/آذار 2019.

اشتهرت إميليا كلارك على المستوى العالمي من خلال بطولتها للمسلسل الملحمي "صراع العروش" المأخوذ عن رواية الكاتب جورج مارتنز بعنوان "أغنية الثلج والنار"، والذي بدأ تقديمه على شاشة شبكة "أتش بي أو" خلال عام 2011، وازدادت شعبيته تدريجيا حول العالم حتى أصبح المسلسل الأعظم في تاريخ التلفزيون بالنسبة لعدد كبير من المشاهدين.

لكن ما لم يعرفه أحد أن هذه الممثلة التي أدت دور الأميرة المحاربة والمعروفة بلقب "أم التنانين" كانت في صراع مستمر مع الموت، ليس في عالم الخيال، ولكن على أرض الواقع.

من العمل في المقاهي إلى صراع العروش
درست كلارك الدراما في لندن، وشاركت في أفلام الطلاب كمشاريع للتخرج، لكنها لم تجد فرصة مناسبة ككثيرين غيرها.

عملت إميليا -كما ذكرت في تدوينتها- في المقاهي والبارات ومراكز خدمة العملاء الهاتفية والمتاحف الإنجليزية، وفي كل الأعمال التي يهرب إليها الشباب إلى حين وصولهم للفرصة في العمل فيما يحبون.

وفي 2010 ظهرت كلارك في دور مساعد بفيلم تلفزيوني بعنوان "هجوم ترايسك"، وجذب هذا إليها الاهتمام كأحد النجوم الإنجليز الصاعدين في مجال التمثيل، لكن كل شيء قد تغير عقب هذا بأشهر قليلة.

وفي ربيع عام 2010 كان وكلاء شبكة "أتش بي أو" يجرون تجارب أداء لمسلسل مقبل اسمه "صراع العروش" لدور الأميرة "دينيريس تايجيريان"، فكانوا يبحثون عن فتاة شقراء صاحبة بشرة شديدة البياض، فتقدمت إميليا بقامتها القصيرة وشعرها الداكن، ولم تكن تتخيل أنها ستنجح في أي حال من الأحوال، لكنها تلقت اتصالا عقب ذلك ببضعة أيام يدعوها لتجربة أداء في لوس أنجلوس.

لم تكن تتوقع كلارك في هذه اللحظات أنها ستفوز بدور "أم التنانين" بعد تجربة أداء قصيرة في الولايات المتحدة.

وبعد بضعة مواسم من "صراع العروش" أصبحت إميليا كلارك أحد أشهر نجوم هوليود، ورشحت لثلاث جوائز إيمي، وقامت ببطولة فيلم رومانسي شهير هو "أنا قبلك"، وبطولة أحد أجزاء سلسلة الفضاء الأشهر "حرب النجوم".

كل شيء كان رائعا وجميلا جدا، إلا أن تفصيلة صغيرة أهملتها إميليا عادت لتطاردها وتهدد حياتها.

‪إميليا عملت في المقاهي والبارات ومراكز خدمة العملاء الهاتفية قبل أن تصبح ممثلة‬ (رويترز)
‪إميليا عملت في المقاهي والبارات ومراكز خدمة العملاء الهاتفية قبل أن تصبح ممثلة‬ (رويترز)

النزيف المفاجئ يطارد الأميرة
منذ طفولة إميليا وهي تشكو بشكل متكرر من الصداع، كما لاحظت إصابتها بلحظات من فقدان التركيز والنسيان، وفقدان الوعي في بعض الأحيان، لكنها ظنت أن كل هذا يمكن عزوه لضغط دمها المنخفض، لكن الحقيقة أن هناك مفاجأة غير سارة كانت تنتظرها.

في صباح 11 فبراير/شباط 2011 كانت الأوعية الدموية المغذية للقشرة المخية الخاصة بإميليا كلارك تتأهب للانفجار. 

كانت إميليا قد انتهت من حلقات الموسم الأول في "صراع العروش"، وكانت تشعر ببعض القلق ففضلت أن تقوم ببعض التمرينات الرياضية، وأثناء هذه التمرينات شعرت ببعض الصداع، ذهبت للحمام ففوجئت بدفقات متتابعة من القيء، وشعرت بأنها تفقد الوعي، وسقطت على الأرض. 

تحكي إميليا في تدوينتها أن فتاة في الحمام المجاور رفعت صوتها لتسألها "هل أنت بخير؟"، فأجابت إميليا "لا"، وفي الدقائق التالية وصلت سيارة الإسعاف، ونقلت إميليا إلى مستشفى ولنغتون.

في المستشفى خضعت إميليا لبعض الفحوصات، فلم يجد الأطباء سببا لما حدث، حتى استقروا على تصوير مخها بواسطة الرنين المغناطيسي، فجاءت النتيجة لتفاجئ الجميع، إميليا مصابه بنزيف دماغي من نوع "نزيف ما تحت العنكبوتية"، كما أن أوعيتها المخية تحوي تمددين يمكن أن ينفجرا في أي لحظة، هذه "التمددات الوعائية" بمثابة قنابل موقوتة داخل جمجمتها.

كانت إميليا كلارك محظوظة للغاية لأنها لم تمت، وعادة ما يموت ثلث المصابين بـ"نزيف ما تحت العنكبوتية" بمجرد حدوث النزيف أو خلال المضاعفات.

نقلت إميليا عقب ذلك إلى المعهد القومي البريطاني لأمراض الأعصاب وأمراض جراحة الأعصاب، وتمت التوصية بعمل إجراء جراحي من خلال القسطرة المخية، يدخل الجراح سلكا جراحيا من أحد أوردة الساق، يتحرك هذا السلك إلى أعلى، يتخطى أوعية القلب حتى يصل إلى المخ ويحاصر هذا التمدد الوعائي.

نجحت العملية ونجت كلارك من الموت، وأكدت في تدوينتها أنها في وضع أفضل من أي وقت مضى، وقررت المساهمة في تطوير جمعية خيرية بالتعاون مع شركاء في المملكة المتحدة والولايات الأميركية تهدف إلى توفير العلاج للأشخاص الذين يتعافون من إصابات الدماغ والسكتة الدماغية.

المصدر : الجزيرة