صفقة الغواصات.. رغم تطمينات واشنطن فرنسا تتحدث عن زعزعة الثقة بين الحلفاء وأوروبا تطلب تفسيرا

وصف وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان فسخ أستراليا صفقة غواصات مع بلاده بأنه دليل على تزعزع الثقة بين الحلفاء، وقال إن واشنطن مطالبة بتقديم تفسيرات وإيضاحات لباريس عندما يتحدث الرئيس الأميركي جو بايدن مع الرئيس إيمانويل ماكرون في وقت لاحق من الأسبوع الجاري.

وقال لودريان للصحفيين في نيويورك إن الولايات المتحدة يجب أن تأخذ في الاعتبار مصالح حلفائها الأوروبيين، معتبرا أن الإستراتيجية الأميركية الجديدة مع بريطانيا وأستراليا في المحيطين الهادي والهندي مؤشر على منحى صدامي مع الصين.

وتابع الوزير الفرنسي أن السؤال المطروح اليوم هو: ماذا وراء فسخ عقد صناعي بطريقة فظة وغير متوقعة ودون تفسير؟ "فهذا العقد يعود إلى عام 2016 وكان في طور التنفيذ، وما حدث يمثل كسرا للثقة بين الشركاء، لأن الثقة والتحالف والشراكة تعني الشفافية والقدرة على التنبؤ وعدم التستر خصوصا في المواضيع المهمة".

من جهتها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين -في لقاء تلفزيوني أجرته على هامش مشاركتها في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة- إن أحد أعضاء الاتحاد الأوروبي عومل بشكل غير مقبول، مضيفة أن "ذلك يستوجب توضيحا، قبل أن نتمكن من العودة للأمور بشكلها الطبيعي".

بدوره عبر المفوض الأعلى للسياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، عن أن التكتل الأوروبي فوجئ بالإعلان عن تحالف دفاعي بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا.

وقال بوريل إن وزراء خارجية الاتحاد عبّروا -خلال اجتماعهم في نيويورك- صراحة عن تضامنهم مع فرنسا، كما عبر المسؤول الأوروبي عن أسفه لاستثناء التحالف الأميركي مع أستراليا وبريطانيا الشركاء الأوروبيين.

موقف واشنطن

في المقابل، أكدت الولايات المتحدة أن فرنسا "حليفتها وشريكتها الأقدم" وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي إن الرئيس بايدن سيبحث هاتفيا مع نظيره الفرنسي عدة قضايا، بينها صفقة الغواصات مع أستراليا التي أثارت استياء فرنسا.

وأضافت المتحدثة أن الرئيس بايدن أكد في كلمته الأخيرة أن "فرنسا تمثل وجودا كبيرا في منطقة المحيطين الهندي والهادي، وهي شريك وحليف رئيسي، وتساهم في تعزيز الأمن والازدهار العالمي، وما زلنا نتطلع إلى تحالفنا الوثيق معها، لكن ليست هناك أية خطط للتخلي عن صفقة الغواصات".

أما رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، فقد أكد أن علاقة بلاده بفرنسا مهمة جدا وتاريخية وغير قابلة للتخريب، وقال -ردا على سؤال بشأن الأزمة التي أحدثها اتفاق أوكوس (AUKUS)- "إن بريطانيا ستتحدث مع أصدقائها عن كيفية تفعيل الاتفاق بحيث لا تكون إقصائية أو مثيرة للانقسام".

في غضون ذلك، أوضح وزير الدفاع البريطاني بن والاس أن الاتفاق الذي أبرم مع واشنطن وكانبيرا بشأن الغواصات النووية ليس اتفاقا بشأن الأسلحة النووية، وإنما لتزويد أستراليا بتكنولوجيا الدفع النووي.

اجتماعات نيويورك

وطغى الحديث عن تطورات صفقة الغواصات على اجتماعات الوزراء الأوروبيين على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وسط قلق بشأن التداعيات المحتملة على محادثات التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي وأستراليا، والتي ستعقد جولتها المقبلة يوم 12 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

ودخلت العلاقات بين فرنسا من جهة، والولايات المتحدة وأستراليا من جهة أخرى، أزمة مفتوحة الخميس، بعد إلغاء كانبيرا صفقة شراء غواصات فرنسية واستبدالها بأخرى أميركية تعمل بالوقود النووي.

وستقدم واشنطن -بموجب الصفقة- تكنولوجيا متقدمة إلى أستراليا لغواصات تعمل بالطاقة النووية، بهدف مساعدتها في التصدي "لنفوذ الصين المتنامي في منطقة المحيطين الهندي والهادي".

لكن الصفقة قوّضت في ذات الوقت اتفاقا مع فرنسا لتزويد أستراليا بـ12 غواصة تعمل بالديزل، ووصفت باريس في وقت سابق الصفقة بأنها "طعنة لها في الظهر".

المصدر : الجزيرة + وكالات