أزمة الكرسي في تركيا.. رئيسة المفوضية الأوروبية: لن أسمح بتكرار ما حصل في أنقرة

رئيس المجلس الأوروبي جدد في لقائه مع رئيسة المفوضية الأوروبية "أسفه الشديد" للحادثة التي وقعت بأنقرة، وشدد على "عدم جواز تكرارها".

Turkish President Recep Tayyip Erdogan
فون دير لاين تعرضت لموقف محرج خلال اجتماعها بصحبة رئيس المجلس الأوروبي (يسار) مع الرئيس التركي في أنقرة (الأناضول)

حذرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال بأنها "لن تسمح بتكرار ما حصل في أنقرة"، وذلك بعد الحرج الذي تعرضت له المسؤولة الأوروبية في تركيا قبل أيام، عندما جلس ميشال على مقعد وحيد بجوار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في حين وقفت رئيسة المفوضية مندهشة لوهلة حين لم تجد مقعدا مخصصا لها.

وجرى لقاء أمس الاثنين في مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل بين فون دير لاين وميشال، واستمر نحو ساعتين، وهو الأول من نوعه بين المسؤوليْن منذ حادثة أنقرة.

وقال مصدر في المفوضية إن فون دير لاين "أشارت صراحة إلى أنها لن تسمح بتكرار ما حصل"، في حين جدد رئيس المجلس الأوروبي "أسفه الشديد" للحادثة التي وقعت في أنقرة، وشدد على "عدم جواز تكرارها"، وفق متحدث باسمه، كما أكد ضرورة "عدم السماح لأحد بزرع الانقسام في الاتحاد الأوروبي".

وأثير جدل بشأن إعطاء البروتوكول الأسبقية لشارل ميشال خلال لقاء جمعه بصحبة فون دير لاين في السادس من أبريل/نيسان الحالي في أنقرة مع الرئيس التركي، والذي عُدّ إهانة بروتوكولية بحق رئيسة المفوضية.

موقف محرج

وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية تعرضت لموقف محرج خلال ذلك الاجتماع، بعدما اضطرت للجلوس على أريكة قبالة وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الذي يعد منصبه أدنى منها في التسلسل الهرمي للبروتوكول، وذلك بعدما جلس ميشال سريعا على الكرسي الرئيسي إلى جانب الرئيس أردوغان.

وأكد جهاز المجلس الأوروبي أن ميشال له الأولوية في البروتوكول الدولي، لكن المفوضية تحتج على هذه القراءة، وتطالب بالمستوى البروتوكولي نفسه.

في حين طلبت فون دير لاين من مكتبها الاتصال بمكتب المجلس الأوروبي "لإيجاد ترتيب يتيح تجنب مثل هذه الأوضاع في المستقبل"، وذلك حسب ما أوضحه الناطق باسمها إريك مامر، الذي أضاف أن هناك مذكرة تعرض في 5 نقاط مطالب رئيسة المفوضية على أساس "تفسير القواعد السارية" نُقلت عبر البريد الإلكتروني إلى مساعدي شارل ميشال.

تباين المواقف

وقال ممثل عن المجلس الأوروبي -وهو الهيئة التي تمثل 27 دولة الأعضاء- لوكالة الصحافة الفرنسية إن النص يعد كأنه "سلسلة شروط" فرضتها المفوضية رغبة في إضعاف المجلس"، وأضاف أن "المفوضية تستفيد من هذا الحادث لإعادة النظر في اتفاقيات، خاصة المادة 15 التي تفصل مسؤوليات كل المسؤولين".

لكن الناطق باسم رئيسة المفوضية الأوروبية نفى أن تكون تلك هي النية، وقال "لا نطالب بشيء أكثر مما هو وارد في الاتفاقيات"، وأضاف أنه "من غير الوارد بالنسبة لفون دير لاين أن تكون راغبة في التحدث مكان رئيس المجلس في قضايا السياسة الخارجية والأمن المشترك".

ونفى شارل ميشال -الذي واجه انتقادات شديدة من عدد من النواب الأوروبيين بسبب صمته على ما وقع في أنقرة- وجود أي نزعة تمييزية بحق المرأة، وقال -في مقابلة مع وسائل إعلام أوروبية- إنه لم يتفاعل مع المسألة من أجل تجنب "حادث (دبلوماسي) أخطر" مع أنقرة. وأضاف رئيس المجلس الأوروبي لصحيفة "هاندلسبلات" (Handelsblatt) الألمانية "لا أخفي سرا بأنني لم أعد أستطيع النوم جيدا في الليل منذ ذلك الحين".

European Commission President von der Leyen and European Council President Michel arrive at a news conference in Ankara
جدل أثير بشأن إعطاء الأسبقية في البروتوكول لرئيس المجلس الأوروبي على حساب رئيسة المفوضية الأوروبية (رويترز)

وسيستمع رؤساء الكتل السياسية في البرلمان الأوروبي اليوم الثلاثاء إلى فون دير لاين وشارل ميشال، إذ طالبوا بفتح نقاش حول ما حصل في العاصمة التركية.

إيطاليا وتركيا

وقد تسببت حادثة الكرسي في أزمة دبلوماسية بين إيطاليا وتركيا، حيث أدان وزير الخارجية التركي الخميس الماضي بشدة التعليقات "الشعبوية والقبيحة" لرئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي، الذي اتهم الرئيس أردوغان بإهانة رئيسة المفوضية الأوروبية.

وكان دراغي قال إن من الضروري التعامل بصراحة مع "الطغاة"، وقالت وكالة الأناضول التركية للأنباء إن وزارة الخارجية استدعت السفير الإيطالي لدى أنقرة بسبب تلك التعليقات.

وحمّلت تركيا الخميس الماضية الاتحاد الأوروبي مسؤولية الحادث البروتوكولي بشأن ترتيبات الجلوس، التي أدت إلى ترك رئيسة المفوضية الأوروبية من دون مقعد للحظات خلال لقاء مع الرئيس أردوغان.

ونددت تركيا بـ"اتهامات جائرة" في حقها، مؤكدة أن ترتيبات الجلوس اقترحها الجانب الأوروبي.

المصدر : الجزيرة + الفرنسية