انتخابات فلسطين.. الرئيس عباس يواجه انشقاق قيادات داخل حركة فتح

أعلن ناصر القدوة العضو السابق في اللجنة المركزية لفتح الأسبوع الماضي أنه سيشكل قائمة جديدة تخوض الانتخابات البرلمانية وحدها وتكون مستقلة عن الحركة.

عباس سيعقد اجتماعا للجنة المركزية لفتح غدا الاثنين لفرض عقوبات على ناصر القدوة (الأناضول)

مع اقتراب أول انتخابات فلسطينية منذ 15 عاما، يخوض الرئيس محمود عباس معركة لرأب صدع متنام في صفوف حركة التحرير الوطني "فتح"، إذ أدت محاولة انشقاق من أحد حلفاء عباس في الحركة إلى تزايد التكهنات بأنه قد يلغي انتخابات الرئاسة المقرر إجراؤها في يوليو/تموز المقبل.

ومن المحتمل أن يخوض مروان البرغوثي (61 عاما) -القيادي في حركة فتح والمسجون في إسرائيل منذ العام 2004- الانتخابات الرئاسية الفلسطينية، وهو من القيادات الفتحاوية التي تحظى بشعبية.

ولم يقل البرغوثي ما إذا كان يخوض انتخابات الرئاسة، ورفض هو ومحاميه طلبا لإجراء حوار معه، غير أن استطلاعات الرأي تشير إلى أنه سيفوز بفارق مريح على الرئيس عباس وقيادات حركة المقاومة الإسلامية "حماس".

بالمقابل، ينفي مكتب الرئيس الفلسطيني عباس أنه يعتزم تأجيل انتخابات الرئاسة أو إلغاءها.

دور البرغوثي

وكان البرغوثي قوة دافعة للانتفاضة الفلسطينية الثانية (2000-2005) في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، وقد حكمت عليه محكمة إسرائيلية في 2004 بالسجن مدى الحياة بعد إدانته بالضلوع في سلسلة من الهجمات قتل فيها إسرائيليون.

ويحكم الرئيس عباس (85 عاما) بوصفه رئيسا للسلطة الفلسطينية في المناطق الخاضعة للحكم الذاتي في الضفة الغربية بمراسيم منذ أكثر من 10 سنوات.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، أعلن عباس إجراء انتخابات تشريعية في مايو/أيار وأخرى رئاسية في يوليو/تموز المقبلين، وذلك لأول مرة في الأراضي المحتلة منذ العام 2006، ومن المقرر إعلان القوائم الحزبية للانتخابات التشريعية بحلول 20 مارس/آذار الحالي.

وضمن علامات الصدع الحاصل في فتح، أعلن ناصر القدوة -العضو السابق في اللجنة المركزية للحركة- الأسبوع الماضي أنه سيشكل قائمة جديدة، تخوض الانتخابات وحدها مستقلة عن فتح في الانتخابات البرلمانية.

تصريحات القدوة

وقال القدوة (67 عاما) -ابن شقيقة الزعيم الراحل ياسر عرفات مؤسس فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية- لوكالة رويترز إن الفلسطينيين "سئموا الوضع الحالي … سواء التصرفات أو سوء التصرفات الداخلية. أمور مثل غياب سيادة القانون، وغياب المساواة وغياب العدل".

ومن النادر أن تنشق علنا عن الرئيس عباس قيادات من أعضاء اللجنة المركزية لفتح، والمكونة من 19 عضوا.

وقال العضو السابق للجنة المركزية لفتح إنه يأمل أن يكون على رأس قائمته البرغوثي، وهو من قيادات فتح التي عُرضت أسماؤها لخلافة عباس منذ فترة طويلة.

وحاول محمود عباس رأب الخلاف بإرسال أحد الموالين له لزيارة مروان البرغوثي في السجن، والدعوة -من خلال مبعوثين- إلى وحدة الصف في فتح بعد أن أعلن القدوة قائمته الجديدة.

وقال وزير الشؤون المدنية الفلسطيني حسين الشيخ عبر فيسبوك إن "حركة فتح بقضها وقضيضها ستخوض الانتخابات الديمقراطية القادمة واحدة موحدة، تعزيزا للديمقراطية، وصيانة لمشروع التحرر الوطني، وحماية للوحدة الوطنية الفلسطينية.

ومن المقرر أن يعقد الرئيس عباس اجتماعا للجنة المركزية لحركة فتح غدا الاثنين، ومن المنتظر أن يفرض عقوبات رسميا على القدوة، وقال الأخير لوكالة رويترز إنه لا يعتزم حضور اجتماعات اللجنة.

تراجع محتمل

وفي سياق متصل، نقلت وكالة رويترز عن دبلوماسيين غربيين أن دولا أوروبية تحث الرئيس الفلسطيني عباس على عدم التراجع عن الانتخابات التي وعد بها، وقال أحد الدبلوماسيين "ثمة مخاوف أن (عباس) قد يرى حلا وسطا في السماح بإجراء الانتخابات التشريعية، وبالوقت نفسه في تأجيل الانتخابات الرئاسية أو إلغائها".

ويمثل إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية أحد مكونات مساعي القوى الفلسطينية لتحقيق المصالحة الوطنية، وطي صفحة الانقسام الداخلي بين حركتي فتح وحماس.

المصدر : رويترز