كورونا.. تونس تعلق الدراسة لمواجهة تفشي المرض وليبيا تبدأ حملة التلقيح ووضع صعب بالهند

وصفت المتحدثة باسم وزارة الصحة التونسية الوضع الصحي في البلاد "بالخطير جدا" وبأنه يتميز بارتفاع نسق الإصابات بفيروس كورونا

أحد مراكز التلقيح ضد فيروس كورونا في العاصمة التونسية (تونس)

قررت تونس اليوم تعليق الدروس في كافة المدارس والمعاهد الثانوية واعتماد التعليم عن بعد في الجامعات من أجل مكافحة عودة تفشي فيروس كورونا، في حين شرعت جارة تونس الغربية ليبيا في حملة التلقيح ضد الوباء مركزةً على كبار السن والفريق الطبي، وفي الهند سجلت البلاد أرقام إصابات قياسية بلغت 200 ألف لليوم الثالث على التوالي.

وقالت المتحدثة الرسمية باسم الحكومة التونسية في مؤتمر صحفي إن قرار تعليق الدراسة سيمتد من 18 إلى 30 أبريل/نيسان الحالي، و"يشمل التعليم الابتدائي والإعدادي والمعاهد (..) واعتماد التعليم عن بعد في التعليم العالي".

كما أقرت اللجنة العلمية في الاجتماع الذي عقد اليوم في مقر رئاسة الحكومة، منع تحرك السيارات ووسائل النقل من الساعة السابعة مساء بالتوقيت المحلي (السادسة بتوقيت غرينتش) إلى الخامسة صباحا (الرابعة بتوقيت غرينتش) باستثناء حالات الطوارئ.

ووصفت المتحدثة باسم وزارة الصحة التونسية في المؤتمر الصحفي نفسه الوضع الصحي في البلاد "بالخطير جدا ويتميز بارتفاع نسق حالات الإصابات"، ونبّه مسؤولون في القطاع الصحي هذا الأسبوع إلى بلوغ بعض أقسام المستشفيات طاقة استيعابها القصوى وخاصة في المحافظات الكبرى.

وارتفعت أعداد الإصابات والوفيات بالفيروس في تونس منذ بداية الشهر الحالي، لتصل إلى عشرات الوفيات وأكثر من ألف إصابة يوميا، وبلغت الحصيلة الإجمالية 9637 وفاة، وقرابة 280 ألف إصابة.

وخفف رئيس الوزراء التونسي هشام المشيشي منذ أسبوع حظر التجول الليلي بطلب من الرئيس قيس سعيد بعد أيام من تشديده لكبح التفشي المتزايد لكوفيد-19.

بدء حملة تلقيح

وفي ليبيا، شرعت السلطات اليوم في حملة التطعيم ضد كورونا في العاصمة طرابلس، مع إعطاء الأولوية لكبار السن والفريق الطبي، وقال مدير المركز الوطني لمكافحة الأمراض بدر الدين النجار "لدينا لقاح سبوتنيك-في (Sputnik-V) الروسي الذي يعطى للذين أعمارهم أقل من 60 سنة، ولدينا أسترازينيكا (AstraZeneca) الذي سيعطى لمن فوق 60 سنة، ولدينا أيضا اللقاح الصيني سينوفاك (Sinovac)".

وأضاف المسؤول الصحي أن اللقاحات ستوزع على أنحاء البلاد بما في ذلك "بلديات الشرق والجنوب في الأيام المقبلة"، مشيرا إلى أنه جرى تجهيز 430 منشأة صحية في كل ربوع البلاد بكافة المستلزمات الصحية والإعلامية الخاصة بحملة التلقيح.

وتسجل ليبيا حاليا نحو ألف إصابة جديدة بكورونا يوميا، وهو عدد مرتفع مقارنة بالأشهر الماضية، وبلغت الحصيلة الإجمالية 171 ألفا و131 إصابة بالمرض، ضمنها 2882 وفاة.

وكانت سلطات طرابلس قد حضت الليبيين على التسجيل عبر منصة إلكترونية وضعتها بداية مارس/آذار الماضي استعدادا لحملة التلقيح.

ورغم تسجيل إصابات بنسخ متحورة من فيروس كورونا، لم تفرض الحكومة الليبية إغلاقا أو حظر تجول ليليا، في حين جعلت وضع الكمامة إلزاميا في الفضاءات المغلقة.

وعلى الصعيد العالمي، أودى الفيروس، الذي ظهر لأول مرة في الصين آخر العام 2019، بحياة أكثر من 3 ملايين شخص حول العالم، وإصابة أزيد من 139 مليونا.

وبعد تراجع طفيف في الشهر الماضي، عاود العدد اليومي لضحايا الجائحة الارتفاع ليبلغ في المتوسط 12 ألف وفاة يوميا خلال الأسبوع الماضي.

معركة قائمة بالهند

وفي الهند، وهي ثاني أكبر بؤرة للمرض في العالم بعد الولايات المتحدة، سجلت العاصمة نيودلهي 24 ألف إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال 24 ساعة، في حين تواجه معركة "قاتمة" في ظل موجة وبائية جديدة مع نقص في الأكسجين والأدوية، حسب تصريحات رئيس حكومة ولاية العاصمة.

وتعيش نيودلهي، التي يعيش فيه أكثر من 20 مليونا، إغلاقا مشددا بعدما أصبحت المدينة الأكثر تضررا في البلد الذي يواجه ارتفاعا جديدا في عدد الإصابات، وتقرر إغلاق المطاعم والمراكز التجارية وقاعات الرياضة، وصارت الشوارع خالية، كما فرضت ولايات هندية أخرى تدابير إغلاق وقيودا لمواجهة تصاعد وتيرة تفشي الوباء.

وتسجل البلاد ككل أكثر من 200 ألف إصابة يوميا بالمرض لليوم الثالث على التوالي.

Kumbh Mela in Haridwar
ملايين الهنود يشاركون في مهرجان هندوسي مشهور دون التزام بإجراءات الوقاية من كورونا (رويترز)

ودعا رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي اليوم إلى تقليص توافد المشاركين على مهرجان هندوسي شهير يقام حاليا بإحدى ولايات البلاد، وذلك مخافة المزيد من تفشي وباء كورونا، فقد فرضت سلطات ولاية أوتاراخند شمالي الهند قيودا على تجمّع أكثر من مئتي شخص، باستثناء المشاركين في مهرجان كومبه ميلا الهندوسي.

وشارك ما يقرب من 25 مليون شخص في المهرجان الذي جرى في منطقة هاريدوار منذ يناير/كانون الثاني الماضي، بينهم نحو 4.6 ملايين فقط شاركوا الأسبوع الجاري وحده، وقد تجاهل معظمهم القواعد الاحترازية لمواجهة الفيروس.

وتواجه حملة الهند لتطعيم سكانها -البالغ عددهم 1.3 مليار شخص- ضد الفيروس عقبات، إذ أعطي 117 مليون لقاح حتى الآن وبدأت المخزونات تنفد وفقا للسلطات المحلية.

المصدر : وكالات