حادث نطنز.. روسيا والاتحاد الأوروبي يشددان على عدم تقويض الهجوم مباحثات النووي الإيراني

نقلت الإذاعة الإسرائيلية أمس الأول عن مصادر استخباراتية قولها إن جهاز الأمن الخارجي (الموساد) نفذ هجوما إلكترونيا استهدف منشأة نطنز النووية الإيرانية

قالت روسيا إن الهجوم الذي تعرضت له منشأة نطنز النووية الإيرانية لن يؤثر على المباحثات الجارية بشأن الملف النووي الإيراني في فيينا، في حين قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إنه توجه بطلب لفتح تحقيق قضائي بشأن تسريبات إعلامية إسرائيلية، ذكرت أن جهاز الموساد هو المسؤول عن مهاجمة نطنز.

وقال سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي إن المفاوضات بشأن الاتفاق النووي الإيراني تمضي قدما، ولا داعي للقلق على خلفية الهجوم على منشأة نطنز (وسط إيران)، وهي المخصصة لتخصيب اليورانيوم، وأضاف المسؤول الروسي في تصريحات صحفية أن مشكلة العقوبات على طهران، والقضايا المتعلقة بعودة إيران للوفاء بالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي؛ قائمة ضمن العمل الجاري، ولا داعي لإضفاء طابع درامي، حسب تعبيره.

وأوضح ريابكوف أن هذه القضايا كانت متوقعة ونوقشت على أسس مختلفة في مرحلة التحضير لبدء الاجتماع في فيينا.

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" (New York Times) الأميركية أوردت أن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين أكدوا دور إسرائيل في حادث منشأة نطنز، التي تعرضت لهجوم إلكتروني أمس الأول أعطب توزيع شبكة الكهرباء، في حين ذكرت وسائل إعلام إيرانية محلية أنه تم تحديد هوية الشخص المتسبب في الحادث.

الاتحاد الأوروبي

وجدد الاتحاد الأوروبي دعوته إلى عدم تقويض مفاوضات فيينا والجهود الدبلوماسية لعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي، وقال المتحدث باسم الاتحاد بيتر ستانو بشأن هجوم منشأة نطنز "يجب توضيح ملابسات هذا الحادث على الفور وبشكل معمق. المباحثات بشأن الاتفاق النووي مع إيران تمضي على قدم وساق، وتهدف إلى إعادة هذا الاتفاق لمساره الصحيح، ونحن نرفض بشكل قاطع كل محاولات تقويضه".

من جهة أخرى، قال وزير الدفاع الإسرائيلي إنه توجه بطلب من المستشار القضائي للحكومة لفتح تحقيق بشأن التسريبات الإعلامية، وخرق سياسة التعتيم الإسرائيلية المتعلقة باستهداف المنشأة النووية الإيرانية، ووصف الوزير الإسرائيلي ما أسماها "فضيحة التسريبات" بالخطيرة، مضيفا أنها تضر أمن إسرائيل ومصالحها".

وكانت الإذاعة الإسرائيلية نقلت أمس الأول عن مصادر استخباراتية قولها إن جهاز الأمن الخارجي (الموساد) نفذ هجوما إلكترونيا استهدف منشأة نطنز، وإن الأضرار التي لحقت بالمنشأة كبيرة ومست أجهزة الطرد المركزي.

وأضافت المصادر أن التقديرات تشير إلى أن الضرر سيقوض قدرات إيران على تخصيب اليورانيوم، وأن توقيت العملية لم يكن مصادفة.

توقيت الهجوم

وجاء الهجوم على منشأة نطنز النووية في أصفهان بعد يوم واحد فقط من تشغيل أجهزة متطورة جديدة للطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم بنسبة أعلى مما يسمح به الاتفاق النووي الموقع بين إيران والقوى الكبرى عام 2015.

وحمّل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس الاثنين رسميا إسرائيل مسؤولية العمل التخريبي الذي لحق بمنشأة نطنز، متوعدا تل أبيب بالانتقام على ممارساتها، وبعث الوزير ظريف رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ذكر فيها أن برنامج طهران النووي سيحقق قفزة مهمة بعد الهجوم على منشأة نطنز.

وقال ظريف في الرسالة إن الاستهداف المتعمد لمنشأة نووية وما قد ينجم عنه من تلوث إشعاعي يعد إرهابا نوويا وجريمة حرب، حسب تعبيره.

شبكة الكهرباء

وكانت صحيفة نيويورك تايمز نقلت عن مسؤولين مطلعين قولهم إن تعطل شبكة الكهرباء في منشأة نطنز نجم عن انفجار استهدف إمدادات الكهرباء لآلاف أجهزة الطرد المركزي تحت الأرض، التي تشكل برنامج التخصيب الإيراني الرئيسي، وأوضحت الصحيفة أن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين رفضوا الإفصاح عما إذا كانت الإدارة الأميركية قد أخطرت بالهجوم مسبقًا.

كما رفض المسؤولون الإسرائيليون والأميركيون الإفصاح عما إذا كان توقيت الهجوم قد حُدد ليتزامن مع زيارة وزير الدفاع الأميركي لويد أستون لإسرائيل، في حين أوردت صحيفة "وول ستريت جورنال" (Wall Street Journal) الأميركية -نقلا عن مصدر مطلع- أن كبار المسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لم يتلقوا أي إشعار مسبق بالهجوم.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي -في مؤتمر صحفي أمس الاثنين- إن الولايات المتحدة لم تكن ضالعة في الهجوم الذي استهدف المنشأة النووية الإيرانية. وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إنه على علم بالتقارير الخاصة بحادث منشأة نطنز الإيرانية ويرفض التعليق عليها، وأكد بلينكن أن الجهود الدبلوماسية سوف تتواصل مع إيران بشأن الاتفاق النووي.

تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل تعارض مساعي إدارة بايدن لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، الذي انسحبت منه واشنطن قبل 3 سنوات إبان ولاية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.

المصدر : الجزيرة + وكالات